تابعنا
رغم أنّ الديناصورات انقرضت منذ ملايين السنين، فإن المستثمر الأردني د.إبراهيم السويلميين استطاع استحضارها من جديد من خلال مجسمات عملاقة تحاكي بالشكل والصوت النموذج الحقيقي للديناصورات.

متحف الديناصورات الذي أقامه د.السويلميين، هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، يقع على مساحة 6000 متر مربع داخل غابة في العاصمة عمان، ويضمّ أنواعاً مختلفة من الديناصورات النباتية وآكلة اللحوم، إضافة إلى تقديم شرح عن حياتها عبر لوحات تعليمية موضوعة لتعريف الزوار.

يحاكي المتحف الفيلم الشهير "جوراسيك بارك"، لكن دون أن يخشى الزوار من التعرض لهجوم الديناصورات، التي تكتفي بإثارة الدهشة في قلوب الزوار بسبب حجمها الضخم وصوتها المرتفع.

زائر "منتجع الغابة" الذي يضمّ المتحف، يشعر أن آلة الزمن عادت به الى العصر الجوراسي، فمن فوق الأشجار يطل "تيرانوصور" مزمجراً، بارتفاع يصل إلى 12 متراً، محركاً رأسه، في مجسم يحاكي الحجم والصوت الحقيقيين لـ"تيرانوصور" الذي يُعتبر من أكبر الديناصورات الآكلة للعشب، إلى جانب مشاهدته بيض ديناصورات بحجمها الضخم.

وإلى جانب الديناصورات تجد حيوانات انقرضت في تلك فترة، كفيل الماموث، والنمر ذي الناب (سميلودون)، والغوريلا (كنغ كونغ) العملاق، وحيوانات ظهرت في مسلسل ماوكلي الشهير كـ"الفهد باغيرا"، والدب "بالو"، إلى جانب الذئاب والتماسيح.

د.السويلميين، رئيس مجلس إدارة شركة الغابة للترفيه، يقول لـTRT عربي إن "المتحف يمكّن محبّي زواحف ما قبل التاريخ من مقابلة كائناتهم المحبوبة بهيئة وحجم مطابقَين للحقيقة، والوقوف أمامها وجهاً لوجه، مثل ديناصورات "تي ركس" و"فيلوسيرابتور"، و"سبينوصور"، ويستطيع زوار المتحف رؤية تلك الديناصورات خلال جولتهم سيراً داخل الغابة الكثيفة وسماع أصواتها المخيفة، كما لو كانت تنبض بالحياة".

وحسب السويلميين، "يهدف المتحف إلى تَعرُّف أسباب انقراض الديناصورات، وتَعرُّف الكائنات الحية بصفة عامة، والحفاظ على البيئة، وحمايتها، أيضاً يستعرض تاريخ الأرض ومخلوقاتها المنقرضة خصوصاً الديناصورات، وباقي الحيوانات، إذ يحمل المتحف بُعدَين، أولهما تعليمي لطلبة المدارس، من حيث التأثير في الأهداف التعليمية التي تسعى المدرسة لتحقيقها، وتثبيت المعرفة التعليمية النظرية التي تلقاها الطالب في المدرسة، وتوفير مصدر تعليمي خارج المدرسة من خلال تنوع الخبرات والمعارف وإكساب المتعلم الخبرة عن طريق العمل والممارسة الشخصية والملاحظة المباشرة والمحسوسة لهذه الحيوانات".

"أما البعد الثاني فترفيهي للمجتمع، من خلال زيادة الوعي المتحفي والأثري والتراثي بصفة خاصة، وزيادة حب الاستطلاع والعمل على زيادة المعلومات والمعارف، إلى جانب تقوية الروابط الأسرية من خلال أنشطة يتفاعل فيها أفراد الأسرة جميعاً، والعمل على تنمية قوة الملاحظة والتفكير المنطقي السليم".

