أرقام مخيفة.. كيف تضاعف إنفاق الدول على السلاح النووي؟ (AA)
تابعنا

بالتزامن مع استمرار الحرب الأوكرانية وما يرافقها من تهديدات موسكو باستخدام ترسانتها النووية في حال قرر الغرب التحرك ضد المصالح الروسية، توقع معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) الاثنين، أن تنمو الترسانات النووية العالمية خلال العقد المقبل لأول مرة منذ الحرب الباردة.

فيما أشارت الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN) في تقريرها الذي نشرته الثلاثاء، إلى أن نادي الدول النووية التسع أنفق العام الماضي نحو 82.4 مليار دولار لتحديث وصيانة ترسانتها الحربية النووية، رغم الجائحة التي شهدها العالم بأسره وما زالت انعكاساتها تؤثّر سلباً في الاقتصاد العالمي برمته.

وقال رئيس مجلس إدارة معهد ستوكهولم ستيفان لوفين، إن "العلاقات بين القوى العظمى في العالم ازدادت تدهوراً في وقت تواجه فيه البشرية والكوكب مجموعة من التحديات المشتركة العميقة الملحَّة التي لا يمكن التصدي لها إلا بالتعاون الدولي".

دول النادي النووي

تمتلك تسع دول، وهي مرتبةً حسب سنة الامتلاك: الولايات المتحدة (1945) وروسيا (1949) وبريطانيا (1952) وفرنسا (1960) والصين (1964) والهند (1974) وباكستان (1998) وكوريا الشمالية (2006)، بالإضافة إلى إسرائيل (1960-1970) التي لا تعترف رسمياً بامتلاكها السلاح النووي، ما يقرب من 13 ألف رأس حربي نووي، سواء كانت هذه الأسلحة منتشرة (صواريخ على الأرض أو البحر أو في الجوّ) أو مخزَّنة.

وقال معهد ستوكهولم إن العدد العالمي للرؤوس الحربية النووية تراجع إلى 12705 في يناير/كانون الثاني 2022، في حين كان 13080 في يناير 2021، ونحو ألفي رأس، كلها تقريباً مملوكة لروسيا أو الولايات المتحدة، في حالة تأهب قصوى.

وتشير الأرقام إلى أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم بإجمالي 5977 رأساً نووياً، أي ما يزيد بنحو 550 على الولايات المتحدة التي تحلّ في المرتبة الثانية.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ عام 1970 انضمّت دول مثل الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، لكن الهند وباكستان وإسرائيل لم تقبل التوقيع عليها، فيما تراجعت عنها كوريا الشمالية عام 2003.

إنفاق عالمي هائل

وفقاً للتقرير الذي نشرته الحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية (ICAN)، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2017، زادت القوى النووية التسع نفقاتها خلال عام 2021 بنحو 9% لتحديث ترساناتها النووية، وقُدّرَ إجمالي النفقات بنحو 82.4 مليار دولار.

وجاء في التقرير الذي صدر الثلاثاء أن الولايات المتحدة أنفقت 44.2 مليار دولار على تحديث وصيانة برنامجها النووي خلال عام 2021 بزيادة قدرها 12.7% على 2020، فيما خصصت الصين 11.7 مليار دولار بزيادة 10.4% لنفس الفترة والغاية.

أما الدول السبع الأخرى فحافظت على نفقاتها أو زادتها بشكل طفيف، أما روسيا وفرنسا وبريطانيا، فبلغت ميزانية العام الماضي 8.6 و5.9 و6.8 مليار دولار على الترتيب.

وبينما زادت باكستان نفقاتها بنحو 100 مليون دولار، من 1.1 مليار دولار مقابل مليار دولار في 2020، خفضت الهند نفقاتها ف من 2.5 مليار دولار عام 2020 إلى 2.3 مليار دولار عام 2021. فيما قدرت "ICAN" ميزانية إسرائيل لبرنامجها النووي العام الماضي بنحو 1.2 مليار دولار، ونحو 642 مليون دولار لبرنامج كوريا الشمالية.

نمو الترسانات النووية العالمية

حسب دراسة أعدها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، من المتوقع أن تنمو الترسانات النووية العالمية للمرة الأولى منذ الحرب الباردة. وأشار المعهد إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان معاً أكثر من 90% من جميع الأسلحة النووية العالمية، فيما تطوّر الدول السبع الأخرى أو تنشر أنظمة أسلحة جديدة.

ونقلت الدراسة عن ويلفريد وان، مدير برنامج أسلحة الدمار الشامل التابع لمعهد ستوكهولم، قوله: "المؤشرات واضحة على أن التخفيضات التي ميزت الترسانات النووية العالمية منذ نهاية الحرب الباردة انتهت"، وأشار وان إلى أن جميع الدول المسلحة نووياً تعمل على توسيع أو تطوير ترساناتها ودورها في استراتيجياتها العسكرية، مع زيادة حدة خطابها النووي. وأضاف: "هذا اتجاه مقلق للغاية".

فيما أكّد المعهد أن الصين على وجه الخصوص، في طريقها إلى توسيع ترسانتها النووية بشدة، مع صور الأقمار الصناعية التي تشير إلى بناء أكثر من 300 صومعة صواريخ جديدة، فضلاً عن الاعتقاد السائد بتخصيص عدة رؤوس حربية نووية إضافية العام الماضي لقوات عمليات الجيش الصيني، التي تسلمت قاذفات وغواصات جديدة.

TRT عربي