ضبطت السلطات التركية في أغسطس/آب 2021 كمية من الأسلحة والذخائر خلال عملية ضد تنظيم PKK الإرهابي، بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد. (AA)
تابعنا

سلاسل المجازر وجرائم الحرب بحق المدنيين في سوريا، التي سلّط تقرير "الغارديان" الأخير الضوء على إحداها، لم تكن حكراً على نظام الأسد وداعميه، بل كان للتنظيمات الإرهابية الأخرى، وعلى رأسها تنظيم PKK وذراعه السورية YPG/PYD، دور بارز فيها طوال السنوات الـ11 الماضية.

لكن أبرز ما يميز المجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها تنظيم PKK الإرهابي أنها ارتُكبت بسلاح أوروبي وأمريكي، ناهيك بأفراد من التنظيم تلقوا تدريبات عسكرية مكثفة من هذه الدول. فعلى الرغم من أن معظم هذه الدول الغربية تعترف بـPKK تنظيماً إرهابياً، فإنها في نفس الوقت زوّدَته بسهولة بأسلحة عديدة ومتنوعة طوال السنوات الماضية، بحجة أنه يحارب تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.

وبينما يُزوَّد تنظيم PKK الإرهابي في العراق بأسلحة روسية الصنع معروفة بأنها أكثر فاعلية ورخيصة، فإن ذراعه في سوريا تحصل بسهولة على أسلحة من بلدان غربية عديدة، كالولايات المتحدة وألمانيا.

قائمة طويلة للأسلحة الغربية

قال عضو هيئة التدريس بجامعة "بهجة شهير" عبد الله آغار: "الهيكل العراقي لتنظيم PKK الإرهابي يصل إلى أسلحة روسية أكثر، ويتواصل التنظيم أيضاً مع الدول الغربية للحصول على الأسلحة، بخاصة الأمريكية الصنع".

وأضاف آغار: "نشاهد أسلحة من أصل أمريكي وألماني وإيطالي وسويدي من حين إلى آخر"، مشيراً إلى أن الفرع السوري لتنظيم PKK الإرهابي لديه أيضاً مركبات مدرعة وعربات مجنزرة، ومدافع هاون وبنادق مشاة أمريكية الصنع، بالإضافة إلى الألغام السويدية المضادة للدبابات والألغام الإيطالية.

وبحوزة التنظيم أيضاً صواريخ "جافلين" الأمريكية المضادة للدبابات، التي ورد ذكرها كثيراً في الحرب الروسية-الأوكرانية، إلى جانب عديد من أنظمة الأسلحة الموجهة والمضادة للدبابات كصواريخ "ميلان" ألمانية الصنع، وفقاً لما قاله آغار.

يُذكر أن أكبر دعم لتقوية التنظيم الإرهابي، الذي ينفّذ هجمات إرهابية في تركيا منذ 1984، يأتي من الدول الغربية التي تحتضن قيادات وأعضاء التنظيم وتقدّم لهم الدعم المالي والإعلامي وتغضّ الطرف عن مشاركة أشخاص يحملون جنسيتها بالذهاب والقتال في صفوف التنظيم.

الذراع السورية تحظى باهتمام أكبر

يتعامل الغرب بنهج مختلف مع ذراع التنظيم الإرهابي في سورياً، الأمر الذي أكده عبد الله آغار بقوله: "نرى أنهم يقدمون كل أنواع العتاد لتنظيم PKK الإرهابي متذرعين بكذبة أنهم يدعمونه لمحاربة داعش فوق الأراضي السورية".

ولا يقتصر الدعم الأوروبي والأمريكي على الأسلحة، بل يمتد ليصل إلى أن بعض الدول يدرّب ويعلّم الإرهابيين استخدام هذه الأسلحة، وقال آغار: "نرى ثلاثة عناصر من القوات الخاصة في الميدان بإصرار: القوات الخاصة الأمريكية، والقوات الخاصة الفرنسية، والقوات الخاصة البريطانية. وبالطبع عناصر من دول أخرى لكن بمستويات أقل".

وعلى الرغم من أن تنظيم PKK الإرهابي لا يمتلك مروحيات ولا طائرات، يُذكَر أن الولايات المتحدة درّبَت بعض منتسبي التنظيم على استخدام وقيادة المروحيات والطائرات.

والولايات المتحدة، التي جرَّت المنطقة إلى فوضى كبيرة بعد غزو العراق عام 2003، لم تتوانَ عن دعم التنظيم الإرهابي عسكرياً ومالياً وتدريبياً، وفتحت مساحة جديدة له لاستهداف تركيا منذ ذلك الحين.

تركيا تضيّق الخناق على التنظيم

استمرت الدول الغربية، التي طالما امتنعت عن دعم حرب تركيا ضد الإرهاب، في زيادة شحنات الأسلحة إلى تنظيم PKK الإرهابي وذراعه السورية، فيما استُخدامت الأسلحة التي قدمها الغرب للإرهابيين تحت قناع محاربة داعش، في عديد من هجمات التنظيم الإرهابية ضد المدنيين والشرطة والجنود في تركيا.

ورغم كل الدعم المقدَّم على شكل أسلحة وتدريب عسكري وحتى دعم استخباراتي، نجحت تركيا في تضييق الخناق على التنظيم، داخل حدودها وخارجها في العراق وسوريا، من خلال العمليات الأمنية والعسكرية التي تطلقها من فترة إلى أخرى.

وخلال العمليات الداخلية ضد التنظيمات الإرهابية عام 2021، ضبطت قوات الأمن والجيش التركي نحو 1005 قطع سلاح، و924 قنبلة يدوية، و145 ألفاً و540 قطعة ذخيرة مختلفة، إلى جانب 6.3 طن من المتفجرات، ونحو 312 قنبلة متفجرة ولغماً يدوياً.

وعلى ضوء أعداد الأسلحة المضبوطة العام الماضي في العمليات المحلية التي كشفت حجم وخطورة الوضع، شدّد الخبراء على ضرورة استمرار محاربة الإرهاب وتدمير عناصره بغضّ النظر عمّن وراءه.

TRT عربي