(Getty Images)
تابعنا

ينصح خبراء التغذية بتجنب إدخال الطعام إلى جوف الطفل بطريقة عشوائية غير مدروسة، حيث قد يسبب له ذلك العديد من المشاكل الصحية وأمراض حساسية الطعام كالسيلياك وعدم تحمل اللاكتوز. إضافة إلى التأثير السلبي على صحة الجهاز الهضمي والتي قد تظهر عاجلاً أو ربما في المستقبل.

يتغذى الجنين في بطن الأم من خلال الحبل السري ويستمد الفيتامينات والمعادن والطاقة اللازمة لنموه من المخازن الموجودة في جسم الأم الحامل، وتبدأ التغذية فعليّاً منذ لحظة خروج الجنين من بطن الأم؛ حيث يجب الحرص على إرضاع الطفل من ثدي أمه في الأيام الثلاثة الأولى. ويسمى حليب الأم في هذه الأيام بحليب اللبأ الغني بالأجسام المناعية والفيتامينات والمعادن إضافة للبروتين.

تعتمد تغذية الرضيع في الشهور الستة الأولى على الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم. ويجب أن تحرص الأم خلال هذه الفترة على تغذية صحية وسليمة لها، لتعويض ما يستمده الطفل الرضيع من مخازن جسمها من الفيتامينات والمعادن إضافة للبروتين والأملاح وغيرها.

كما يجب على المرضعة تجنب الكافيين والأدوية والكحول إضافة لتجنب الإسراف بتناول الأعشاب.

في حال وجود مانع للرضاعة الطبيعية تعتمد تغذية الرضيع على الحليب الصناعي المشابه لحليب الأم، بحيث يكون مدعم بفيتامينات ومعادن إضافية. وتم تحضيره بصيغة مشابهة لحليب الأم. وتتوفر أنواع عديدة جدّاً من الحليب المخصص للرضع في الصيدليات ومراكز البيع بحيث تتعدد الخيارات للأم لاختيار ما يناسب الرضيع بمساعدة الطبيب.

وعلى الأم أن تحرص على تحضير الحليب بطريقة صحيحة متبعة الإرشادات الخاصة المرفقة في البيانات الخاصة بالعلبة، كما يجب أن تحرص على عدم تسخين أو تحضير الحليب بماء ذي درجة حرارة عالية لتجنب تلف الفيتامينات وحمض الفوليك.

من المتعارف عليه أن إدخال الطعام إلى جوف الطفل يبدأ من سن ستة أشهر للطفل مع الحفاظ على استمرار الرضاعة. إلا أنه وفي السنوات الأخيرة انتشرت دراسات جديدة تشير إلى أهمية بدء إدخال الطعام للرضيع في سن مبكرة قبل إتمام الرضيع لسن أربعة أشهر، والمقصود بها إتمامه سبعة عشر أسبوعاً من عمره.

لا شك في أن إدخال الطعام إلى جوف الطفل سواء أكان صلباً أو سائلاً قبل إتمام سبعة عشر أسبوعاً من عمره، يعتبر خطراً على الرضيع بسبب عدم اكتمال نمو جهازه الهضمي إضافة لعدم اكتمال تناسق عضلات البلع، مما يعرض الرضيع لخطر الشردقة والتي قد تؤدي إلى الموت. إضافة إلى ذلك يجب التنبه إلى أن إدخال الطعام بطريقة عشوائية وسريعة يعرض الطفل لأمراض الحساسية. وقد تشكل بعض أنواع الطعام خطراً على الكلى لدى الرضيع إن كانت تحتوي على سعرات حرارية عالية ونسبة عالية من البروتين. إن إدخال الطعام إلى جوف الرضيع مبكراً يزيد من احتمالية إصابة الأطفال بالسكري من النوع الأول.

ما الوقت الأمثل لبدء إطعام الرضيع؟

يعتمد إدخال الطعام على تطور الطفل؛ حيث إن لإدخال الطعام شروطاً يجب أن تتوفر أولاً، منها أن يكون الطفل قد اكتسب القدرة على صلب الرأس بشكل كامل، والقدرة على الجلوس وإسناد نفسه والتي تختلف مدة اكتمالها من طفل لآخر وتتراوح بين الشهرين الرابع والسادس. مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون معدل نمو الطفل جيداً ومناسباً لسنه؛ ففي حال توفر هذه الشروط يمكن للأم حينها إدخال الطعام إلى جوف الرضيع بحسب الأسس العلمية لتغذية الرضع.