زوار المتحف يقفون مدهوشين أمام غابة الديناصورات. رنيم عبد الرحمن، التي تعمل مدرّسة للغة الفرنسية، حرصت على إحضار أبنائها إلى منتجع الغابة لمشاهدة الديناصورات بأحجامها الحقيقية، بسبب ولع ابنها الكبير بهذه الحيوانات التي يجمع لها مجسمات صغيرة في منزله.

تعتبر في حديث لـTRT عربي أن "المتحف عبارة عن درس تعليمي في الهواء الطلق لأبنائها حول تاريخ هذه الحيوانات، خصوصاً مع الشرح الذي يقدّمه المتحف حول كل ديناصور وأي فصيلة يتبع، إلى جانب احتواء المنتجع على ألعاب ترفيهية أخرى للعائلة".

ونال إعجاب السيدة الأردنية "تقديم عروض مسرحية باستخدام مجسمات الديناصورات وشخصيات كارتونية للأطفال، وتقديم قصص معبّرة بعيداً عن مخاطر إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية في المنزل".

يقول علماء الأحياء إن الأردن وبلاد الشام شهدت وجوداً للديناصورات، ويوثّق البروفيسور عالم الآثار محمد وهيب، في كتاب له صدر العام الماضي، اكتشاف أضخم طائر زاحف في العالم على أرض المملكة الأردنية الهاشمية عُثر على عظامه في مناجم الفوسفات القديمة في منطقة الرصيفة عام 1943.

وحسب عالم الآثار، فالطائر المسمى "أرامبورجينا فيلادلفيا" هو طائر من عائلة الديناصور من العصر الكريتاسي المتأخر في الأردن، وهو من أضخم الحيوانات الطائرة الزاحفة من مجموعة الطيور المعروفة من هذا النوع، ويرجع إلى 70 مليون عام مضت، يقول وهيب: "يبلغ عرض جناحَي الطائر 13 عشر متراً، وطوله عشرة أمتار، وهو حتى اليوم أضخم طيور العالم بلا منازع".

أما المهندس جورج حدادين، نقيب الجيولوجيين الأردنيين الأسبق، فيقول لـTRT عربي إن "لانقراض الديناصورات في العالم فرضيتين، الأولى تعزوه إلى نيزك ضرب الكرة الأرضية قبل ملايين السنين، والنظرية الأخرى هي عدم مقدرة هذه الحيوانات على التأقلم مع الظروف المناخية".

حدادين هو الآخر لجأ إلى التاريخ الضارب بعمق في الأردن بعد أن حوّل كهفاً يعود إلى العصر الحجري (65 مليون سنة) في مدينة مأدبا (33 كم جنوب العاصمة عمّان)، إلى مطعم سمّاه "مراح سلامة"، تستطيع أن تتناول فيه وجبتك في باطن الأرض، بعد أن وضع أرضية زجاجية تمكّن الزائر من رؤية القيمة التاريخية للكهف التي تعود إلى عصر الديناصورات.

في متحف الديناصورات بمنتجع الغابة، ومطعم "مراح سلامة"، لا تجد الترفيه والطعام فقط، بل تتلقى دروساً في تاريخ ضارب في الزمان، ويعود بك الزمن إلى حقبة ما زالت تثير فضول ملايين الناس.

يهدف المتحف إلى تَعرُّف أسباب انقراض الديناصورات، وتَعرُّف الكائنات الحية بصفة عامة (TRT Arabi)
زائر المنتجع يشعر أن آلة الزمن عادت به إلى الوراء، حيث يجد مجسمات تحاكي الديناصورات (TRT Arabi)
يقول علماء الأحياء إن الأردن وبلاد الشام شهدت وجوداً للديناصورات (TRT Arabi)
يحمل المتحف بُعدَين، أولهما تعليمي لطلبة المدارس، من حيث التأثير في الأهداف التعليمية التي تسعى المدرسة لتحقيقها (TRT Arabi)
إلى جانب الديناصورات تجد حيوانات انقرضت في تلك فترة، كفيل الماموث،والنمر ذي الناب (سميلودون)، والغوريلا (كنغ كونغ) العملاق (TRT Arabi)
TRT عربي
الأكثر تداولاً