ما تأثير انتشار عدوى "فقدان المصداقية" في أمريكا وفرنسا؟ / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

على الرغم من الدعم المطلق الذي قدمته الولايات المتحدة إلى إسرائيل في الحرب التي تشنها على المدنيين في غزة منذ 39 يوماً، كشف موقع أكسيوس، الاثنين، توقيع 100 موظف في وزارة الخارجية الأمريكية مذكرة داخلية معارضة لسياسة الرئيس جو بايدن بما يتعلق بالحرب في غزة. وأشارت المذكرة أيضاً إلى أن "إسرائيل ترتكب جرائم حرب في القطاع".

ويبدو أن عدوى "الامتعاض" من سياسة الدعم غير المسبوق لإسرائيل قد انتقلت من واشنطن إلى باريس مؤخراً، حيث وجه عشرات الدبلوماسيين الفرنسيين، من العاملين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، "مذكرة مشتركة" إلى وزارة الخارجية أعربوا فيها عن استيائهم وعدم رضاهم من الموقف الفرنسي والمقاربة التي ينتهجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تجاه حرب غزة، وفقاً لما نقلته صحيفة لو فيغارو الفرنسية.

وعبر هذه المذكرات الداخلية، التي تسربت نسخ منها إلى وسائل الإعلام، حذر عاملون بالسلك الدبلوماسي في كل من واشنطن وباريس من أن الدعم المطلق لإسرائيل، التي ترتكب إبادة جماعية في غزة، لا تقوّض نفوذ بلادهم في العالمين العربي والإسلامي فحسب، بل تُفقدهم المصداقية على الصعيدين المحلي والعالمي.

"فقدان المصداقية"

كشفت سي إن إن عن تلقي الرئيس جو بايدن في الأسابيع الأخيرة تحذيرات قوية من دبلوماسيين أمريكيين في العالم العربي تفيد بأن دعم إداراته المطلق لإسرائيل في حربها المدمرة على غزة "يجعلها تخسر الجماهير العربية على مدى جيل كامل".

من جهتها، كشفت صحيفة لو فيغارو الفرنسية أن المذكرة الجماعية التي بعث بها الدبلوماسيون الفرنسيون أشارت إلى أن "فرنسا تُتّهم أحياناً، في بعض الدول العربية، بأنها متواطئة في أعمال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل"، فيما اعتبر أحد الدبلوماسيين مذكرة الاحتجاج هذه بمثابة دليل على "فقدان المصداقية الفرنسية بالنسبة للدول العربية".

غضب متصاعد

وحسب الشبكة الأمريكية، حذرت البرقيات القادمة من الشرق الأوسط، بما فيها تلك التي أرسلها دبلوماسيون أمريكيون من عُمان ومصر، من أن "قسوة الرئيس بايدن وتجاهله الفلسطينيين تجاوزا كل الرؤساء الأمريكيين السابقين"، وهو ما يتسبب في موجة غضب عارمة تجاه الولايات المتحدة تجتاح الشرق الأوسط.

وأكدت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، خلال جلسة استماع بالكونغرس، أن الغضب يتصاعد في الشرق الأوسط ضد الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب الحرب على غزة، في حين تحدثت دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، بأن البنتاغون يرسل تنبيهات مستمرة إلى تل أبيب بضرورة تقليص الخسائر بين المدنيين، وإلا فإن العملية العسكرية ستنتهي بـ"إخفاق استراتيجي".

هذه التصريحات وغيرها، التي بدأت تُسمع علانيةً في واشنطن وبعض العواصم الغربية، دفعت وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الاثنين، للاعتراف لأول مرة بتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب. إذ قال: "الضغط الدولي يزداد على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة بسبب الوضع الإنساني هناك"، وأشار كوهين إلى أن أمامهم من أسبوعين إلى 3 أسابيع لحسم الحرب قبل أن يصبح الضغط مؤثراً.

متواطئون بالجرائم

قال أكسيوس إن المذكرة المكونة من خمس صفحات، وقاد حراك توقيعها دبلوماسي كان قد أشار مسبقاً في تعليق على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن دعم بايدن لإسرائيل جعله "متواطئاً في الإبادة الجماعية" في غزة، إن الأمر يقدم "نظرة نادرة" على الانقسامات الصريحة داخل إدارة بايدن بشأن الحرب.

وأشار الموقع الأمريكي إلى أن "جزءاً من لغة المذكرة يردد صدى لغة النشطاء التقدميين في الولايات المتحدة الذين غضبوا واحتجوا على طريقة تعامل إدارة بايدن مع الحرب، وهو ما خلق تحدياً جديداً لحملة الرئيس للانتخابات المقبلة عام 2024".

وفي الوقت الذي يخشى بايدن وحزبه الديمقراطي من تمدُّد حرب غزة إلى ساحة الانتخابات الرئاسية القادمة، إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تراجع نسبة تأييد بايدن في أوساط الشباب والمسلمين بسبب دعمه المطلق لإسرائيل، خرجت حملة ضغط في بريطانيا تتخذ من عبارة "لا وقف لإطلاق النار، لا تصويت" شعاراً لها، وذلك بهدف الضغط على البرلمانيين من أجل دعم وقف إطلاق النار في غزة.


TRT عربي
الأكثر تداولاً