ما هي الأسس العلمية لتغذية الرضيع وكيفية إدخال الطعام إلى جوفه بطريقة صحيحة؟

يبدأ إدخال الطعام بالأطعمة الصلبة مسلوقة بشكل جيد كالبطاطا، والحبوب كالأرز. ويتم تحضيرها بسلقها ومن ثم هرسها بشكل جيد يدويّاً أو باستعمال جهاز معقم ونظيف للهرس أو الطحن لتجنب انتقال أي جراثيم للطفل عن طريق الغذاء.

يقدَّم الطعام للطفل الرضيع على شكل 1-2 ملعقة طعام فقط من صنف واحد ولمدة ثلاثة أيام بهدف مراقبة الرضيع وملاحظة التغيرات التي قد تظهر كأعراض لحساسية الطعام. ومن ثم يمكن للأم زيادة الكمية إلى 3-6 ملاعق في الوجبة الواحدة وبما لا يزيد عن وجبتين يومياً؛ لتجنب امتناع الطفل عن شرب الحليب الذي يعتبر أساساً لتغذيته السليمة.

من الأصناف الأخرى التي يمكن تقديمها للرضيع عدا الأرز والحبوب هي الخضراوات النشوية كالجزر، والبطاطا، والبطاطا الحلوة بعد السلق والهرس. كما يمكن تقديم الفاكهة مقشرة ومسلوقة كالتفاح والإجاص إضافة لمنقوع التمر.

بعد إتمام الطفل للشهر الخامس في حال تم إطعامه على الشهر الرابع من عمره يتم إدخال أصناف أخرى كالقمح والشوفان والموز الناضج والكوسا والبازيلاء وبنفس الطريقة العلمية بتقديم صنف كل ثلاثة أيام لتجنب ظهور أعراض الحساسية.

بعد إتمام الطفل لعمر سبعة أشهر يتم البدء بتقديم قطع صغيرة جداً من الدجاج أو اللحوم أو الأسماك والعدس والبقوليات كالحمص والفول كمصادر غنية بالبروتينات والحديد. كما يمكن للطفل في هذه المرحلة تناول صفار البيض والأجبان المبسترة والألبان.

بعد أن يتم الطفل سن ال عشرة أشهر يمكنه تناول جميع أنواع الأطعمة بدون هرس، ومقطعة لقطع صغيرة مناسبة يمكن مضغها وبلعها بسهولة.

ولكن يجب الحذر من تقديم ما يسبب للطفل الشردقة كالجزر والمكسرات والبوشار والتي قد تسبب الاختناق للطفل لصعوبة بلعها.

ومن الجدير ذكره أن بعض الأمهات يتجهن بطريقة مغلوطة إلى تحسين نكهة الطعام للرضيع من خلال إضافة السكر أو الملح أو التوابل له وهو ما يعتبر خاطئ جدا ويجب تجنبه تماما.

هناك بعض الأطعمة التي يمنع تناول الرضيع لها ويفضل تأخيرها لحين إنهاء الرضيع لعامه الأول وهي الحليب البقري وبياض البيض والعسل والعصائر والحمضيات كالليمون والشوكولاتة وزبدة الفول السوداني.

إلا أن الأكاديمية الأمريكية للحساسية والمناعة أوصت عام 2012 بجواز إدخال الأطعمة فائقة الحساسية التي سبق ذكرها ولكن على شكل طبقة رقيقة جدا وبكمية بسيطة بما يقلل من التحسس في المستقبل.

إن أمراض الحساسية تعتبر خطرة جدا. ونسبة حدوثها كبيرة جدا أثناء العام الأول من حياة الرضيع. ويصعب تشخيصها بشكل مباشر. ومن أهم أعراض الحساسية هي الإسهال أو الإمساك الشديدين، أو التقيؤ بشكل متكرر، والمغص الشديد، وظهور المخاط في البراز، وتورم الوجه، والكحة، وضيق التنفس وغيرها. وعند ظهور هذه الأعراض يجب إيقاف إطعام الطفل للصنف وعرضه على الطبيب.

إن اتباع الأسس العلمية لتغذية الرضيع تعتبر عملية غاية في الأهمية وذلك لتجنب الضرر الذي قد يصيب الجهاز الهضمي للرضيع، وتجنب مخاطر عديدة أخرى قد يسببها الإدخال المبكر للطعام في جوف الرضيع ولذلك كله يوصي خبراء التغذية بإدخال الطعام للرضيع بطريقة مدروسة وعلمية حفاظا على سلامته.

TRT عربي