مجموعة من الطلاب في يومهم الأول من العام الدراسي (AFP)
تابعنا

أصبحت تغذية الأطفال أكثر صعوبة وتعتبر تحدياً لكل أم في ظل التغيرات الكثيرة التي أصبحت جزءاً من حياتنا الاجتماعية التي كان أكثرها تأثيراً على تغذية الأطفال ما يشاهده أطفالنا عبر التلفاز ومنصات التواصل الاجتماعي من إعلانات تؤثر على اختياراتهم، وتشكل لهم ميولاً لأصناف معينة ورفضاً لأصناف أخرى دون أخذ المعايير التغذوية والصحية بعين الاعتبار.

ومن التغيرات المؤثرة كذلك توفر الأطعمة غير الصحية في المدارس والمحال التي أصبحت متاحة للجميع وبسهولة كبيرة، ما يجعلها المفضلة لدى الأطفال مقارنة بوجبة صحية، كما أثبتت الكثير من البحوث المجتمعية أن تأثير عمل الأم أصبح جلياً وواضحاً على الأطفال إذ أصبحت نسبة النساء العاملات كبيرة جداً بالمجتمعات مقارنة بالأوقات السابقة، ما أدى إلى تغيرات في النظام الغذائي العائلي والفردي لكل طفل.

يحتاج الطفل في طفولته لتناول غذاء متنوع ومتوازن وصحي وذلك لتزويد جسمه بكل الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها من أجل نمو جسمي سليم يشمل النمو العظمي والعقلي والعضلي والهرموني، وتعتمد صحته مدى الحياة على تغذيته السليمة في مرحلة الطفولة.

من الطبيعي أن يؤرق الأم السؤال الأهم وهو هل تغذية طفلي مناسبة لسنه، وهل هي مناسبة لمرحلة النمو الحالية له؟.

لاتساع الموضوع سوف أركز على أساسيات تغذية الأطفال في وجبة الفطور خصوصاً ونحن في بداية العام الدراسي.

إن وجبة الفطور الصحية تعتبر أهم وجبة خاصة للأطفال في سن المدرسة إذ تعتبر الوجبة الأساسية والمصدر الأساسي للطاقة على مدار اليوم. كما أثبت علمياً دورها في تحسين التركيز والأداء والتحصيل الدراسي للأطفال، ولكن ما وجبة الفطور الأفضل وما مواصفاتها؟.

إن الأهم في وجبة الفطور هو وقت تناولها إذ يجب أن يبتدئ الطفل يومه بها، وذلك بتناولها بعد الاستيقاظ بما لا يتجاوز ساعة إلى ساعتين للحصول على الطاقة اللازمة للتركيز في المدرسة.

أما ما يجب أن تحرص الأم عليه في وجبة الفطور فهو تنوعها إذ يجب أن تشتمل الوجبة على كل المجموعات الغذائية لتكون وجبة متنوعة غنية بالفيتامينات والمعادن، وتعتبر المجموعات الغذائية ست مجموعات محددة علمياً بالكربوهيدرات كالأرز والخبز، والبروتينات كاللحوم والبيض والجبنة البيضاء وشرائح التيركي، والبقوليات كالحمص والفول، والحليب ومنتجاته من ألبان وأجبان، والخضراوات والفاكهة، بالإضافة إلى الماء.

وبناء على ما سبق فإن وجبة الفطور الصحية يجب أن تحتوي على صنف من كل مجموعة، ومن الأمثلة عليها:

بيضة مسلوقة إضافة إلى ملعقة لبنة ونصف كوب حليب. أو لبن وحبة واحدة من الخضار مثل الخيار وتفاحة متوسطة الحجم ورغيف خبز صغير.

كما تفي بالغرض سندويشة تتكون من مثلثَي جبنة إضافة إلى شريحتين من التيركي غير المدخن، وأوراق الخس محشوة في رغيف خبز صغير ونصف كوب عصير طبيعي.

كما يفي بالغرض أيضاً كوب ونصف كورن فليكس مضاف إليه كوب من الحليب وموزة مقطعة ويتناول الطفل بعدها بساعة صنفاً من مجموعة اللحوم وصنفاً من الخضار مثل زبدية صغيرة من سلطة التونا مع قطع الخيار والبندورة أو نصف رغيف صغير محشو باللبنة وشرائح المرتديلا الصحية منزلية الصنع.

يتبنى بعض الأطفال والأهالي سلوكيات تغذوية غير صحية تعتبر مؤثراً على نمو الطفل وتحصيله، ومن هذه السلوكيات إلغاء وجبة الفطور ليبدأ الطفل يومه خاملاً فاقداً للتركيز بانتظار الوجبة المدرسية التي غالباً ما تكون وجبة فقيرة غير متنوعة. وعادة ما يتجاوزها الطفل منطلقاً نحو المقرمشات المتوفرة في محيط مدرسته من شيبس وعصائر مصنعة وغيرها مما يؤثر عليه سلباً ويكسبه كمّاً كبيراً من الملونات والمواد الحافظة بدلاً من الفيتامينات والمعادن.

من السلوكيات التي اجتاحت المجتمع في الآونة الأخيرة أن يتجه النظام العائلي إلى نظام غذائي يتكون من وجبة أو وجبتين فقط، وهو يعتبر نظاماً غير صحي، فقد اتجهت الدراسات الحديثة نحو النظام الأفضل الذي يتكون من خمس وجبات، يومية وهي الفطور والغداء والعشاء ووجبة خفيفة بين الوجبات لإبقاء طاقة الجسم في مستوى ثابت وللحفاظ على الجسم من ضربات الجوع والشبع غير الصحية.

وهنا لا بد من التنويه بأن بعض بعض البحوث العلمية أثبتت تأثيراً إيجابياً لبعض المواد الغذائية على زيادة تركيز الطلاب، ومن هذه المواد:

أولاً: الثوم، يزيد من تدفق الدم في الشرايين ويساعد بالتالي على التركيز.

ثانياً: الزعتر البري، يزيد التركيز ويعتبر مضاداً حيوياً، ومضاداً للسموم يخلص الجسم من الإرهاق ويزيد نشاطه.

ثالثاً: الجنسنغ Cinseng herb، يقوي المخ ويمنع حدوث المشاكل المتصلة بالذاكرة.

رابعاً: إكليل الجبل روزماري، يساعد على التركيز ويغذي خلايا المخ.

خامساً: الميرمية، تساعد على التركيز وتقلل التوتر.

سادساً: النعناع الأخضر، ينشط الجسم ويخلصه من الإرهاق.

سابعاً: حبوب اللقاح، تحتوي على بروتين وأحماض أمينية مفيدة جداً للتركيز ونشاط الجسم.

ثامناً: عين الجمل والزبيب واللوز، تحتوي على أوميغا 3 وفيتامينات أخرى مفيدة.

وأخيراً يجب الحرص على أن يشرب الطفل 8 أكواب من الماء في اليوم الواحد لتروية الجسم ولأهمية سعة الكوب 240 مل.

كما أن التهاون في ساعات نوم الطفل يعتبر ذا تأثير سيئ جداً على صحته ونموه ومهاراته إذ يجب أن ينام ليلاً 8 ساعات على الأقل لبناء الجسم ولعمليات أيض سليمة.

إن وجبة الفطور الصحية تعتبر أهم وجبة خاصة للأطفال في سن المدرسة إذ تعتبر الوجبة الأساسية والمصدر الأساسي للطاقة على مدار اليوم (AA)
فطور من السفرة التركية (AA)
TRT عربي