لحظة الإفراج عن عدنان سيد.  (Reuters)
تابعنا

حكمت هيئة المكمة في مدينة بالتيمور الأمريكية، بولاية ميريلاند، بالإفراج عن عدنان سيد، الذي حكم عليه بالسجن 30 عاماً بتهمة قتل صديقته هاي مين لي عام 1999. ذلك بعد أن ألقى بودكاست "سيريال" المختص في قصص الجرائم الضوء على قضيته، مبرزاً بعض الثغرات التي شابت قرار العدالة الأمريكية وقتها.

هذا وقد أثَّرت قضية عدنان سيد في عدد من جمهور البودكاست المذكور، الذين تحولوا بدورهم إلى ما يشبه المحققين الخاصين، لافتين دفاع المتهم إلى معطيات جديدة في القضية، ما دفعهم إلى مطالبة المحكمة بإعادة فتح التحقيق فيها على ضوء تلك المستجدات.

المحكمة تقرر إسقاط الإدانة

ودام تحقيق هيئة الادعاء في بالتيمور عاماً كاملاً، وإثره استقر القضاء على إسقاط الإدانة التي صدرت في حق عدنان سيد، بعد أن قضى 23 عاماً خلف القضبان في جريمة لم يرتكبها. وقال الادعاء في طلب بإسقاط الإدانة، قدمه الأربعاء الماضي، بأنه يشك في "نزاهة الإدانة" في حق عدنان، وأنه قد عُثر على "أدلة جديدة" ترجح احتمال تورط شخصين آخرين في جريمة قتل هاي مين لي.

ووافقت، الاثنين، إحدى القاضيات على طلب المدعية العامة ببالتيمور، مارلين موسبي، التي شددت على فكرة أنّ القضاء "لم يعلن بعد براءة سيد"، مشيرةً إلى أنها ستنتظر نتائج تحليل الحمض النووي الذي أُجري بشكل إضافي على الأدلة الجديدة، قبل أن تقرر ما إذا كانت ستسقط التهم الموجهة. وأمام المدعية العامة مهلة شهر واحد لتحسم في هذا الأمر.

وحسب ما أوردته المدعية العامة سابقاً، فإن موافقة المحكمة على طلبها سيسقط الإدانة في حق عدنان سيد، ويخضعه لمحاكمة جديدة وفق مستجدات القضية.

برّأه بودكاست

وفي عام 1999، أدين عدنان سيد بجريمة قتل لصديقته الشابة هاي مين لي، ذلك بعد أن عثر على الضحية نصف مدفونة في غابة بمدينة بالتيمور. وقالت رواية الادعاء وقتها بأن الشاب المسلم لم يتحكم في مشاعره بعد هجر صديقته، فقرر الانتقام منها بقتلها خنقاً.

ودافع عدنان سيد عن براءته طيلة أطوار التحقيق والمحاكمة، منكراً أنه الضالع في قتل مين لي. وفي عام 2014، أعاد بودكاست "سيريال"، المختص في إجراء وثائقيات عن جرائم القتل، تسليط الضوء على جريمة القتل والثغرات التي شابت الحكم فيها.

تقول سارة كوينغ، مذيعة بودكاست "سيريال"، في حديثها عن القضية: "للحظة أصبحت مهووسة بالسؤال: أين يمكن لطالب في الثانوية أن يقضي ساعة بعد الدرس سنة 1999؟ لست محققاً خاصاً أو حتى صحافية جنائية، ولكن، في كل يوم كنت أحاول تجميع حجج تبرر غياب صبي يبلغ من العمر 17 عاماً (وقت وقوع الجريمة)".

وكانت هناك شهادة سابقة لفتاة، قالت إنها رأت عدنان في قاعة المكتبة في نفس التوقيت المحتمل للجريمة. شهادة تم تحاشيها أثناء التحقيق، لكن فريق عمل البودكاست المذكور اتخذها الخيط الأبرز للسعي وراء إثبات براءة المتهم. ومن بين البدائل التي قدمها تحقيق البودكاست هو اعتداء راهب عليها أو أن الأمر يتعلق بمغتصب متسلسل.

TRT عربي