قبل عدة أشهر، أعلن رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير أن ما بين 30 و50 طائرة مُسيّرة من طراز "بيرقدار تي بي 3" (Bayraktar TB3) ستتمركز على سطح أول سفينة هجومية برمائية تركية. ووفقاً لرئيس التكنولوجيا في شركة "بايكار" التركية سلجوق بيرقدار، فإن الرحلة الجوية الأولى للمُسيّرة الجديدة ستكون العام المقبل.
فيما أفاد الفيديو الذي نشرته شركة "بايكار" نهاية شهر أبريل/نيسان 2021 بأن طائرة "بيرقدار TB3" المسلحة الجديدة ستكون مركبة جوية مسلحة بدون طيار قادرة على الإقلاع والهبوط من السفن ذات المدرج القصير.
وعقب مرور عدة أشهر على إعلان "بايكار" مُسيّرتها الجديدة الملائمة للقطع البحرية، أعلنت شركة "جنرال أتوموكس" (General Atomics) الأمريكية الثلاثاء، أنها تعمل على منصة مُسيّرة جديدة. فيما لفتت هذه الطائرة الجديدة الانتباه بميزاتها المشابهة لطائرة "بيرقدار TB3". وهو ما دفع سلجوق بيرقدار أمس للقول: "لنرى من سينتجه أولاً".
بيرقدار TB3
تُعتبر المُسيّرة المسلحة الجديد التي تُطوّرها شركة "بايكار" التركية وتحمل اسم "بيرقدار تي بي 3" (Bayraktar TB3)، أحدث مُسيّرة مسلحة على مستوى العالم قادرة على الإقلاع والهبوط من السفن ذات المدارج القصيرة. والتي بالإضافة إلى مهام الاستطلاع والمراقبة والاستخبارات، لديها القدرة على تنفيذ عمليات بالذخائر الذكية المحلية التي تحملها تحت أجنحتها.
صُممت "بيرقدار TB3" للاستخدام من على سطح أول سفينة هجومية برمائية تركية (TCG Anadolu) التي ستدخل ضمن أسطول البحرية التركية خلال العام الجاري، حيث طُوّرت المُسيّرة الجديدة مع هيكل جناح قابل للطي يُتيح لها حجز مكان أقل على سطح الحمالة التي ستحمل مروحيات هليكوبتر ومقاتلات.
و"بيرقدار TB3" التي تُطوّر الآن عبارة عن نسخة بحرية من مُسيّرة "بيرقدار TB2" الشهيرة، التي أثبتت كفاءة عالية فوق أكثر من ساحة صراع في السنوات الأخيرة. أما بخصوص محرك الطائرة فهي مدعومة بمحرك (TEI PD170) من تصميم وتطوير شركة صناعة الطيران والفضاء التركية "توساش".
وتتميز المُسيّرة القتالية الجديدة بالخصائص التالية:
الطول: 8.35 متراً، الارتفاع: 2.6 متراً، طول الأجنحة: 14 متراً، أقصى وزن للإقلاع: 1450 كغم، سعة الحمولة: 280 كغم، السرعة القصوى: 160 عقدة (300 كم/ساعة)، سرعة الانطلاق: 125 عقدة (232 كم/ساعة).
شركة أمريكية تستنسخ مُسيّرة تركية
لم يمر إعلان شركة "جنرال أتوموكس" الأمريكية، التي صممت وأنتجت مُسيّرة "MQ-9 Reaper" التي استخدمها الجيش الأمريكي في الهجوم وجمع المعلومات الاستخبارية، طائرتها الجديدة مرور الكرام على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا والعالم، حيث اتهم المستخدمون الشركة الأمريكية بأنها استنسخت مواصفات وميزات المسيّرة التركية.
واحدة من أكبر ميزات المُسيّرة التي قدّمتها الشركة الأمريكية باسم "MQ-9B"، هي قدرتها على الهبوط على أنظمة عائمة. وزُعم أن هذه الخاصية قد تكون مستوحاة من الفيلم الذي نشرته "بايكار" التركية أثناء الترويج لمُسيّرتها الجديدة "بيرقدار TB3"، مما سيجعل "بيرقدار" متقدمة بخطوة على منافسيها.
وهناك ميزة أخرى استوحتها "جنرال أتوموكس" من "بيرقدار TB3"، التي تُعتبر واحدة من أشهر مُطوّري الطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة، ألا وهي خاصية الجناح القابل للطي.
بصمة تركيا في صناعة المُسيّرات
أصبحت تركيا اليوم من أبرز المصممين والمصنّعين والمستخدمين للطائرات المُسيّرة المسلحة وغير المسلحة، مخلفة وراءها حقبة من الابتزازات الأمريكية والإسرائيلية عندما كانت بحاجة إلى الطائرات المُسيّرة بهدف استخدامها في الحرب على تنظيم PKK الإرهابي.
ولم تلحق تركيا بركب صناعة الطائرات المُسيّرة وحسب، بل تمكنت في فترة وجيزة (أقل من 15 سنة) من قيادة سباق تقنية المُسيّرات العسكرية عالمياً، وأضحت من بين أول 3 أو 4 دول في تصميم وإنتاج واستخدام الطائرات المُسيّرة بأنواعها.
فقد لعب الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة على بيع المُسيّرات الأمريكية إلى تركيا قبل أكثر من عقد دوراً مهماً في تفوق أنقرة في مجالات الصناعات الدفاعية عموماً، والطائرات المُسيّرة خصوصاً. الأمر الذي مكّن تركيا خلال سنوات قليلة من تبوُّؤ مكانة مرموقة في قائمة الدول المُصنّعة للمُسيّرات العسكرية.
وخلال السنوات الأخيرة نجحت شركة "بايكار" التركية في ترجمة النجاح والتفوق العسكري الذي حققته مُسيّراتها المسلحة من طراز "بيرقدار TB2" إلى نجاح تسويقي كبير، حيث تزايد الطلب عليها نظراً لأسعارها المعقولة وإمكانياتها المتطورة مقارنة بنظيراتها الأخرى. فضلاً عن الأداء العسكري الكبير الذي قدّمته هذه المُسيّرات في المعارك التي خاضها الجيش التركي مؤخراً بشكل مباشر أو غير مباشر في سوريا والعراق وليبيا وأذربيجان.
