خلال السنوات القليلة الماضية تسارعت خطوات تركيا على طريق الاستقلال بالصناعات الدفاعية بموارد وخبرات محلية، وحجزت لنفسها مقعداً متقدماً في نادي الدول المصدّرة للأسلحة والمعدات عبر الخطوات القوية التي اتخذتها في مجموعة واسعة من المجالات من الأنظمة الأرضية إلى الدراسات الجوية والفضائية، ومن المنصات البحرية إلى الأنظمة الفرعية التكميلية الهامة الأخرى. فيما حطم القطاع رقماً قياسياً جديداً بتجاوز هدف التصدير البالغ 4 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2022.
ومن بين كل الإنجازات التي حقّقها مجال الصناعات الدفاعية التركية خلال العام الماضي، كانت إحدى اللحظات الأكثر إثارة للاهتمام هي تحليق طائرة مقاتلة "قزيل إلما" المسيّرة من الجيل السادس، التي تنتجها شركة بايكار، بعد فترة وجيزة من اختبارات المدرج نهاية ديسمبر/كانون الأول.
وفي كلمته خلال القمة العسكرية الرابعة للرادار وأمن الحدود التي عُقدت مؤخراً، ذكر المدير العامّ للصناعات الجوية التركية تيميل كوتيل أنه تُعَدّ حاليّاً الرحلات الأولى لمشروعَي الطائرة النفاثة "حُر جيت" (Hürjet) والمروحية القتالية "أتاك-2" (Atak-2)، وفقاً لما نقله موقع TRT Haber.
لاعبون جدد
وفقاً لتصريحات كوتيل المتعلقة بالمشاريع المدرجة على جدول أعمال شركة الطيران والفضاء التركية "توساش"، بينما تستعد طائرة "حُر جيت" لأول رحلة لها عبر المدرج، وُصّل ناقل الحركة بطائرة هليكوبتر "أتاك-2" في الوقت الذي يستمر فيه العمل على توصيل المحرك.
وإلى جانب الطائرة والمروحية، تستعدّ "توساش" لإجراء اختبارات المدرج على مسيّرة "عنقاء-3" (Anka-3) بمحرّك نفاث ومظهر رادار منخفض. كما تجري الاستعدادات لتسليم 3 طائرات هليكوبتر من طراز "غوكباي" (Gökbey) ستُوفَّر لقوات الدرك.
وبالإضافة إلى منتجات شركة الطيران والفضاء التركية "توساش"، اقتربت شركة "بايكار" المشهور بمسيّرات "بيرقدار" ذائعة الصيت، من تدشين مسيّرة "بيرقدار تي بي 3" (Bayraktar TB3) التي ستتمكن من الهبوط والإقلاع على متن سفن ذات مدارج قصيرة.
ويوم الجمعة أعلن رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير أنه سيجري تدريج المقاتلة الوطنية (MMU)، وتُعتبر المقاتلة أهمّ مشروع تطوير تكنولوجي في تركيا، ويُخطَّط لتحلّ مكان طائرات (F-16) في ثلاثينيات القرن الحالي.
الطائرة النفاثة "حُر جيت"
صُمّمت "حُر جيت" لتكون طائرة تدريب وطنية خفيفة، بجانب تقديم خدمات الدعم القريبة، لما تملكه من قدرة على حمل حمولات أسلحة كبيرة، فضلاً عن امتلاكها أحدث الأنظمة والتقنيات المستخدمة في عالم الطيران الحربي.
تستمر أنشطة التجميع لطائرة الهليكوبتر الهجومية من الفئة الثقيلة T929 (ATAK-II)، التي طورتها شركة TAI. وسيكون النموذج النهائي للطائرة النفاثة بطول 13.4 متراً، وطول جناحيها 11 متراً، وارتفاعها 4 أمتار. وصُمّمَت لتحلق على ارتفاع 45 ألف قدم. ومن المقرر أن تُزوَّد بصواريخ "MK-81" و"MK-82-L" الموجهة بالليزر محلية الصنع. فيما ستزوَّد بمحرك نفاث واحد ومقعدين لتسهيل عمليات التدريب.
وعلى الرغم من تطوير "حُر جيت" كطائرة تدريب بالأساس، فيمكن تسليحها بصواريخ وأنظمة إطلاق محلية واستخدامها في مهامّ قتالية ومهامّ دعم قريبة. ومن شأن البديل المسلح لـ"حُر جيت" أن يشكّل عامل قوة مهمّاً في ساحات القتال من خلال قدرته على تنفيذ مجموعة واسعة من المهامّ وقدرته على حمل أسلحة وحمولات فائقة.
مروحية "أتاك-2" الهجومية
تستمر أنشطة تجميع طائرة الهليكوبتر الهجومية من الفئة الثقيلة "أتاك-2"، التي توشك أجزاؤها الهيكلية على الانتهاء.
فيما تبدو "أتاك-2" كبيرة جداً مقارنة بطائرة الهليكوبتر "أتاك تي129" الهجومية، ولها أبعاد مماثلة لطائرة "AH-64 Apache Attack Helicopter". وسيكون أقصى وزن للإقلاع للمروحية أكثر من 10 أطنان.
صُمّمَت مروحية "أتاك-2" لتناسب مختلف الظروف الجوية ومختلف المهامّ، مثل الهجوم والدعم الجوي القريب والقتال الجوي-الأرضي والجوي، وعمليات الهجوم المشترك والاستطلاع والمراقبة المسلحة.
من ناحية أخرى تواصل شركة "توساش" أنشطتها الإنتاجية لطائرة "أتاك تي 129"، أول مروحية هجومية تركية، التي طُوّرَت بالاشتراك مع إيطاليا. في حين سُلّمَت 74 طائرة هليكوبتر من أصل 83 طلبتها قوات الأمن التركية حتى الآن، ستُسلَّم طائرتا هليكوبتر للفلبين واثنتان لنيجيريا هذا العام.