تابعنا
تحاول مجموعة من الفنانين السوريين والنشطاء إرسال رسالة إلى العالم الخارجي، وفي هذا يستلهمون أفكارهم من الفنان العالمي بانكسي.

في ظل التهديد المتواصل بالقصف من جانب طائرات النظام، يجد النشطاء السوريون في بانكسي مصدراً للإلهام في معركتهم ضدّ حكم الأسد.

يهدف المشروع التابع لمنظمة "كِش ملك" إلى تسليط الضوء على محنة السوريين العاديين، فضلاً عن تحدِّي الطرق التي يُصور بها الصراع في قطاعات معينة من وسائل الإعلام الدولية.

وقال المدير التنفيذي لـ"كش ملك" عصام الخطيب إنَّ المشروع يهدف إلى ضمان وصول رسالتهم إلى وسائل الإعلام تلك.

وأضاف: "يهدف المشروع إلى استخدام فن الرسم على الحوائط (الغرافيتي) لإبراز أصوات المجتمع المدني في سوريا، ونشر قيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي يقاتل من أجلها السوريون منذ مارس/آذار 2011".

منذ أن اندلعت الثورة السورية في عام 2011، شُوهت صورة المعارضين للنظام السوري بوصفهم إرهابيين ومتطرفين، ليس فقط من جانب الأسد، ولكن أيضاً من جانب داعميه في الدول الغربية.

مثل هذه النظريات لها مؤيدوها البارزون، بمن في ذلك الموسيقيّ روجر ووترز، أحد أعضاء فرقة "بينك فلويد".

ففي الأشهر الأخيرة، أثار ووترز الجدل عندما أشار إلى أنَّ "الخوذ البيضاء"، وهي منظمة مكرَّسة لإنقاذ ضحايا غارات الأسد الجوية، كانت في الواقع غطاءً دعائياً لمن أسماهم "الجهاديين والإرهابيين"، لكنَّ الموسيقيّ لم يقدّم أي دليل على مزاعمه.

جزء مما يفعله فنانو الغرافيتي السوريون يشمل تعزيز الرسالة القائلة بأنَّ النظام هو المسؤول عن الغالبية العظمى من انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وتحدِّي الشخصيات مثل ووتزر وادعاءاتهم المتناقضة.

إحدى الرسومات في إدلب صوَّرت ووترز وهو يحمل بندقية هجومية بدلاً من الغيتار، مع تعليق يتضمن مقتطَفاً من كلمات أغنية Hey You لفرقة "بينك فلويد".

يقول التعليق "رسالة من السوريين في إدلب إلى روجر ووترز. يا أنت! لا تساعدهم على دفن النور".

وأوضح حليم كاوا، مدير مشروع مبادرة "بانكسي سوريا" التابعة لـ"كش ملك"، أنَّ السوريين كانوا يستخدمون أساليب قديمة للوصول إلى جماهير جديدة.

وإدراكاً منهم لأهمية الوصول إلى جمهور عالمي حقيقي، حرص الفنانون على استخدام اللغة الإنجليزية والإشارات ذات الصلة بجمهورٍ ذي اهتمامٍ واطّلاعٍ رقمي قوي.

أوضح كاوا "نحن نوجّه رسالتنا إلى الجماهير الغربية من خلال استخدام اللغة الإنجليزية أولاً، ثم الإشارة إلى الأحداث العالمية التي تحدث الآن أو التي حدثت مؤخراً"، مشيراً إلى الأعمال الفنية الحديثة التي استُوحيَت زخارفها من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

ووصف الفنان كيف تقرّر "كش ملك" الرسومات التي يجب العمل عليها: أولاً، يقرّر الفريق أي التصميمات الفردية المقترحة من الأعضاء يجب العمل عليها، وبعد الاتفاق على واحدٍ يجتمعون لرسم التصميم.

أكبر خطر يتعرض له فنانو الغرافيتي في الدول الغربية هو الاعتقال بسبب التخريب أو ارتكاب مخالفة، لكن في سوريا يأتي الخطر من قنابل نظام الأسد، كما أن النظام اعتقل وقتل فناني غرافيتي من قبل.

لكن بالنظر إلى عجز عديدٍ من النشطاء السوريين عن المشاركة في الاحتجاجات، فإن الغرافيتي هو واحدة من أهم وسائل المقاومة.

وقال أحمد خليل، وعو فنان من كفرنبل، لـTRT إنَّه إلى جانب هدف الوصول إلى المؤيدين الدوليين، فإن الغرافيتي قد عزّز معنويات السكان المحليين.

وأوضح: "يُستخدم الغرافيتي لنشر أفكار الحرية والمفاهيم الثورية، ويشجّع الناس على المقاومة، والوقوف ضدّ القمع، وعدم الاستسلام أبداً".

بدأت الثورة السورية في مارس/آذار 2011 باحتجاجاتٍ في مناطق معيَّنة ضدّ حكم الأسد، لكنها سرعان ما انتشرت في أرجاء البلاد بعد حملة وحشية شنّتها قوات موالية للديكتاتور.

سيطرت قوات المعارضة في البداية على مساحةٍ واسعة من أراضي البلاد، لكنَّهم فقدوا أراضيهم منذ ذلك الحين لصالح النظام بسبب الدعم الدولي الذي يتلقاه من إيران وروسيا.

ومات أكثر من 500 ألف شخص في الحرب، ونزح أكثر من 11 مليون شخص، وذلك مع فرار ستة ملايين إلى خارج البلاد وخمسة ملايين آخرين في الداخل.

يهدف مشروع "كش ملك" إلى استخدام فن الرسم على الحوائط (الغرافيتي) لإبراز أصوات المجتمع المدني في سوريا (كش ملك)
بالنظر إلى عجز عديدٍ من النشطاء السوريين عن المشاركة في الاحتجاجات، فإن الغرافيتي هو واحدة من أهم وسائل المقاومة (كش ملك)
في ظل التهديد المتواصل بالقصف من جانب طائرات النظام، يجد النشطاء السوريون في بانكسي مصدراً للإلهام في معركتهم ضدّ حكم الأسد (كش ملك)
يريد فنانو الغرافيتي السوريون أن يبينوا بأنَّ النظام هو المسؤول عن الغالبية العظمى من انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا (كش ملك)
TRT عربي