3 منتخبات إفريقية فقط وصلت إلى دور ربع النهائي وخرجت منه.. هل يكون المغرب استثناءً؟ / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

نجح المنتخب المغربي في تحقيق إنجاز مونديالي، لا سابق له في تاريخ الفريق ولا في تاريخ المنتخبات العربية. ذلك بعد نجاحه يوم الثلاثاء في التغلب على نظيره الإسباني بركلات الترجيح، والعبور إلى دور الثمانية من منافسات كأس العالم المقامة حالياً في قطر.

واستطاعت كتيبة الأسود، خلال مباراتهم ضد إسبانيا، الحفاظ على شباكها نظيفة، بتنفيذ خطة دفاعية محكمة حالت دون نجاح مهاجمي "لاروخا" في التسجيل طوال دقائق لمباراة الـ120. وخلال ركلات الترجيح الفاصلة تألق حارس المرمى يسين بونو، إذ تصدى لثلاث ركلات إسبانية، مانحاً منتخبه الوطني بطاقة التأهل.

وفي تعليقه على الفوز قال المدرب المغربي وليد الركراكي: "أنا سعيد اليوم بهذا الإنجاز لأنني مدين بردّ الدين للاتحاد المغربي والشعب المغربي على الثقة التي وضعوها في شخصي لتسلُّم هذا المنتخب والتطور في المغرب كمدرب. هذا ردّ بسيط لهذا الدين"، قبل أن يعِدَ بالاستمرار في المنافسة، والعبور إلى ما بعد ذلك الدور.

وقبل المنتخب المغربي نجحت ثلاثة منتخبات إفريقية في المرور إلى ربع النهائي خلال نسخ سابقة من المونديال، لكن مسيرتها كانت تنتهي عند هذا الدور. في المقابل يمنّي المغاربة النفس بتحقيق الاستثناء، وأن يكونوا أول فريق من القارة السمراء يصل إلى المربع الذهبي.

ثلاثة منتخبات إفريقية في ربع النهائي

كان الكاميرون أول منتخب إفريقي يعبر إلى ربع نهائي المونديال، وذلك في عام 1990، حينما نجحت كتيبة الأسود غير المروضة، بقيادة النجم الراقص روجيه ميلا، في المرور من دور المجموعات بفوزين على كل من رومانيا والأرجنتين، وهزيمة واحدة أمام الاتحاد السوفييتي.

وفي ثمن النهائي قابل الكاميرونيون المنتخب الكولومبي، الذي نجحوا في التغلب عليه بهدفين مقابل هدف، ما أهّلهم لملاقاة إنجلترا في ربع النهائي، فتغلبت عليهم بصعوبة بثلاثة أهداف مقابل اثنين.

وانتظرت القارة السمراء 12 سنة أخرى ليتمكن فريق إفريقي من العبور إلى ربع النهائي، وكان هذه المرة السينغال، التي حققت ذلك خلال مونديال كوريا واليابان 2002. وخلق السنغاليون المفاجأة بعد أن فازوا على بطلة العالم فرنسا في مباراتهم الأولى. وبعدها تعادلوا مرتين، أمام الدانمارك والأوروغواي، ليضمنوا عبورهم من دوري المجموعات.

وقابل أسود التيرانغا المنتخب السويدي في دور الـ16، ونجحوا في التغلب عليه بهدفين لهدف، قبل أن يلاقوا في ربع النهائي المنتخب التركي، الذي كان حصان البطولة الأسود، ففاز عليهم بهدف ذهبي من توقيع إلهان مانسيز خلال شوط المباراة الإضافي الأول.

بعدها بثماني سنوات نجح الفريق الغاني هو الأول في المرور إلى ربع نهائي مونديال جنوب إفريقيا 2010، حين عبر دور المجموعات بأربع نقاط، من فوز على صربيا وتعادل مع أستراليا وهزيمة أمام ألمانيا. ثم قابلوا الولايات المتحدة في ثمن النهائي، وتغلبوا عيها بهدفين لهدف.

وفي ربع النهائي لاقى الغانيون المنتخب الأوروغواني، في مباراة مثيرة للجدل، قاد فيها التعادل الفريقين إلى الأشواط الإضافية، وقبل نهاية الشوط الثاني صدّ اللاعب لويس سواريز بيده كرة غانية كانت متوجهة إلى المرمى حارماً إياهم من الهدف، ومنح الحكم الغانيين ضربة جزاء أضاعها اللاعب جيان أساموا. هذا قبل أن تنهزم غانا خلال ضربات الترجيح بـ4 مقابل 2.

هل يحقّق المغرب استثناء؟

يوم السبت سيقابل المنتخب المغربي في الدور المقبل نظيره البرتغالي، المنتشي بفوز ساحق أمام سويسرا بنتيجة 6 أهداف لهدف. ويطمح الأسود إلى تخطّي هذه العقبة، وتحقيق الاستثناء كأول فريق إفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي المونديال.

وبالنسبة إلى المحلل الرياضي زكرياء حبشي، تبقى حظوظ المنتخب المغربي قائمة في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي. وقال حبشي في حديثه لـTRT عربي: "سبق أن تنبأت على منبركم بأن المغرب سيذهب بعيداً في هذه النسخة من المونديال، وذلك ما برز في نجاحه في إخراج المنتخب الإسباني، بطل العالم في 2010 بقيادة المدرب الكبير لويس إنريكي، من المنافسة. بالتالي فإن حظوظ الأسود تبقى وفيرة في تخطّي عقبة المنتخب البرتغالي، الذي لم يظهر بقوته المعتادة في هذه البطولة".

يضيف حبشي: "في مباراة البرتغال، على أسود الأطلس أن يدخلوا معزَّزين بتاريخهم، فوزهم عليها في ميكسيكو 86، وعليهم تكرار ذلك الإنجاز. كما لا ننسى أن المغرب هُزم فقط بهدف وحيد أمام نفس المنتخب سنة 2018، وفي ذلك كانت البرتغال في كامل قوتها واستطاعت الفوز بكأس أوروبا للأمم. لكن على الأسود أن لا يقعوا تحت الضغط، لكي لا يؤثر ذلك في مردودهم داخل المربع الأخضر".

من جانبه يرى الإعلامي الرياضي أيمن سعدي العبيدي أن المنتخب المغربي قادر على تحقيق المفاجأة. وقال الإعلامي في تصريح خصّ به TRT عربي: "إذا قارنَّا بين المنتخبَين المغربي والبرتغالي، نجد أن للمغاربة الأفضلية، لكونهم منظمين تكتيكياً بتنظيم رائع، وهنا نتكلم عن حنكة المدرب وليد الركراكي الذي كان عاملاً حاسماً في بلوغ المنتخب هذه المرحلة".

يضيف سعدي العبيدي: "هذا عكس المنتخب البرتغالي المصاب بجنون العظمة، بخاصة اللاعب كريستيانو رونالدو الذي إن وجد داخل التشكيلة سيكون عنصر كبح لفاعلية المنتخب الهجومية، وهذا ما يصبّ في صالح أسود الأطلس".

TRT عربي