أعلنت القوات الخاصة الغينيَّة استيلاءها على السلطة بالبلاد  إثر انقلاب عسكري (Cellou Binani/AFP)
تابعنا

في مشهد ليس غريباً على الأقل خلال العام الجاري على القارة الإفريقية أعلنت القوات الخاصة الغينيَّة استيلاءها على السلطة بالبلاد بعد ساعات طوية من إطلاق نار عنيف شهدته الأحد عاصمتها كوناكري، حيث استولى الانقلابيون على مقر الإذاعة التي أعلنو منها حلّ الحكومة وتعطيل الدستور وإغلاق الحدود البرية والجوية للدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

انقلاب قاده الكولونيل مامادي دومبويا ضد حكم الرئيس ألفا كوندي الذي أتى به قبل أربع سنوات على رأس الجناح العسكري المذكور بعد أن راكم تجربة طويلة مقاتلاً بالجيش الفرنسي، كما تلقى تدريباً في عدد من دول العالم، إحداها إسرائيل. فمن الكولونيل مامادي دومبويا؟

انقلاب دومبويا

بعد ساعات من إطلاق نار كثيف بالقرب من القصر الرئاسي بالعاصمة الغينية كوناكري الأحد نقلت التلفزة الرسمية صور جماعة مسلحة يتوسطها قائدها العقيد مامادي دومبويا، متلحفاً بألوان الراية الغينية، ويتلو بياناً مفاده: أن القوات الخاصة التابعة للجيش الغيني قررت حلّ الحكومة وتعطيل الدستور، وإغلاق الحدود البرية والجوية للدولة الواقعة في غرب إفريقيا بعد إلقاء القبض على رئيسها ألفا كوندي.

وتعهّد دومبويا في كلمته المصورة "باستعادة الديمقراطية في البلاد"، مضيفاً: "لن نعهد بالسياسة لرجل واحد بعد الآن، بل سنعهد بها إلى الشعب".

وأكّد أن "عصر إضفاء الطابع الشخصي على الحياة السياسية قد انتهى.. وأنّ الحكومة ستُحل والدستور سيُعطّل، والحدود ستُغلق لمدة أسبوع"، قبل أن يختم حديثه بالقول: "نعمل لتحقيق مصلحة الأمة التي يزيد عدد أفرادها على 12.7 مليون نسمة".

وأظهرت مشاهد متداولة احتجاز رئيس غينيا ألفا كوندي بالقصر الرئاسي في كوناكري بعد إعلان الانقلابيين استيلاءهم على السلطة.

ووصل كوندي إلى السلطة خلال أول انتخابات ديمقراطية في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1958، ورأى محللون آنذاك أنّ رئاسته بداية جديدة لغينيا التي كانت غارقة في عقود من الحكم الاستبدادي الفاسد.

من العقيد مامادي دومبويا؟

حلّ العقيد مامادي على رأس القوات الخاصة الغينية المنفّذة للانقلاب عام 2018 بعد تعيينه من قِبل الرئيس ألفا كوندي في هذا المنصب. وخلال عمله طيلة 15 عاماً في الجيش الفرنسي ومشاركته في عدة عمليات عسكرية فرنسية في أفغانستان وجيبوتي وجمهورية إفريقيا الوسطى، راكم مامادي من خلالها خبرة عسكرية.

واندرج مامادي في العسكرية عبر انضمامه إلى المدرسة الحربية الفرنسية التي تلقى منها شهادة عليا، قبل أن يتلقى تدريبات عديدة عبر العالم، على رأسها التدريب على مهمات الأمن العملياتي بأكاديمية الأمن الدولي بإسرائيل، إضافة إلى تدريبات في كل من بريطانيا والسنغال.

وأوردت وسائل إعلام غينية أن العقيد لطالما كان يسعى لاستقلال جهازه عن وزارة الدفاع، ما أدى إلى شيوع شكوك حول تخطيطه لانقلاب، كما جرى تداول شائعات عن اعتقاله على إثرها شهر مايو/أيار الماضي.

ويأتي هذا الانقلاب في أعقاب تعديل دستوري كان من شأنه السماح للرئيس كوندي بالترشح لولاية ثالثة على رأس البلاد.

TRT عربي
الأكثر تداولاً