أندية ونجوم ومليارات.. تعرّف التنافس القطري-الإماراتي في كرة القدم العالمية (AS Sports)
تابعنا

تصاعدت وتيرة المنافسة بين الدوحة وأبو ظبي على صعيد كرة القدم العالمية وذلك بعد امتلاك منصور بن زايد آن نهيان، الملياردير والمسؤول الحكومي وشقيق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2008، ثم تبعه شراء "صندوق قطر السيادي" متمثلاً في رجل الأعمال والملياردير القطري ناصر الخليفي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي عام 2011.

وفي طي المنافسة الرياضية، ذات الأبعاد السياسية، احتدم صراع النفوذ بين الناديين مع حرص كل نادٍ على ضم أبرز نجوم كرة القدم العالمية إلى صفوفه، بُغية نقل فرقهم إلى مصاف الأندية الأولى أوروبياً وعالمياً.

صراع القوة الناعمة

رغم اختلاف البلدين حول العديد من القضايا والملفات الإقليمية، والتي تفاقمت إلى حد نشوب الأزمة الخليجية عام 2017، غير أن قطر والإمارات اتفقتا على شيء واحد، وهو أهمية الساحرة المستديرة في كسب النفوذ والشعبية والجماهيرية في إطار ما يعرف بالقوة الناعمة.

ويصف الكاتب والناقد الرياضي البريطاني أوليفر كاي، المباريات التي تجمع فريقي مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان بـ"ديربي البترودولار الكبير"، مُضفياً بُعداً تحليلياً جيوسياسياً على المنافسة القائمة بين الدوحة وأبو ظبي داخل المستطيل الأخضر.

ففي مقال نشره الناقد الرياضي الشهير في صحيفة "التايمز" البريطانية، برهَن كاي حول كيفية تحوّل كرة القدم الأوروبية إلى أداة للترويج للطموحات العالمية.

ولفت الكاتب إلى أنه ليس بالضرورة أن يبتغي المستثمرون في الرياضة تحقيق مكاسب مالية أو مردوداً مادياً، بل يعتبِر قطر والإمارات "في مسعى للترويج لبلديهما ورؤيتيهما المختلفتين حول مستقبل الخليج".

كما يمكن اعتبار التنافس القطري-الإماراتي في ساحات البساط الأخضر العالمية كمحاولة كلتي البلدين الخليجيتين لتقديم صورة إيجابية والترويج لنفسيهما "كوجهات استثمارية آمنة، وتقوية القطاعات البعيدة عن النفط، كالسياحة والعقارات مثلاً"، وذلك حسب كريستوفر ديفيدسون، الخبير في سياسات الشرق الأوسط.

فصل جديد من المعركة الطاحنة

مع بداية الأزمة الخليجية وفرض الحصار على قطر عام 2017، لم يمضِ سوى شهرين بعدها ليعلن ناصر الخليفي توقيع صفقة غير مسبوقة مع النجم البرازيلي نيمار، لينتقل حينها الأخير إلى صفوف فريق باريس سان جيرمان مقابل 222 مليون يورو، لتصنَّف الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم.

وشهدت المعركة المحتدمة عديداً من الفصول، أبرَمت خلالها أبو ظبي متمثلةً في خطوط طيران الإمارات عقود رعاية مع كبار الأندية الأوروبية من ضمنها أرسنال الإنجليزي، وريال مدريد الإسباني، وهامبورغ الألماني، وميلان الإيطالي.

من جانبها أبرمت الخطوط الخطوط الجوية القطرية عقوداً لرعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إضافة إلى أندية روما الإيطالي وبوكا جونيورز الأرجنتيني.

كما ظهرت مواقف مغايرة من إدارة ناديي مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان إزاء مقترح إقامة بطولة "دوري السوبر الأوروبي"، الذي هدف إلى إقامة بديل لدور أبطال أوروبا، وعوقب على إثرها مقترحي البطولة من قِبل الفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وكان السيتي قد أيّد إقامة البطولة الجديدة بينما عارض باريس الفكرة، ما اعتبره محللون أنه زاد من نفوذ الأخير على صعيد كرة القدم العالمية، ووضع الإدارة الإماراتية لنادي السيتي في موقف محرج أمام الفيفا.

وخلال الأشهر الأخيرة، اقترن اسم أسطورتي العصر ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو بصراع استحواذ النجوم بين مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، حيث تهافت الناديان على توقيع صفقات لانتقال اللاعبين إلى صفوفهما.

ونجحت إدارة نادي عاصمة الأنوار الفرنسية خلال شهر أغسطس/آب الجاري في ضم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، في صفقة انتقال حر بعقد يمتد لموسمين.

بينما يترقّب محللون رياضيون حدوث مفاجأة مدوية خلال الأسبوع الجاري والأخير قبل انتهاء موسم الانتقالات الصيفية، حيث انتشرت أنباء تفيد بأن "الدون" رونالدو يرغب في مغادرة نادي السيدة العجوز الإيطالي يوفنتوس.

واتفق أغلب الخبراء الرياضيين على أن صفقة انتقال النجم البرتغالي لن تخرج عن باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، اللذين يعتبران الأندية الوحيدة حول العالم التي يمكنها تحمّل الراتب السنوي لرونالدو، والذي يُقدَّر بنحو مليون يورو.

ويُنتظر أن تُحسم صفقة رونالدو لتكتب فصلاً جديداً في صراع الريادة والنفوذ القطري-الإماراتي في ساحات المستطيل الأخضر.

TRT عربي