تابعنا
يعتبر الكثيرُ من العرب تركيا، وخاصّةً إسطنبول، وجهةً سياحية مهمّة وجذابة، فيقضون إجازاتهم هنا، بل وقد يزورون هذا البلد مرّاتٍ عديدة في السنة. ما سرّ الاهتمام المتزايد للعرب بالسياحة في تركيا؟

تفتح نافذة الطائرة قليلاً، تحاول التمتُّع بمباني إسطنبول الكثيرة وشوارعها المضيئة وسفنها المنتشرة وهي تنظر إليها من السماء، كأنها تراها للمرة الأولى.

لا تذكر دعاء أنها ملّت مرة من النظر إليها، مع أنها زارت تركيا وإسطنبول تحديداً 4 مرات في العامين الماضيين.

"أشتاق إلى إسطنبول.. كأني أشتاق إلى إنسان"

"أول مرة زرتها، اخترتها لأني سمعت أنها كتير حلوة والفيزا عليها أسهل من غير دول بما أني لاجئة فلسطينية في لبنان وأحمل وثيقة، لكن بعد الزيارة الأولى صرت أحسّ مشتاقة للمدينة ولكل شي فيها كأني مشتاقة لإنسان".

تتحدث الشابة الفلسطينية دعاء لـTRT عربي، عن رحلتها السياحية الأولى إلى إسطنبول مع زوجها وأولادها، متمنية لو استطاعت زيارتها أكثر من مرتين كل عام.

"لا أحب تجربة أي طعام جديد، لكن أسرتي تحب الطعام التركي، أما عن الشعب التركي فلم أحتكّ بهم إلا وأنا أتسوّق. إذا صار حديث مباشرة بسألوني من وين، وبيفرحوا وبرحبوا فيني لما يعرفوا أنا من فلسطين".

أكثر ما لفت دعاء في إسطنبول، أن شعبها "شغّيل". تستذكر حديثاً دار بينها وبين صاحبة محلّ عندما حاولت أن تسألها عن جودة حذاء تريد شراءه، فأجابتها: "تركي تركي" وهي مبتسمة وفخورة بصناعة بلدها، "هذا شيء نفتقده في بلداننا".

وتتحدث عن السياحة قائلة: "السياحة رائعة، البلد كتير حلو، الدولة عرفت كيف تستفيد من الطبيعة الخلابة، عرفت تسهّل على السائح التجول لرؤية كل الأماكن عبر مواصلاتها السهلة والرخيصة".

"يعجبني كثيراً اهتمامهم بالأماكن الأثرية كالقصور، لكن يزعجني إغلاقها مبكّراً".

أما عن فكرة ترميم البلديات للمساجد ورعايتها وإعطائها أهمية كبيرة، فهو أمر تراه رائعاً "بكبر القلب".

وتختم حديثها: "أنا دائما أذهب كأني سائحة، لكن آخر زيارة، شعرت كأني من أهل البلد، ودّعت المدينة من السماء بدموع".

"أنا في دولة أوروبية بروح إسلامية"

المصرية زهراء، التي تعيش في البحرين منذ سنوات، هي الأخرى زارت تركيا للسياحة 4 مرات حتى الآن.

تتحدث لـTRT عربي عن أنها تفضّل زيارة تركيا لأنها تشعر أنها في دولة أوروبية بروح إسلامية.

"أصوات الأذان، أشكال المباني القديمة... كلّها رائعة".

زهراء جاءت إلى تركيا مرة في الشتاء و3 مرات في الصيف، تستمتع فيه بالتسوق وبأجواء إسطنبول وطعامها.

"كل شي بيعجبني في إسطنبول، جوّها، طعامها، أهلها، شوارعها، طبعا التسوُّق شيء خيالي... تركيا بلد رائع فعلاً".

"أعشق التسوق.. والأسعار جيّدة"

أما اللبنانية فرح، التي عملت في إسطنبول لأشهر قليلة قبل عامين، فما زالت تحبّ زيارة تركيا لأسباب كثيرة.

