الشرطة الأمريكية لديها سجل حافل بقتل أشخاص باستخدام الرصاص والضرب والتقييد والخنق والصعق الكهربائي (AA)
تابعنا

أوصت وزارة الخارجية التركية الأحد، مواطنيها المقيمين في الولايات المتحدة بتوخّي الحذر خلال تنظيم مظاهرات وفاعليات كبيرة في مكان إقامتهم، كما أوصت بتجنُّب المظاهرات والفاعليات الكبيرة لغير الضرورة، بسبب احتمال تعرُّضهم للعنف في هذا النوع من الأحداث التي يصعب السيطرة عليها.

ودعت الخارجية موطنيها إلى تجنُّب مواقع الازدحام، والابتعاد عن مناطق الاحتجاج والتظاهر، وإبلاغ أقاربهم بمكان وجودهم، ومتابعة وسائل الإعلام لمعرفة التطورات الفورية المحتملة.

تجدر الإشارة إلى أن الشرطة الأمريكية لديها سجل حافل بقتل أشخاص باستخدام الرصاص الضرب والتقييد والخنق والصعق الكهربائي، بالإضافة إلى استخدامها الغاز والرصاص المطّاطي في فضّ الاحتجاجات، رغم اتخاذ القوات الأمنية الأمريكية احتياطاتها في الاحتجاجات في مثل هذه التجمعات.

ثلاثة قتلى كل يوم

تحت عنوان "لا تقدم من جورج فلويد" أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن الشرطة الأمريكية تقتل أشخاصاً كل يوم بالمعدل. وعلى الرغم من التقدُّم الضئيل الذي أحرزته الولايات المتحدة في منع الوفيات على أيدي سلطات إنفاذ القانون، خلال العامين الماضيين منذ مقتل جورج فلويد، يواصل ضباط الشرطة في أمريكا قتل الناس بمعدل ينذر بالخطر، مما يثير مخاوف حقيقية بشأن خطة الإدارة الأمريكية لتوسيع استثمارات الشرطة وسط مخاوف متزايدة بشأن الجريمة.

قتلت الشرطة الأمريكية 249 شخصاً خلال العام الجاري حتى 24 مارس/آذار الماضي، بمتوسط نحو ثلاث حالات يومياً. فيما يرى المراقبون أن وعود عام 2020 بالإصلاحات المنهجية لم تحرز أي تقدم، رغم التقدم الضئيل في منع الوفيات على أيدي سلطات إنفاذ القانون في العامين الأخيرين.

ووفقاً لمجموعة "Mapping Police Violence"، وهي مجموعة بحثية غير ربحية، قتلت الشرطة ما يقرب من 1100 شخص كل عام منذ عام 2013. في عام 2021 قتل ضباط الشرطة 1136 شخصاً، وهو أحد أكثر الأعوام دموية على الإطلاق في الولايات المتحدة.

"حياة السود مهمة"

على الرغم من التنوع بين الجماعات التي تعرضت لوحشية الشرطة في الولايات المتحدة، فإن الغالبية العظمى من الضحايا كانوا أمريكيين من أصل إفريقي. في تقدير معظم الخبراء، فإن العامل الرئيسي الذي يفسّر هيمنة الأمريكيين الأفارقة بين ضحايا وحشية الشرطة هو العنصرية المضادة للسود بين أعضاء أقسام الشرطة البيضاء في الغالب.

ووفق معلومات جمعها موقع "خرائط الشرطة الأمريكية"، المتخصص برصد انتهاكات العنف للشرطة المحلية، يتعرض السود، الذين يشكّلون 13.4% فقط من سكان البلاد، لعنف الشرطة أكثر من البيض مرتين ونصفاً.

ولكثرة الانتهاكات بحقّ المواطنين الأمريكيين من أصل إفريقي، تقود منظمة "حياة السود ذات قيمة" التي تأسست عام 2013، مظاهرات دورية في عديد من المدن الأمريكية ودول عديدة حول العالم لمناهضة العنصرية والتمييز والمطالبة بوضع حدّ لعنف الشرطة تجاه السود، تحت شعار "حياة السود مهمة".

وبينما تحولت الاحتجاجات التي اجتاحت الولايات المتحدة عقب مقتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد الشرطة في مايو/أيار إلى أحداث عنف بين المحتجين والشرطة، تَجمَّع مئات المحتجين حول البيت الأبيض مرددين شعارات من قبيل "العدالة لفلويد"، و"لا سلام بلا عدالة" و"لا أستطيع التنفس" و"حياة السود مهمة".

عنف مفرط

قالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها نشرته في 4 أغسطس/آب 2020 إن الشرطة الأمريكية ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان خلال المهام التي أدّتها للتصدي للمتظاهرين ضد العنصرية خلال الأشهر التي أعقبت مقتل فلويد.

وأشار التقرير إلى أن قوات الأمن الأمريكية كرّرت استخدام العنف الجسدي، وكذلك موادّ كيميائية مثل الغاز المسيل للدموع، وأيضاً رذاذ الفلفل الحارّ، لتفريق احتجاجات سلمية خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران 2020. فيما أدانت المنظمة استخدام الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل في أوج أزمة كوفيد-19، مشيرة إلى أن ذلك يجبر المتظاهرين على خلع الكمامات لإزالة تلك المواد عن وجوههم.

جاء في التقرير أيضاً أن المنظمة سجلت "عنفاً مفرطاً، في الغالب، وغير متناسب" في 125 حالة بـ40 ولاية أمريكية وفي العاصمة واشنطن، لافتاً إلى أن الضحايا لم يكونوا متظاهرين فحسب، بل من قوات الإنقاذ وصحفيين.

يُذكر أيضاً أن طاقم قناة تي آر تي وورلد TRT WORLD التركية الناطقة باللغة الإنجليزية، نال نصيبه من عنف الشرطة الأمريكية خلال تغطيته الاحتجاجات التي أشار إليها التقرير، إذ أُصيبَ ثلاثة أفراد من طاقمها العاملين في الولايات المتحدة في أثناء فضّ الشرطة للاحتجاجات.

TRT عربي