1.5 مليون جرعة من لقاح فيروس كوفيد 19 خلال 24 ساعة فقط (AA)
تابعنا

تستمر طواقم وزارة الصحة التركية في تحطيم الأرقام القياسية الخاصة بالمعدلات اليومية لعمليات التطعيم ضد فيروس كوفيد 19 المستجد، وخلال الفترة الماضية نجحت الوزارة في تحقيق أرقام مليونية في عدد جرعات اللقاح التي تم منحها للمواطنين والمقيمين، والتي تتزايد يوماً بعد يوم ضمن مساعي الحكومة للقضاء على الجائحة وآثارها بشكل كامل.

ومنذ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كوفيد 19 في تركيا شهر مارس/آذار 2020، باشرت وزارة الصحة التركية بتشديد الإجراءات الوقائية التي اتبعتها منذ الإعلان عن بدء انتشار الفيروس عالمياً، وقامت بتوقيع طلبات شراء لمئات الملايين من جرعات اللقاح فور الإعلان عن بدء تصنيعها بشكل تجاري واسع.

وبسبب امتلاك تركيا لقطاع صحي قوي وجيوش من الطواقم الصحية المؤهلة والمدربة على أعلى المستويات، فضلاً عن امتلاكها لمدن طبية ضخمة ومستشفيات ومراكز طبية منتشرة في جميع المدن والقرى التركية، نجحت الحكومة التركية في تحقيق أرقام قياسية مليونية في عدد جرعات اللقاح التي يتم منحها يومياً.

حملات تطعيم مكثفة

إلى جانب الإجراءات الوقائية الصارمة التي اتبعتها هيئات ووزارات الحكومة التركية، قامت وزارة الصحة بالتعاقد مع مصنعي اللقاحات العالميين وجلب كميات جيدة من اللقاحات والمباشرة في عمليات التطعيم بدءاً من الطواقم الطبية، مروراً بكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، وصولاً اليوم إلى الفئات العاملة في القطاع الحكومي والسياحي والخدماتي، فضلاً عن المواطنين والمقيمين الذين تزيد أعمارهم على 35، ولم تكتف الحكومة التركية بجلب اللقاحات من الخارج فقط، بل قامت عدة جهات ومؤسسات بحثية بالعمل على لقاحات محلية تحت إشراف وزارة الصحة التركية قارب بعضها على الانتهاء.

وفي شهر مايو/أيار الماضي أعلنت وزارة الصحة عن تعاقدها لشراء 270 مليون جرعة من لقاح كورونا (ثلاثة أضعاف عدد السكان في تركيا)، موزعة على النحو التالي: 120 مليون جرعة من لقاح "بيونتك ـ فايزر" الألماني، و100 مليون من "سينوفاك" الصيني، و50 مليون من "سبوتنيك" الروسي، ومع بدء وصول اللقاحات إلى تركيا بداية الشهر الحالي اكتسبت عمليات التطعيم في عموم تركيا زخماً كبيراً مكنها من احتلال المرتبة 11 عالمياً في قائمة الدول الأكثر إعطاءً لجرعات تطعيم.

وتأكيداً لذلك، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، مساء الأربعاء، عن تحطيم رقم قياسي جديد في المعدل اليومي لعمليات التطعيم ضد كورونا، بواقع مليون و416 ألفاً و795 جرعة لقاح، وغرد الوزير شاكراً أفراد الطواقم الصحية التي شاركت في تحطيم الرقم القياسي والبالغ عددهم 47 ألفاً و314، موزعين على نحو 18 ألفاً و584 مركزاً في أرجاء تركيا.

وفي السياق ذاته، ووفقاً لوزارة الصحة التركية تجاوز عدد عمليات التطعيم في تركيا، حتى صباح اليوم، 37 مليوناً و476 ألفاً، حيث وصل عدد الأشخاص الذين حصلوا على الجرعة الأولى إلى 23 مليوناً و416 ألفاً و235، في حين أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على الجرعتين الأولى والثانية وصل إلى 14 مليوناً و60 ألفاً و573.

