وقال وزير الصحة التركي كمال مميش أوغلو، في بيان عبر منصات التواصل الاجتماعي: "تلقيت ببالغ الحزن نبأ وفاة أستاذنا البروفسور غازي ياشارجيل، الذي اختير أفضل جراح دماغ في القرن بفضل إسهاماته الفريدة في مجاله. لقد كرّس حياته للعلم، وسجّل خلال قرن من الزمان إنجازات عظيمة كانت مصدر إلهام لنا جميعاً. سنبذل ما في وسعنا للحفاظ على إرثه حياً. رحم الله فقيدنا، وجعل مثواه الجنة".

في السياق نعى رئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، الراحل قائلاً: "تلقيت بحزن عميق نبأ وفاة أستاذنا غازي ياشارجيل، الذي قدّم إسهامات فريدة للبشرية من خلال حياته المكرسة للعلم. أسأل الله له الرحمة، ولعائلته وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان".

بدوره، عبّر زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، عن حزنه العميق لفقدان أحد "أعظم العقول العلمية التي أنجبتها تركيا"، وقال: "لم يكن ياشارجيل مجرد طبيب، بل كان رمزاً للعلم والتفاني في خدمة الإنسانية. لقد مثّل تركيا بأرفع المستويات في المحافل العلمية الدولية، وابتكاراته أنقذت حياة آلاف البشر. إن عزيمته وعبقريته ستظلان مصدر إلهام للأجيال القادمة".

وفي محافظة دياربكر، نظّمت جامعة العلوم الصحية حفل تأبين للراحل في مستشفى "غازي ياشارجيل للتعليم والبحوث"، الذي يحمل اسمه.

وخلال الفعالية، قال مدير الصحة في دياربكر، الدكتور أمره أسيلتورك: "نودّع اليوم رمزاً من رموز الطب، مَن جعل من المستحيل ممكناً، وكان فخراً لبلده وللعالم بأسره. إن تقنياته المبتكرة وإسهاماته في مجال الجراحة المجهرية ستبقى خالدة".

وأضاف أسيلتورك: "لقد كان ياشارجيل شجرة علم وارفة، لم يكن اسمه مجرد لوحة على جدار المستشفى، بل هو مصدر إلهام لكل جهد طبي نبذله هنا. مسؤوليتنا الآن أن نحافظ على إرثه العلمي وأن نعرّف به الأجيال القادمة".

وُلد ياشارجيل في يوليو/تموز 1925 في بلدة ليجه بمحافظة دياربكر جنوب شرقي تركيا، حيث كان والده يعمل قائمقام، وبدأ دراسته الطبية عام 1943 في جامعة فريدريش شيلر بألمانيا. وقد نال خلال مسيرته العلمية المرموقة عشرات الجوائز والتكريمات الدولية، أبرزها اختياره "أفضل جراح مخ في القرن" من الجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب.