بالإضافة إلى الواجبات الروتينية شاركت قوى الأمن التركية أيضاً في أعمال البحث والإنقاذ في المدن العشر المتضررة التي ضربتها عاصفة الزلازل الأسبوع الماضي. وبينما كانت شرطة البحث والإنقاذ التركية (PAK) في أعمال الإغاثة والإنقاذ منذ اللحظات الأولى شاركت أيضاً فرقة الجندرما الخاصة بمهام البحث والإنقاذ (JAK) في المناطق المتضررة.
وتعرضت تركيا يوم 6 فبراير/شباط الجاري لزلزالين كبيرين يفصل بينهما 9 ساعات فقط، ألحقا أضراراً ودماراً كبيرين في 10 مدن جنوبي تركيا وشمالي سوريا، في كارثة عُرفت باسم "كارثة القرن"، حيث ارتفعت حصيلة ضحايا الزلازل في تركيا إلى 31 ألفاً و974 شخصاً.
إليكم التفاصيل كاملة عن فرق البحث والإنقاذ التابعة لقوى الأمن التركية، وأبرز ما يفرقها عن بقية فرق الإنقاذ الأخرى.
أصل الحكاية
في أعقاب الزلزال الذي ضرب ولاية إيلازيغ عام 2020 أوعزت وزارة الداخلية التركية بتشكيل فرق البحث والإنقاذ التابعة للشرطة (PAK) في 4 فبراير/شباط 2020، لتكون وحدة تابعة للمديرية العامة للأمن من أجل المشاركة في جهود البحث والإنقاذ التي ستجري بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ خلال فترات الكارثة المحتملة ودعم ضحايا الكارثة.
وعلى الفور بدأ خبراء إدارة الكوارث والطوارئ (AFAD) في تقديم التدريب على مكافحة الكوارث الطبيعية، وأبرزها الزلازل، لضباط الشرطة في مكاتب فرع البحث والإنقاذ التابعة للمديرية العامة للأمن في أنقرة وإسطنبول، وبقية المدن الأخرى.
وأوكل إلى هذه الفرق اتخاذ جميع إجراءات المرور والنظام العام من أجل سلامة المنطقة والاستجابة الفورية في حالة وقوع كارثة، فضلاً عن المشاركة في أنشطة البحث والإنقاذ في المناطق المنكوبة.
وإلى جانب فرق شرطة البحث والإنقاذ (PAK)، امتلكت الجندرما التركية (الدرك)، والتي تتبع أيضاً وزارة الداخلية، فرقاً خاصة لأعمال البحث والإنقاذ تحمل اسم (JAK).
شرطة البحث والإنقاذ (PAK)
لمدة تتراوح من 6 إلى 8 أسابيع وبالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ تخضع فرق (PAK) المكونة من متطوعين وشباب ديناميكيين وعاملين مؤهلين نفسياً وجسدياً لدروس تدريبية مكثفة لتعلم أنشطة البحث الحضري والتدريب الأساسي على الإنقاذ، بالإضافة إلى التدريب الأساسي على تسلق الجبال في فصل الشتاء والتدريب على البحث والإنقاذ من الانهيار الجليدي.
وتشارك فرق (PAK) التي تعمل في 13 مدينة في جميع أنحاء تركيا، وبالأخص في المدن الرئيسية الكبرى مثل أنقرة وإسطنبول وإزمير، في التدريبات الوطنية والدولية أيضاً.
وفي إشارة إلى أنهم أضافوا خبرة مؤسسية كبيرة وقوة لقدرة الاستجابة للكوارث صرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن (PAK) هي جزء واعٍ من استراتيجية إدارة الكوارث وقال: "أعتقد أن فريق البحث والإنقاذ التابع للشرطة سيعمل على تعزيز قوتنا في الاستجابة للكوارث".
جندرما البحث والإنقاذ (JAK)
أُسست كتيبة البحث والإنقاذ التابعة لقوات الجندرما التركية (JAK) من أجل أداء أنشطة البحث والإنقاذ في حالات الكوارث الطبيعية مثل الانهيارات الجليدية والزلازل والفيضانات والانهيارات الأرضية وانهيارات المباني، بالإضافة إلى إنقاذ المفقودين أو المصابين في الأماكن الطبيعية مثل الجبال والأودية والكهوف والآبار والمباني الشاهقة.
وتضمن (JAK) أربعة فرق بحث وإنقاذ ضمن كتيبة البحث والإنقاذ في حالات الكوارث، وثلاث فرق للبحث والإنقاذ تحت الماء، بالإضافة إلى فريقين لتسلق الجبال وفريق بحث وإنقاذ يعمل بمساعدة الكلاب المدربة.
ومن أجل أداء هذه المهام بأفضل طريقة، تواصل قيادة كتيبة (JAK) تدريب منتسبيها في التضاريس الحقيقية والظروف الجوية دون انقطاع. وبالإضافة إلى تدريب أفراد الكتيبة، يجري ضمان تخصصهم من خلال المشاركة في الدورات المحلية والوطنية والدولية.
وفي إشارة إلى أن الوحدات الأمنية ووحدات البحث والإنقاذ التابعة لقوات الجندرما والمنظمات غير الحكومية وإدارة الكوارث والطوارئ جلبوا انضباطاً بالغ الأهمية في لحظة الكارثة، قال صويلو إن مهمة الشرطة ليست فقط البحث والإنقاذ في حالات الكوارث، لكنهم الآن سينفذون صورة أكثر استعداداً للكوارث فور وقوعها من خلال التعاون مع فرق (PAK).
