شهداء بتجدد قصف الاحتلال مناطق بغزة في ثاني أيام العيد.. وحماس تطالب بحماية الطواقم الإنسانية
استشهد 22 فلسطينياً اليوم الاثنين، جراء غارات متفرقة نفذتها طائرات إسرائيلية في ثاني أيام عيد الفطر، ضمن تصعيد مستمر لحرب الإبادة التي دخلت شهرها الثامن عشر في قطاع غزة، فيما دعت حكومة غزة لتحقيق بـ"مجزرة رفح" وحماية "الطواقم الإنسانية".
وأفادت مصادر طبية بأن فلسطينيَّيْن استُشهدا وأُصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً لمواطنين في منطقة السكة شرق مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة.
ووفق المصادر نفسها، أُصيب عدد من المدنيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة التتر بشارع النزاز في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ووسط القطاع، استُشهد 3 فلسطينيين وأُصيب آخرون في قصف جوي إسرائيلي على بلدة المصدر شرقي دير البلح، حسب مصادر طبية في مستشفى "شهداء الأقصى" وسط المدينة.
وفي وقت متزامن، أسفر قصف آخر عن استشهاد فلسطينيَّين اثنين وإصابة آخرين في بلدة السوارحة غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع.
كما أفاد شهود عيان بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت 3 مزارعين فلسطينيين جنوبي وادي أبو رشيد شرقي مخيم المغازي وسط القطاع، مما أدى إلى استشهادهم على الفور.
أما في جنوبي القطاع، فاستُشهد فلسطينيان وجُرح آخرون في قصف استهدف منزلًا لعائلة النجار في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
وخلال ساعات الليل وفجر الاثنين، استهدفت طائرات إسرائيلية ثلاثة منازل مأهولة في مدينة خان يونس، مما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة عدد كبير، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
نزوح آلاف الفلسطينيين
في غضون ذلك، نزح آلاف الفلسطينيين صباح الاثنين، من مناطق واسعة بمدينتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، استجابةً لأوامر إخلاء أصدرها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال متحدث جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إن الجيش ينذر الفلسطينيين في مدينة رفح ومنطقتي المنارة وقيزان النجار شرقي مدينة خان يونس، بإخلاء منازلهم فوراً.
وأضاف في منشور على منصة إكس: "عليكم الانتقال بشكل فوري إلى مراكز الإيواء في منطقة المواصي"، غربي خان يونس.
وحمل السكان ما استطاعوا من أمتعة على عربات تجرّها الدواب، أو على ظهورهم، وسط دموع الأطفال وتعب النساء وكبار السن، متجهين نحو منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع ومناطق أخرى وسط المدينة.
ويعيش النازحون الفلسطينيون أوضاعاً كارثية في مراكز إيواء مكتظة، أو في خيام بدائية لا تقي من البرد أو المطر أو الخطر، وسط نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
حماية "الطواقم الإنسانية"
على صعيد متصل، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية، لكشف ملابسات استشهاد 15 عاملاً بالمجال الإنساني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأدان المكتب، في بيان، بـ"أشد العبارات” الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بإعدامه 15 من العاملين في المجال الإنساني خلال مهمة لإجلاء مصابين في رفح، بينهم 8 من الهلال الأحمر الفلسطيني، و6 من جهاز الدفاع المدني، وموظف بوكالة الأونروا، بعد استجابتهم لنداء استغاثة عاجل.
والأحد، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انتشال 14 جثماناً بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة قبل نحو أسبوع، بينهم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
وجاء هذا بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال، مما يرفع عدد شهداء المجزرة إلى 15.
ووصف المكتب الإعلامي الحكومي ما جرى بـ”جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان”، محملاً إسرائيل والإدارة الأمريكية والدول المشاركة في جريمة الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا"، المسؤولية الكاملة عنها.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات الحقوقية والإنسانية كافة إلى اتخاذ خطوات عملية وفورية لمحاسبة إسرائيل على هذه المجازر.
وطالب بإجراء تحقيق دولي عاجل ومستقل تحت إشراف الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لكشف تفاصيل هذه الجريمة الوحشية وتقديم مرتكبيها للعدالة.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية في غزة، في 18 مارس/آذار الجاري، قتلت إسرائيل حتى صباح السبت 921 فلسطينياً وأصابت 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وفي السياق ذاته، دعا الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف إلى تحمل مسؤولياتها القانونية، وفرض عقوبات فورية على إسرائيل لوقف مسلسل الجرائم بحق المدنيين والطواقم الإنسانية.
وشدد المكتب على ضرورة التحرك العاجل لضمان حماية الطواقم الطبية والإنسانية في قطاع غزة، وتمكينها من أداء عملها دون استهداف أو عراقيل.
وأشار إلى أن الأدلة والشهادات الميدانية تُظهر أن بعض الضحايا تعرضوا لتصفية جسدية وهم مكبلو الأيدي، وأُصيبوا بطلقات قاتلة في الرأس والصدر، "مما يؤكد أن الجريمة لم تكن استهدافاً عشوائياً، بل عملية إعدام ميداني متعمد صدرت بقرار رسمي من جيش الاحتلال”.
وشدد على أن "هذه المجازر الوحشية التي ينفذها الاحتلال لن تُسقط حق شعبنا الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة، ولن تمنع طواقمنا الطبية والإنسانية من أداء واجبها في إنقاذ أرواح الأبرياء".
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.