حققت تركيا نجاحات كبيرة في جذب السياحة العالمية حيث وصل عدد السياح العام الماضي ما يقرب من 52 ملون سائح  (AA)
تابعنا

تتمتع تركيا باقتران الجمال الطبيعي الآسر، مع المواقع التاريخية والثقافية، جنباً إلى جنب مع الطعام الرائع، مما يجعلها واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم. ومثلما شهدنا في السنوات الماضية، ارتفع عدد السياح الوافدين إلى تركيا بنسبة 13.7% في عام 201، ليصل إلى 51.8 مليون شخص، مسجلاً بذلك أعلى رقم قياسي.

حسب علي بيلير، نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية في تركيا (TURSAB)، نوّعت تركيا صناعة السياحة فيها إلى حد كبير، إذ أضافت مواقع جديدة إلى قائمة وجهاتها بينما تعمل جاهدة من أجل تحقيق هدف استضافة 75 مليون ضيف بحلول عام 2023.

إذ قال بيلير خلال حديثه إلىTRT: "مع كرم ضيافة الشعب التركي، وجودة المنشآت، فإن تركيا ليست بعيدة جداً عن بلوغ هدف جذب 75 مليون سائح".

وأكد علي أن سيناريو الأمن ​​قد تحسّن في السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي جذب المزيد من الناس، ورسم صورة إيجابية في أذهان عشاق السفر.

وفقاً لبيانات صادرة حديثاً عن المعهد الإحصائي التركي (TUIK)، لا يزال قطاع السياحة في تركيا يشهد اتجاهاً إيجابيّاً، ومع ارتفاع عدد السياح الوافدين من المحتمل أن تكسب البلاد 34.5 مليار دولار من صناعة السياحة وحدها، بما يمثل حدثاً تاريخيّاً.

ومن حيث النمو، تشير تقارير وزارة السياحة التركية إلى أن معظم السياح يفدون من روسيا بإجمالي سبعة ملايين سائح زاروا تركيا في عام 2019، وتأتي بعد ذلك ألمانيا في المرتبة الثانية، بإجمالي خمسة ملايين زائر في العام نفسه. ويحتل البلغاريون المرتبة الثالثة، إذ يزور البلاد 2.7 مليون زائر، ويلي ذلك المملكة المتحدة ثم إيران، إذ تأتيان في المركزين الرابع والخامس تباعاً.

طالما كانت إسطنبول العاصمة الثقافية والتاريخية لتركيا، جنباً إلى جنب مع أنطاليا في مقدمة الوجهات السياحية الأكثر زيارة، إذ استضافت هاتان المدينتان ما يقرب من 30 مليون سائح العام الماضي.

إمكانات هائلة للسياحة الاستشفائية

في إطار برنامج التحول الصحي، الذي بدأ عام 2003، أصبحت تركيا واحدة من الدول الرائدة في قطاع الرعاية الصحية على مستوى العالم.

نجحت البلاد في تحقيق معايير عالية لكل من مستشفياتها وإخصائيي الرعاية الصحية بها بمساعدة البرنامج على مدار العقد الماضي.

وتُعَدّ خدمات الرعاية الطبية للمسنين والمعوقين جزءاً مهماً آخر من السياحة الصحية، إلى جانب السياحة الاستشفائية والسياحة الحرارية.

في ضوء ذلك، أكّد بيلير أن تركيا لديها العديد من منظمات إعادة التأهيل والرعاية الصحية الدولية التي تتميز بمعايير معتمدة دوليّاً.

وقال إن الدول الأوروبية، التي تُعَدّ أهم سوق مستهدَفة لتركيا، سوف تضمّ عدداً كبيراً من كبار السن، وسوف تعمل تركيا على خدمة هؤلاء الأشخاص بواسطة مرافقها المتقدمة في السنوات القادمة.

وأوضح بيلير قائلاً: "تُعَدّ تركيا واحدة من الدول الخمس الأكثر زيارة بغرض السياحة الصحية في العالم".

تدفُّق سياحيّ كبير إلى أنطاليا

أصبحت أنطاليا علامة معروفة في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، إذ تملك أكثر من 1700 مَعلَم جذب بالإضافة إلى سعة استقبال تصل إلى 600 ألف سرير.

قال بيلير: "تحتوي أنطاليا على 421 فندقاً من فئة الخمس نجوم، وهو ما يزيد على عدد فنادق الخمس نجوم في إسبانيا، التي تُعَدّ أكبر منافس في منطقة البحر الأبيض المتوسط".

وتابع: "تقدم أنطاليا خيارات منفصلة، لا تقف عند تمتُّعها بالبحر والرمال والشمس وحسب، بل لجمالها التاريخي والطبيعي".

إذ يمكن للزائرين القادمين للسياحة البحرية الوصول إلى منتجعات التزلج على الجليد في غضون ثلاث ساعات فقط.

الجهود المبذولة لزيادة الدخل

في العام الماضي أعلن وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي عن البرنامج الجديد، الذي يرمي إلى تحقيق أهداف السياحة لعام 2023.

وأصدرت الوزارة لوائح واستراتيجيات جديدة لزيادة أعداد الزوار وإيرادات السياحة.

ومن المقرر أن تصبح المدارس المهنية لقطاع السياحة والضيافة نشطة وفعالة على مدار العام، إذ إن مفهوم "السياحة الموسمية" على طريق الزوال، وسيعمل الموظفون على مدار العام.

تموّل الحكومة كذلك صناعة الأفلام بما يصل إلى 30% من التكلفة الإجمالية للتصوير في البلاد، إذ تُعرض تلك الأفلام خارج البلاد، ومن شأنها أن تساعد السياحة بوصفها إعلانات دعائية لتركيا.

يضطلع اتحاد الشركات السياحية في تركيا (TURSAB) بدور فعال في تطوير قطاع السياحة في البلاد من خلال المشاركة في أهم المعارض الدولية. وأضاف بيلير أيضاً أن اتحاد الشركات السياحيةTURSAB سوف يحضر معارض سياحية كبرى في الأشهر المقبلة، مثل معارض برلين وفرانكفورت وموسكو ودبي.

ومن أجل زيادة مقدار إنفاق الزائر في الليلة الواحدة، الذي يبلغ متوسطه 73 دولاراً، قال بيلير إن "نظام الإقامة الذي يشمل كل شيء، بما في ذلك الوجبات الثلاث والوجبات الخفيفة والمشروبات، الذي يجذب عدداً كبيراً من السياح، ينبغي أن ينخفض".

وأضاف: "يجب أن يشارك السياح الوافدون في ممارسة أنشطة خارج الفندق بشكل أكبر".

وأوصى بيلير كذلك بتشجيع سياحة المؤتمرات والمعارض وسياحة الرحلات البحرية إلى جانب السياحة الاستشفائية والسياحة الحرارية.

TRT عربي
الأكثر تداولاً