وجددت حماس مطالبتها للمسؤولين الأمريكيين بالكف عن تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقات، وتوجيه الاتهام إلى نتنياهو بمسؤوليته المباشرة عن استمرار معاناة الأسرى وعائلاتهم.
وقالت حماس في البيان إن تصريحات بار "تكشف تلاعب المجرم نتنياهو المتعمد بملف المفاوضات، وسعيه لإفشال أي اتفاق، ثم تعطيله بعد التوصل إليه، لأهدافه السياسية الخاصة".
ورأت أن اعترافات بار باعتبارها "من داخل قيادة الاحتلال الإسرائيلي"، تؤكد أن نتنياهو "كان ولا يزال هو العائق الحقيقي أمام أي صفقة تبادل".
وأضافت: "محاولات نتنياهو إبعاد شخصيات أمنية مؤثرة عن المفاوضات، تعكس أزمته الداخلية وأزمة الثقة المتفاقمة بينه وبين منظومته الأمنية، وتكشف عدم جديته في التوصل إلى اتفاق حقيقي".
ولفتت حماس إلى أن تصريحات رئيس الشاباك تبرز أن نتنياهو "سعى لهندسة مفاوضات شكلية تُستخدم للمماطلة وكسب الوقت، من دون التوصل إلى نتائج ملموسة".
وكشف بار الخميس، أن نتنياهو كان يمنعه من لقاء الوزراء خلال العام الماضي، في محاولة منه لحجب المعلومات التي تتعلق بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى عن الحكومة الإسرائيلية، وإبعاده عن فريق التفاوض.
وقال إن الهدف من ممارسات نتنياهو تجاهه هو "خوض مفاوضات لا تؤدي إلى صفقة"، على حد وصفه.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية الجمعة، بالإجماع على إقالة رئيس الشاباك رونين بار، في أول قرار من نوعه بتاريخ إسرائيل، وفقاً لإعلام عبري.
ومن المقرر أن ينهي رونين بار منصبه في 10 أبريل/نيسان المقبل أو عندما يجري تعيين رئيس دائم للجهاز الأمني -أيهما يأتي أولاً- وفقاً لقرار الحكومة.
وسبق أن برر نتنياهو قرار إقالة بار بـ"انعدام الثقة" فيه، وذلك ضمن تداعيات أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، رداً على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".
بينما ألمح بار إلى وجود دوافع سياسية وراء قرار رئيس الحكومة، وأن سبب ذلك هو رفض بار تلبية مطالب نتنياهو بـ"الولاء الشخصي".
في سياق متصل، جددت حماس مطالبتها المسؤولين الأمريكيين بـ"الكفّ عن تحميل حماس مسؤولية تعطيل الاتفاقات، وتوجيه الاتهام إلى نتنياهو بمسؤوليته المباشرة عن استمرار معاناة الأسرى وعائلاتهم".
كما حملت الحركة نتنياهو وحكومته المسؤولية الكاملة عن إطالة معاناة الأسرى الإسرائيليين وعائلاتهم، مؤكدة أن الطريق الوحيد للإفراج عنهم هو وقف العدوان والعودة إلى المفاوضات، وتنفيذ الاتفاق بعيداً عن المناورات السياسية التي وصفتها بـ"الفاشلة".
وعلى مدار 16 شهراً انخرطت حماس في مفاوضات مع إسرائيل بوساطة قطرية-مصرية-أمريكية.
بيد أن المفاوضات لم تسفر حتى الآن عن الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة وإنهاء الحرب، بسبب الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لأي اتفاقات وتنصل نتنياهو من بنوده، في ظل التزام حركة حماس البنود المتفق عليها.
وكان آخر الخروقات الإسرائيلية استئناف تل أبيب فجر الثلاثاء حرب الإبادة ضد قطاع غزة متنصلة من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس الذي استمر 58 يوماً منذ 19 يناير/كانون الثاني 2025، تبعها إعلان تل أبيب بدء عمليات برية في القطاع، كأنها تعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادته بغارات جوية عنيفة استهدفت المدنيين، ما أسفر حتى مساء الخميس عن 591 شهيداً و1042 مصاباً، 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
















