والد الشاب المغربي الطاهر سعدون نفى بأن يكون ابنه "مرتزقاً"  (AFP)
تابعنا

نطقت المحكمة العليا بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، الموالية لموسكو بشرق أوكرانيا، حكمها بالإعدام في حق ثلاثة مقاتلين أجانب ألقت مليشياتها الانفصالية عليهم القبض خلال المعارك في ماريوبول شهر أبريل/نيسان الماضي.

من بين هؤلاء المقاتلين كان المواطن المغربي، البالغ من العمر 21 سنة، إبراهيم السعدون. والذي جرت متابعته بتهم الارتزاق و "السعي للاستيلاء على السلطة والإطاحة بالنظام الدستوري لمجلس النواب الشعبي". فيما اعتبرت الخارجية البريطانية ذلك "حكماً صورياً"، نافية أن مواطنيها والمواطن المغربي كانوا مرتزقة، وطلبت تطبيق معاهدة جنيف لأسرى الحرب في حقهم.

هذا وذكرت وكالة تاس للأنباء أن الرجال الثلاثة قالوا إنهم سيستأنفون الحكم خلال شهر، بعد أن خلصت المحكمة إلى أن الرجال الثلاثة مذنبون لاتخاذ إجراء في اتجاه الإطاحة العنيفة بالسلطة، وهي جريمة يعاقب عليها بالإعدام في الجمهورية غير المعترف بها.

"ابني ليس مرتزقاً!"

وحسب الغارديان البريطانية، نفت أن يكون المحكومون بالإعدام مرتزقة لأوكرانيا، بل قالت إنهم عملوا في قوات الجيش الأوكراني، في سلاح مشاة البحرية، مما يدخلهم تحت حماية اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب.

ويؤكد أحد أصدقاء الشاب المغربي أنه التحق بالجيش الأوكراني كجندي وليس كمرتزق مضيفاً "أنشأ (إبراهيم) علاقات صداقة مع بعض العسكريين البريطانيين ساعدوه في الالتحاق بالجيش، وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 انضم إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

وفي تصريح لموقع "اليوم 24" المغربي، نفى والد المحكوم عليه بالإعدام، الطاهر سعدون، بأن يكون ابنه "مرتزقاً" معللاً ذلك بكونه قد حمل الجنسية الأوكرانية عام 2020. وقال سعدون: "ابني لم يقاتل يوماً في صفوف الجيش الأوكراني ولم يكن يوماً مرتزقاً كما يجري الترويج له. إبراهيم سعدون حامل للجنسية الأوكرانية لأنه طالب بالمعهد الوطني ديالكتيك لعلوم الفضاء بمنحة مقدمة من المعهد نفسه".

ويضيف والد الشاب أن ابنه يتحدث لغات أجنبية منها الإنجليزية والروسية بطلاقة، ما دفع الجيش إلى الاستعانة بترجمته رفقة باقي طلبة المعهد السالف الذكر، يقول "اضطر ابني للعمل كمترجم داخل الجيش الأوكراني، كما أنه لم يوقع أي عقد من أجل القتال معهم".

أما عن كيفية اعتقال ابنه، يقول الطاهر سعدون بأنه "سلم نفسه وفق اتفاق مسبق" مع المليشيات الانفصالية، ولم يُعتقل.

ويضيف: "ابني كان رفقة بعض الطلبة بزي عسكري، يقتنون بعض المنتوجات الأساسية بأحد المتاجر الغذائية، المملوك لسيدة أوكرانية مسنة وابنتها. حين ناشدها إبراهيم مساعدته لمغادرة المنطقة، لاسيما وأن الجنود الروس قريبون جداً من المكان، وافقت السيدة على الفور، وأكدت له أنها ستخبر الطرف الآخر، بذلك".

و "جاء الجواب وأخبروهم أنه يمكن مغادرة المنطقة الخطرة، شريطة أن يلبسوا لباساً مدنياً، من أجل السماح لهم بمغادرة المكان مع المدنيين، لكن ما حدث لم يكن في حسبان سعدون والآخرين، فقد جرى إلقاء القبض عليه وهو يسلم نفسه على أساس اتفاق مسبق" وفق رواية والد الشاب المعتقل.

من طالب إلى محكوم بالإعدام

يبلغ إبراهيم سعدون من العمر 21 عاماً، وهو طالب بكلية علوم الفضاء في كييف، حيث يؤكد والده بأنه "اجتاز عدة مباريات بغية متابعة الدراسة في هذا المعهد الهام (...) وأوكرانيا تستضيف هذا المعهد على أراضيها لكنه ليس في ملكيتها، كما أن الطلاب يتابعون دراستهم في هذا المعهد من جنسيات أجنبية مختلفة".

وفي أبريل/نيسان الماضي، نشرت وسائل إعلام روسية مقاطع فيديو تُظهر احتجاز ابراهيم سعدون لدى قوات موالية لموسكو. وبعدها، مطلع يونيو/حزيران الجاري، نشرت مقاطع فيديو تُظهر الشاب المغربي، رفقة البريطانيين المحتجزين معه، داخل ما يبدو أنه قفص اتهام بإحدى المحاكم شرق أوكرانيا.

وفي تصريح له لموقع "اليوم 24" المغربي، نفى الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى باتياس علمه "بأي شيء بخصوص هذا الموضوع من أي طرف كان". فيما شدد والد الشاب المحتجزز بأن ملف ابنه بتفاصيله "على طاولة ناصر بوريطة وزير الخارجية"، وأن "المغرب على علم بحيثيات هذا الملف".

TRT عربي