خطفوا سفينة وهاجموا إسرائيل.. مَن الحوثيون؟ وما قدراتهم العسكرية؟ / صورة: AP (AP)
تابعنا

في تطور لافت، قالت جماعة الحوثي اليمنية، الأحد، إنها "استولت على سفينة إسرائيلية" في البحر الأحمر، واقتادتها إلى الساحل اليمني، فيما نفت تل أبيب وجود إسرائيليين ضمن طاقمها.

جاء ذلك بعد أن توعدت الجماعة باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، "نصرةً لقطاع غزة" الذي يتعرض لحرب مدمرة، داعيةً الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.

وبينما اعتبر الجيش الإسرائيلي أن الحادث "خطير للغاية عالمياً"، وصفته رئاسة الوزراء الإسرائيلية بـ"العمل الإرهابي الإيراني"، فيما نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني مزاعم إسرائيل بتورط إيران في عملية الاحتجاز، وقال إن المزاعم الإسرائيلية بشأن ضلوع إيران في الحادث ترمي إلى صرف الانتباه عن "هزيمتها المنكرة" في معركتها ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

الدخول على خط المواجهة

في نهاية أكتوبر/تشرين الأول أعلنت جماعة الحوثي بشكل رسمي أنها وراء إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة، فيما قال الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع حينها: "انتصاراً للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنّحة وطائرات مُسيّرة على أهداف للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".

وقال رئيس حكومة الحوثيين عبد العزيز بن حبتور: "نحن جزء من محور المقاومة"، مضيفاً: "إننا نشارك بالقول وبالكلمة وبالمسيّرات". وأشار إلى أنه "محور واحد، وهناك تنسيق يجري وغرفة عمليات مشتركة وقيادة مشتركة لكل هذه العمليات"، مؤكداً أنه "لا يمكن أن نترك لهذا العدو المتغطرس الصهيوني أن يقتل أهلنا من دون رقيب".

وإلى جانب الصواريخ والمسيّرات التي اعترضت إسرائيل والقوات الأمريكية في البحر الأحمر معظمها في أثناء رحلتها التي امتدت إلى أكثر من 1600 كيلومتر من شمال اليمن، قالت جماعة الحوثي في بيان متلفز، الأحد، إنّ "القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية في البحر الأحمر"، وأوضح الناطق العسكري يحيى سريع أنه "كان من نتائج هذه العملية الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحل اليمني".

وفي بيان عبر حسابه بمنصة إكس، كتب سريع إن "القوات المسلحة اليمنية (الحوثيين) ستستهدف جميع أنواع السفن التي تحمل علم الكيان الصهيوني، التي تشغلها شركات إسرائيلية، والتي تعود ملكيتها إلى شركات إسرائيلية". كما دعا جميع الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنُّب الشحن على متنها أو التعامل معها، وإبلاغ سفنكم بالابتعاد عن هذه السفن".

وفي الأسبوع الماضي أسقط الحوثيون طائرة أمريكية دون طيار قالوا إنها كانت تحلّق فوق المياه الإقليمية اليمنية وتتجسس على قواتهم. واعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بالهجوم. وحذَّر زعيم الحوثيين من شن ضربات على المصالح الأمريكية في المنطقة إذا انخرطت واشنطن بشكل مباشر في الصراع بين إسرائيل وحماس، وفقاً لما نقلته أسوشيتد برس.

مَن الحوثيون؟

نشأت الحركة، التي سُميت باسم مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين رداً على ما اعتبره أعضاؤها تهميشاً للطائفة الزيدية وتعدي القوى الخارجية على السيادة اليمنية. ويتبنى الحوثيون أيديولوجيا مدفوعة بالرغبة في مقاومة التدخل الأجنبي، خصوصاً تدخل الولايات المتحدة بالمنطقة. وقد حظيت الحركة بدعم شرائح معينة من السكان اليمنيين، خصوصاً في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.

ومنذ بدايتها شهدت حركة الحوثي توسعاً عسكرياً كبيراً، بلغ ذروته باستيلائها على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014. وكان هذا بمثابة نقطة تحوُّل في الصراع اليمني، مما أدى إلى حرب طويلة ومدمرة شملت مختلف الأطراف المحلية والإقليمية.

ومنذ سبتمبر /أيلول 2014 يسيطر الحوثيون على جزء كبير من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء والمناطق الاستراتيجية الرئيسية في الشمال والغرب. ويمتد نفوذهم إلى مناطق مثل محافظات صعدة وعمران وحجة. كما تسيطر الجماعة على محافظة الحديدة الساحلية الاستراتيجية غربي البلاد، التي تملك أهم ميناء في اليمن يمر منه نحو 70% من الواردات والمساعدات الواصلة للبلاد، وفقاً لما نقلته وكالة الأناضول.

وبينما تشيد إيران بالحوثيين على أنهم جزء من "محور المقاومة" الإقليمي، يقول خبراء في الشأن اليمني إنّ الحركة مدفوعة بشكل رئيسي بمشكلات داخلية رغم أنها تشترك اشتراكاً وثيقاً في الرؤية السياسية مع إيران وحزب الله. وينفي الحوثيون ما يتردد عن أنهم دمى لإيران ويقولون إنهم يحاربون نظاماً فاسداً، حسب رويترز.

القدرات العسكرية للحوثيين

نمت ترسانة الحوثيين من حيث الحجم والتنوع منذ عام 2014. ويقول خبراء الأسلحة إن الحوثيين يمتلكون صواريخ باليستية طويلة المدى وصواريخ كروز أصغر حجماً وطائرات مسيرة انتحارية، وكلها قادرة على الوصول إلى جنوب إسرائيل.

وبقدر ما هو معروف، يمتلك الحوثيون صاروخاً واحداً قادراً على ضرب إسرائيل، وهو صاروخ "طوفان" الذي كشف عنه الحوثيون قبل شهر فقط في عرض عسكري باليمن، ويتراوح مداه بين 1700 و1800 كيلومتر.

وسبق أن أشار مركز المعلومات حول الاستخبارات الإسرائيلي (ITIC) إلى أن الحوثيين يمتلكون صواريخ باليستية فعالة من طراز "قدس 2″ و”قدس 3" يتراوح مداها بين 1300-2000 كيلومتر، ويمكنها بشكل فعال إصابة أهداف في إسرائيل التي تبعد عن اليمن أكثر من 1500 كيلومتر، وفقاً لما نقله موقع ماكو العبري.

كما يمتلك الحوثيون ترسانة ضخمة من الطائرات دون طيار التي قد تكون فعالة وتصل إلى إسرائيل، مثل: "صماد 3" التي يصل مداها بين 1500-2000 كيلومتر، وطائرات "صماد 4" التي يزيد مداها على ألفَي كيلومتر، وكذلك طائرة "وعيد" التي يتراوح مداها بين 2000-2200 كيلومتر. بالإضافة إلى ذلك، لدى الحوثيين أيضاً طائرات إيرانية انتحارية دون طيار من طراز "شاهد 136" القادرة على ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 2200 كيلومتر.

وإلى جانب الترسانة الصاروخية والمسيّرة، يمتلك الحوثيون إمكانيات بَحرية تمكّنهم من استهداف أي سفن تمُرّ قبالة اليمن في البحر الأحمر. وبالإضافة إلى زوارق القتال والقوارب ذاتية القيادة، يمتلك الحوثيون أيضاً صواريخ بحرية، هجومية ودفاعية، وألغاماً بَحرية متنوعة.

TRT عربي