تابعنا
يقود شبابٌ أردنيون حملة مقاطعة إسرائيل، مطلقين حملاتٍ متنوّعة بهدف الضغط على الحكومة لوقف التعامل التجاري مع إسرائيل.

عمّان ـــ لا ينفكّ الشابّ الأردني محمد العبسي (34 عاماً) يصل الليل بالنهار للضغط على الحكومة الأردنية لوقف استيراد الغاز من إسرائيل، في سباق محموم مع الوقت قبل بدء عمليات الضخّ في بداية العام.

تنصّ الاتفاقية على استيراد الأردن غازاً لمدة 15 عاماً، بكلفة كلفة 10 مليارات دولار، ستحصل إسرائيل منها على 8 مليارات دولار نظير تزويد الأردن بـ300 مليون متر مكعب من الغاز يوميّاً اعتباراً من تاريخ بدء السريان في عام 2020.

ينخرط العبسي وعشرات الشباب الأردنيين في عدد من حركات المقاطعة على الساحة الأردنية والعربية، من أبرزها: حملة "غاز العدو احتلال"، وتجمُّع "اتحرك" لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع"، و"لجان المقاطعة العربية"، هدفهم الوحيد "مقاطعة إسرائيل".

ورغم مرور ربع قرن على اتفاقية "السلام" بين الأردن وإسرائيل، فإن التطبيع الشعبي ما زال محدوداً، ويقتصر على حالات فردية، تحاول حملات شعبية وحزبية ونقابية تشكيل حائط صدّ أمام أي محاولات للتطبيع في مجالات ثقافية واقتصادية ورياضية وسياسية.

يقول العبسي لـTRT عربي: "نحاول دائماً التوعية ونشر فكر المقاطعة، وقد اسهمت هذه الحملات كثيراً على المستوى المحلِّي والعالَمي، مِما دفع الاحتلال إلى صرف مليارات في مواجهة هذه الحملات، مثل حملة بي دي إس، التي أضرت بمصالح الاحتلال الاقتصادية والسياسية".

وحسب العبسي، فإن "جلّ حركات المقاطعة من الشباب الأردنيين المستقلين والمنضوين تحت أحزاب ونقابات، تقاوم أشكال التطبيع كافة، من مقاطعة البضائع والشركات، والتطبيع في مجالات الثقافة والرياضة والفن، من خلال مخاطبة الجهات التي تطبّع في محاولة لثنيها عن ذلك، وقد نجحنا في كثير من المجالات".

ويرى العبسي أن "هذه الحملات شكّلَت حائط صدّ بين المجتمع الأردني ومحاولات التطبيع، إذ يحاول الاحتلال إدماج نفسه مع المجتمعات العربية، وهنا يأتي دورنا في التصدي لذلك".

واستطاعت الحملات مع مرور الوقت، ثني فنانين أردنيين عن إحياء حفلات في إسرائيل، وإلغاء مؤتمرات تطبيعية في الأردن كان آخرها إلغاء مؤتمر في نوفمبر/تشرين الثاني، كان مقرراً عقده في العاصمة عمان تحت عنوان "السلام بين الأديان" بمشاركة وفد إسرائيلي.

يهدف الشباب إلى تشكيل حالة وعي لدى نظرائهم في المجتمع الأردني. آية العزة (30 عاماً) تنشط هي الأخرى في حملات مقاومة التطبيع في الأردن، وحسب العزة "نفّذ الشباب الأردني جولات على محلات الخضار التي تبيع منتجات صهيونية، وتجاوب أصحاب هذه المحلات مع الحملة".

تقول العزة لـTRT عربي: "ننشط حاليّاً في حملة غاز العدو احتلال، لوقف ضخّ الغاز المنهوب من فلسطين إلى الأردن، لما له من أبعاد أخلاقية واقتصادية، وتكبيد البلاد مزيداً من الديون، ورهن طاقتنا بيد الاحتلال".

تتلقى العزة الدعم من عائلتها في نشاطها بالحملات المقاطعة، وتدعو شباب الأردن للتصدي لأي محاولات للتطبيع في المجتمع الأردني.

ويضع شباب أردنيون ملصقات على محلات تجارية، ضمن حملة أطلقوا عليها اسم "استحي" لمقاطعة البضائع الإسرائيلية في الأسواق الأردنية، تضمنت احتجاجات أمام محلات تبيع مُنتَجات إسرائيلية، منفِّذين اعتصامات ووقفات احتجاجية أمام مؤسسات حكومية والبرلمان في محاولة للضغط على صانع القرار الأردني للتراجع عن مشروعات اقتصادية مع الاحتلال.

جواد دويدار (37 عاماً)، الذي يقطن في مخيم البقعة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في الأردن، يرى أن "شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً كبيراً في نضال الشباب الأردني ضدّ التطبيع، ويسارع الشباب إلى نشر قصص لأشخاص طبّعوا، مِمَّا يدلّ على أن لحركات المقاطعة تأثيراً قويّاً، في وقت تدعم فيه الحكومات العربية التطبيع".

وحسب دويدار فإن "توقيع معاهدة السلام بين الأردن والاحتلال دفع الشباب الأردني إلى بذل جهد أكبر في مقاومة التطبيع، ويفرض عليهم دوراً كبيراً في محاولة التوعية من خلال الحملات على الأرض أيضاً".

حملات يرى أمين عامّ حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب، أنها "استطاعت خلق حالة وعي لدى المجتمع الأردني ضد مخاطر التطبيع، والحدّ من انتقال التطبيع من الجانب الرسمي إلى الجانب الشعبي، ووضعت الحكومة الأردنية في زاوية ضيقة من خلال الحشد المتنامي وتجاوب شركات وشخصيات مع الحملة لوقف عمليات التطبيع".

25 عاماً على اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل، ربع قرن من "السلام" لم يكُن كفيلا بفرض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على الشارع الأردني، الذي لم يلبث يطالب بإلغاء اتفاقية السلام، ووقف أشكال التعامل كافَّةً مع إسرائيل.

ربع قرن على اتفاقية "السلام" بين الأردن وإسرائيل لم يكُن كفيلا بفرض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على الشارع الأردني (TRT Arabi)
ينخرط الشاب الأردني العبسي وعشرات الشباب الآخرين في عدد من حركات المقاطعة على الساحة الأردنية والعربية (صفحة "اتحرّك")
استطاعت الحملات مع مرور الوقت، ثني فنانين أردنيين عن إحياء حفلات فيإسرائيل، وإلغاء مؤتمرات تطبيعية في الأردن (TRT Arabi)
ينشط الشباب حاليّاً في حملة غاز العدو احتلال، لوقف ضخّ الغاز المنهوب من فلسطين إلى الأردن، لما له من أبعاد أخلاقية واقتصادية (صفحة "غاز العدو احتلال")
TRT عربي