تابعنا
بزغ نجم الفنانة البرازيلية المعروفة والمقدمة التلفزيونية داني سوزوكي، التي نشرت عام 2018 عبر صفحتها على الإنستغرام (1.6 مليون متابع) صوراً تُظهر جانباً من الاضطهاد والمعاناة التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي.

لطالما عُرفت البرازيل ببعدها عن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط لا لبعد المسافة بقدر ما كان ذلك لاختلاف اللغة، فالشعب البرازيلي يتحدث البرتغالية والإسبانية كلغة ثانية، ولا يعرف البرازيلي ما يدور من أحداث خارجية إلا من خلال الإعلام البرازيلي الناطق بلغته، والذي يقدم المعلومة عن الشرق الأوسط بطريقة غير دقيقة غالباً.

أما في ما يتعلق بفلسطين والصراع الدائر مع الاحتلال الإسرائيلي فإنه يظهر جلياً تأثره بالرواية الإسرائيلية. وسط ذلك بزغ نجم الفنانة البرازيلية المعروفة والمقدمة التلفزيونية داني سوزوكي، التي نشرت عام 2018 عبر صفحتها على الإنستغرام (1.6 مليون متابع) صوراً تُظهر جانباً من الاضطهاد والمعاناة التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، وأنهم يخضعون للمحاكمة أو السجن في إسرائيل.

وشككت الممثلة أيضاً في أسباب احتجاز هؤلاء الأطفال، وعلقت على الصور بقولها: "يسمح التشريع العسكري الإسرائيلي باحتجاز القُصّر الذين تبلغ أعمارهم 12 عاماً فأكثر في المنطقة المحتلة منذ عام 1967 في الضفة الغربية والقدس الشرقية، يتم احتجاز ما بين 500 و700 طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، ومحاكمتهم أمام المحاكم العسكرية كل عام. هل تعرف لماذا؟؟ لأنهم يلقون الحجارة على الدبابات المدرعة، ويمكن أن يعاقب على ذلك بالسجن لمدة تصل إلى 20 سنة".

و في حوار خاص أجرته TRT عربي معها قالت داني سوزوكي: "منذ 3 سنوات بدأت أبحث عن الأطفال اللاجئين، وتأثرت بخبر عن الحرب في سوريا وما يحدث هناك، ثم بدأت أتعمق أكثر بالبحث عن الشرق الأوسط، ثم تطرقت إلى فهم ما يحدث في فلسطين ولأطفال فلسطين، ما دفعني إلى أن أنشر على حسابي في إنستغرام مجموعة من صور الاضطهاد التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون من قبل إسرائيل".

وعلى إثر ذلك تعرضت داني لحملة كبيرة جداً من اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل البرازيل، وتحولت القضية إلى رأي عام وتلقت العديد من رسائل التهديد للتخلي عن موقفها! إلا أنها تمسكت بما فعلته وما زالت تدافع عنه، تقول داني: "اتهمني البعض بالتحيز للفلسطينيين، بيد أن هدفي الأول والأخير هو مساعدة الأطفال والدفاع عنهم ممَّا يقع عليهم من أي ظلم من أي جهة. إن القسوة والإهمال في كيفية معاملة هؤلاء الأطفال غير إنسانيين، فهم مجرد أطفال ويمكن أن يتعرض مستقبلهم كبشر بنائين للمجتمع للخطر بشكل دائم جسدياً وروحياً. إنه عمل لا مسؤول، هم ليسوا أبناء الآخرين، بل مستقبلنا ومسؤوليتنا جميعاً".

View this post on Instagram

Que mundo é esse alguém me diz!!! A legislação militar israelense permite a prisão de menores a partir de 12 anos na área ocupada desde 1967 na Cisjordânia e em Jerusalém Oriental. Entre 500 e 700 crianças entre 12 e 18 anos são detidas e processadas pelos Tribunais Militares todo ano. Sabe porque??? Jogar pedras em tanques blindados, por exemplo, pode ser punido com até 20 anos de prisão!!!!! As crianças palestinas muitas vezes ficam sem comunicação com sua família e advogados, algumas relatam abusos físicos e psicológicos, encarceramento solitário, uso de vendas, restrição de água e alimentação, falta de acomodação, limpeza e higiene pessoal precárias, superlotação, falta de aquecimento durante o inverno, roupas insuficientes e limitação de cuidados médicos, entre outras práticas DESUMANAS e degradantes o que viola totalmente as leis internacionais e os direitos da criança. Independentemente do que cada um pensa sobre a ocupação de Israel a Palestina, isso que está acontecendo com as crianças é inadmissível!! criança nao é instrumento de uso político , nao é bomba, não é objeto de troca de poder. Isso nao é normal. Nao se acostume. Divulgue!! Nao permita que elas fiquem em silêncio!! #amor #compaixao #absurdo #criancaspalestinas pesquisem sobre o assunto nas mídias internacionais, questionem e por favor dialoguem com respeito. Se seu discurso é ódio se paga com ódio, sugiro que procure outro lugar pra se expressar.

