نزوح 100 ألف من الفاشر منذ سيطرة "الدعم السريع".. ووزير المالية السوداني: لن نتفاوض مع "القتلة"
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، الخميس، أن إجمالي عدد النازحين من مدينة الفاشر والقرى المحيطة بها في ولاية شمال دارفور غربي السودان، تجاوز 99 ألف شخص منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المدينة.
وقالت المنظمة، في بيان، إن مصفوفة تتبع النزوح التابعة لها "قدّرت بين 9 و12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري نزوح 10 آلاف و236 شخصاً إضافياً من مدينة الفاشر، بسبب تفاقم انعدام الأمن"، مشيرة إلى أن إجمالي عدد النازحين منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول بلغ 99 ألفاً و128 شخصاً.
وأضاف البيان أن هذه الأرقام أولية وقابلة للتعديل نظراً لاستمرار تدهور الأوضاع الأمنية وتسارع حركة النزوح، موضحاً أن الفارين توزعوا على مناطق متعددة بمحليات الفاشر وطويلة وكتم في شمال دارفور.
ولفت إلى أن فرق المنظمة الميدانية سجلت "انعداماً شديداً للأمن على الطرق، ما يعوق التنقل"، مؤكدة أن الوضع لا يزال متوتراً ومتقلباً في ظل استمرار حركة السكان.
وفي السياق ذاته، قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، الخميس، إن حكومة بلاده "لم ولن تتفاوض" مع قوات الدعم السريع، التي وصفها بأنها "قاتلة وتنتهك كل الأعراف الدولية".
جاء ذلك خلال مخاطبته وقفة نسائية بمدينة بورتسودان شرقي البلاد لدعم نساء دارفور، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وأضاف إبراهيم، الذي يرأس "حركة العدل والمساواة" المشاركة في القتال إلى جانب الجيش، أن الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في السودان "قصص تُروى للتاريخ لبشاعتها"، منتقداً "ازدواجية" تعامل المجتمع الدولي مع تلك الانتهاكات.
وأكد الوزير السوداني رفض حكومته أي تفاوض أو تعايش مع "المليشيا القاتلة"، قائلاً: "أكرم علينا أن نموت من أن نتعايش مع مرتكبي جرائم القتل للنساء والرجال والأطفال والمرضى"، مشدداً على أن ما حدث في الفاشر "لم يسبق له مثيل".
وختم إبراهيم بالقول، إن "الحرب وحّدت وجدان السودانيين"، داعياً إلى "الوقوف صفاً واحداً لدحر المليشيا المتمردة وتحرير البلاد من العملاء والخونة".
يأتي تصريح وزير المالية السوداني غداة دعوة واشنطن، الأربعاء، أطراف الصراع في السودان إلى "الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة"، وفق ما أعلن مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقتها على الانضمام إلى الهدنة التي اقترحتها دول "الرباعية" (الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات)، التي بحثت في اجتماع سابق بواشنطن آليات التوصل إلى "هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار" بالسودان.
وتشهد الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، أوضاعاً إنسانية متدهورة منذ استيلاء "قوات الدعم السريع" عليها أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واعتراف قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي" لاحقاً بحدوث "تجاوزات" في المدينة، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وبالإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.