تخبر TRT عربي بأنها تفضّل السفر إلى إسطنبول، إما في الخريف وإما في الربيع، لأن شتاء إسطنبول الذي جرّبته مرة كان صعباً جدّاً.

"عادة كل سنة أزورها مرة، أسافر إلى إسطنبول لأن صديقتي المقربة تعيش هناك أولاً، وثانياً لأني أعشق التسوق لكون ثياب الموضة جميلة وفي نفس الوقت رخيصة".

وتتابع: "الأجواء كتير حلوة، تجمع بين الشرق والغرب، شوارعها لا تنام فعلاً مثل شارع الاستقلال، صحيح فيه ازدحام كبير، لكن أشعر بالفرح".

"سافرت إلى فرنسا وإيطاليا ودبي، لكن تركيا مختلفة"، تقول فرح موضحة أن قربها من لبنان حيث تعيش ودخولها إليها دون فيزا وتدنِّي أسعار طعامها والتسوُّق فيها يجعلها دائماً الخيار الأمثل للسياحة.

"أكثر ما يعجبني في إسطنبول، ببك وكل المناطق التي تقع على الساحل، لأنها جميلة جدّاً".

لو خيّروني بين أمريكا وإسطنبول.. لاخترْت إسطنبول

أما هديل التي تعيش في مدينة حيفا الفلسطينية، فلا تفضّل دولة في العالم على مدينة إسطنبول.

"تقريباً زرت أوروبا كلّها، لكن لا يوجد مثل إسطنبول ومزيجها بين الشرق والغرب"، تتحدث لـTRT عربي عن زياراتها الكثيرة سنويّاً لإسطنبول.

"بلد منظَّمة، مرتبة، متطورة، ذكية، بمفهوم التقدم التكنولوجي والمواصلات العامة وبنفس الوقت محافظة على التراث، مثل الحمامات التركية، الأكل، القصور، التحف، المقاهي، النراجيل... كل هذه أشياء قريبة علينا".

بشغف تتابع حديثها: "أحب السفر إلى البلاد العربية، لكنها فوضى وغير منظمة، أما إسطنبول فتشبهنا وفي نفس الوقت متقدمة وحضارية".

"عندما أعرف أن أحدهم ذاهب إلى إسطنبول أفرح كثيراً، وأرسل إليه إلى أين يذهب للتسوق والطعام والأماكن السياحية...".

وتقول: "أفضّل السفر إلى إسطنبول أكثر من أي دولة، ولو خيّروني بين أمريكا وإسطنبول، أختار إسطنبول".

وعن تدنِّي أسعار الطعام والألبسة تقول هديل إن هذا أمر مهمّ جدّاً لأنهم يعانون منه في فلسطين كثيراً.

ومن ذكريات رحلاتها إلى إسطنبول التي تنوي زيارتها قريباً، الرسام التركي فتحي بابا كليمندان، الذي التقته مع عائلتها مرة في سوق كاراكوي.

"خطّ لنا مخطوطات تذكارية لعائلتي، منذ ذلك الوقت بقينا على تواصل معه دائماً، أحببناه كثيراً وأهداني مرة كتاب كاريكاتير ألّفه".

ترى دعاء فكرة ترميم البلديات للمساجد ورعايتها وإعطائها أهمية كبيرة، أمرا رائعاً (TRT Arabi)
تركيا بلد منظَّمة، مرتبة، متطورة، ذكية، بمفهوم التقدم التكنولوجي والمواصلات العامة وبنفس الوقت محافظة على التراث، حسب هديل (TRT Arabi)
تتحدث الشابة الفلسطينية دعاء عن رحلتها السياحية الأولى إلىإسطنبول مع زوجها وأولادها، متمنية لو استطاعت زيارتها أكثر من مرتين كل عام (TRT Arabi)
هديل التي تعيش في مدينة حيفا الفلسطينية، لا تفضّل دولة في العالم على مدينة إسطنبول (TRT Arabi)
اللبنانية فرح، التي عملت في إسطنبول لأشهر قليلة قبل عامين، ما زالت تحبّ زيارة تركيا لأسباب كثيرة (TRT Arabi)
TRT عربي