قطاع صحي قوي

تمتلك تركيا نظاماً صحياً حديثاً ومتشعباً يخدم المدن والقرى التركية بشكل كامل، الأمر الذي مكّنها من مكافحة جائحة كورونا والحد منها بشكل ملحوظ، في الوقت الذي فشلت فيه كبرى الحكومات العالمية في البلدان المتقدمة، مثل إيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، في مكافحة الفيروس والحد من انتشاره، خصوصاً في السنة الأولى من بدء الوباء.

وعلى مدار العقدين الماضيين، نجحت حكومات العدالة والتنمية المتتالية في النهوض بالقطاع الصحي التركي وتطويره وتحديثه ليصبح من الأفضل على مستوى العالم، ولم تكتف فقط ببناء وتطوير المستشفيات والمراكز الصحية، بل قامت بزيادة عدد مختبرات البحث والتطوير ودعمت شركات الدواء والمعدات الطبية، فضلاً عن تحسينها لنظام التعليم والاختصاص في المجالات الطبية بشكل عام.

وكان للجهود التي قامت بها حكومات حزب العدالة والتنمية في تقوية وتحسين القطاع الصحي التركي دور بارز في نجاح البلاد للخروج بأقل الأضرار من الجائحة التي عصفت بتركيا والعالم، ونجحت تركيا من خلال مساعيها الحثيثة في هذا المجال في أن تكون مثالاً يحتذَى به في الخدمات الصحية، حيث نجحت الحكومات التركية المتعاقبة في رفع عدد الأطباء الأتراك لكل 100 ألف شخص من 138 طبيباً عام 2002 إلى 184 عام 2016.

وتملك تركيا جيوشاً من الأطباء والممرضين وطواقم المساندة الأخرى، بحسب تصريح الرئيس التركي العام الماضي الذي قال فيه: " لدينا جيش طبي ضخم يضمّ 165 ألف طبيب و205 آلاف ممرضة و360 ألف موظف مساند"، ولفت إلى أن الحكومة التركية ستوفر نحو 35 ألف وظيفة جديدة في القطاع الصحي.

مدن طبية ضخمة

منذ مجيء حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا، ازدادت أعداد المستشفيات العامة التركية من ألف و156 عام 2002 إلى ألف و520 مستشفى بحلول عام 2016، وعلى إثر هذه الزيادة ارتفع عدد الأسرّة في المستشفيات من 164 ألفاً عام 2002 إلى 232 ألفاً في عام 2017، فيما وصل عدد غرف العناية المركزة في 2017 إلى 36 ألفاً و609 غرف، بعدما كان ألفين و214 غرفة عام 2002. ومؤخراً صرّح وزير الصحة التركي بوجود 100 ألف حجرة جاهزة لتصبح حجرات رعاية مركزة.

وفي السنوات الأخيرة، تَبنَّت الحكومة بناء مدن طبية عملاقة في المدن التركية الكبرى، وبمجرد تدشين بعض منها، وصلت القدرة الاستيعابية لتلك المدن الطبية مجتمعةً إلى 12 ألفاً و100 سرير، وتضمّ ألفين و831 عيادةً، وألفاً و999 سرير عناية مركزة، و410 غرف عمليات، فيما تستخدم أحدث المعدات والتقنيات الطبية.

ومن بين هذه المدن الطبية، المدينة الطبية العملاقة في حي "باشاك شهير" في مدينة إسطنبول، حيث تضمّ 6 أبنية أقيمت على مساحة مليون متر مربع، تقدّم خدماتها الطبية لـ23 ألفاً و600 مريض، بعدد أسرّة يبلغ 3102 سرير منها 520 للعناية المركزة، و90 غرفة عمليات، و1662 غرفة إقامة، كما يصل عدد الذين سيستخدمون المستشفى إلى 23 مليون شخص سنويّاً.

وكان لهذه المدن الطبية التي تم تدشين معظمها في السنوات الأخيرة دور بارز في النجاحات التي حققتها تركيا في مجابهة وباء كورونا، وذلك من خلال قدرتها الاستيعابية الهائلة، فضلاً عن التجهيزات والمعدات الطبية الحديثة والمتطورة التي تحويها، وبالإضافة إلى كل ذلك، ساعدت هذه الصروح الطبية الضخمة في جعل تركيا وجهة هامة للسياحة العلاجية من بلدان العالم المختلفة.

TRT عربي