A post shared by DANNI SUZUKI (@danisuzuki) on

نشطت داني في القضايا الاجتماعية، لكن اهتمامها بدأ يزداد تجاه الأطفال خاصة اللاجئين منهم، تقول داني: "الحقيقة هي أن قلة من الناس مستيقظون لفهم أن التوازن الذي نسعى إليه لحياتنا، يأتي أيضاً من التفاني للآخرين، خاصة الأطفال". ثم تتابع حديثها معربة عن الأسباب التي دفعتها إلى تكريس حياتها لمساعدة اللآخرين فتقول: "مذ بدأت العمل بالتمثيل قبل 20 عاماً لاحظت أن كل حركة أقوم بها على الشاشة يتأثر بها الناس ويقلدونها، حينها أدركت أن مسؤوليتي أكبر بكثير ممَّا كنت أتخيل، هذا دفعني إلى البحث عن عمل إنساني لأتمكن من مساعدة الآخرين خاصة الأطفال".

لم تكتفِ الفنانة سوزوكي بأن تكون متحدثة عن اللاجئين وقضاياهم، بل سعت إلى دمج التجارب المختلفة من أجل تعزيز أفعالها تضامناً مع الآخرين، وهو ما دفعها إلى السفر للتعايش مع أوضاع الأطفال اللاجئين حول العالم. ولم يكن غريباً أن تكون تركيا في مقدمة الدول التي زارتها من أجل تحقيق ذلك، تقول داني: "تركيا رائعة، زرتها منذ أكثر من 10 سنوات سائحةً، ولم أكد أستطيع فهم عمق هذا المكان الرائع .عدت بعد سنوات لزيارتها مع صديق مقرب عرفني عليها أكثر، دُهشت بتاريخها وثقافتها الغنية، وتمكنت حينها من فهم المزيد عن العالم العربي والإسلامي. لقد كان عالماً مجهولاً بالنسبة إلي، لأن معظم المعلومات التي حصلت عليها من وسائل الإعلام غالباً ما كانت مضللة".

أما جهاد حمادة رئيس المركز اللاتيني العربي للدراسات فقد قال في حوار خاص لـTRT عربي، وهو الشخصية التي رافقت داني في رحلتها، معقباً على أهمية هذه الزيارة لتركيا: "هناك ثلاثة شعوب قريبة جداً بعضها من بعض، وهم الشعب التركي والبرازيلي والعربي، يربطهم كثير من الصفات والعادات الاجتماعية ونبل الأخلاق والإنسانية، هذه الرحلة لتركيا كانت بمنزلة جسر لربط الثقافات معاً".

إلى جانب التطور والعمارة والمساجد التي أبدت داني دهشتها عند رؤيتها، زارت مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية السورية،وأشادت بالمساعدات والمشاريع التي تقدمها تركيا للاجئين السوريين، ومنها المشروع الذي نفذته هيئة الإغاثة التركية بكفالة 1000 طفل سوري يتيم في مدينة أنطاكيا. حيث قالت"مشروع جميل ومنظم للغاية ومهني. لقد تعلمنا الكثير وخرجت منه بالكثير من العلم والتجربة".

اعتبرت داني النموذج التركي نموذجاً مميزاً في مساندة اللاجئين، ويستحق أن تتنقل تجربته إلى البرازيل للتعلم منه. توضح سوزوكي "كان هدفي أيضاً من السفر إلى تركيا هو فهم كيف يتعاملون مع اللاجئين، وما أنواع المشاريع التي يمكن تطبيقها هنا في البرازيل. من الملهم رؤية مثل هذه المشاريع التركية الناجحة، لقد بُهرت بمشاريع استقبال الأطفال اللاجئين في المدارس والجهود المبذولة لتعزيز التكامل، وأيضاً بالطريقة التي يديرون بها، من خلال ربط جميع المنظمات التي تتعامل مع اللجوء".

وثقت داني رحلتها إلى تركيا بفيلم وثائقي (قيد الإنتاج حالياً) صورت فيه المخيمات التي أعدتها تركيا لاستقبال اللاجئين السوريين وكيفية التعامل معهم.تقول داني: "إن إنتاج الفيلم الوثائقي كان وسيلة للتعبير عن حياة الأطفال اللاجئين، كيف فقدوا أسرهم وبلدهم وأصدقاءهم وكرامتهم، وعانوا الكثير من الألم والحرمان من الاحتياجات الأساسية، ومع ذلك تمكنوا من النهوض والبدء من جديد".

الممثلة البرازيلية داني سوزوكي التي ما لبثت أن وهبت حياتها للعمل الإنساني والمناداة بحقوق اللاجئين، والتي تؤمن بأن اللاجئين هم أشخاص مثلنا في حاجة ماسة إلى الرعاية والاستقبال الدافئ وفرصة النهوض من جديد، كان للأطفال النصيب الأكبر من حياتها بغض النظر عن جنسيتهم وبلدهم وعرقهم ودينهم، ولم تنس الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون أشكالاً مختلفة من الاضطهاد والقهر الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي بحقهم . تختم داني حوارها مع TRT عربي متسائلة: "ما هذا العالم الذي نعيش فيه الذي يسمح لقانون إسرائيل باعتقال الأطفال وسجنهم بتهمة رشق الحجارة؟!".

TRT عربي