الفهود الوردية.. ماذا تعرف عن أشهر وأمهر عصابات السرقة بالعالم (Parisien Magazine)
تابعنا

منذ سنوات طويلة، تلاحق أجهزة الشرطة الدولية الإنتربول وعناصر الأجهزة الأمنية، أفراد عصابة "الفهود الوردية" التي ارتكبت العديد من عمليات السرقة لمنازل أثرياء ومتاجر ومحلات للمجوهرات والألماس، في عدة عواصم ثرية حول العالم، كباريس وواشنطن ودبي وغيرها الكثير.

ورغم النجاح في القبض على بعض العناصر المتهمين، فإن الكثير منهم لا يزالون أحراراً، ويلفتون أنظار العالم بشكل مرعب لعمليات السرقة التي قاموا بها في بضع ثوان، وأظهرت عبقرية إجرامية وخفة ألهمت الكثير من الشبكات والعصابات الإجرامية حول العالم.

ما قصة الفهود الوردية؟

انطلاقاً من حيلها المستوحاة من الفيلم الشهير "عودة النمر الوردي" أطلق عليها تسمية عصابة "الفهود الوردية". وتُعد من أشهر العصابات في العالم المتخصصة في سرقة المجوهرات والماسات وخزائن الذهب والنقود، التي تعود بداية ظهورها إلى عام 2003.

وتضم هذه العصابة مئات من الأشخاص والمجرمين من جنسيات مختلفة، وأغلبهم من بلدان شرق أوروبية كصربيا وكرواتيا ويوغوسلافيا، وفق ما أشارت إليه التقارير الأمنية.

ويعمل بعضهم في وظائف متواضعة، كعمال نظافة وبائعين متجولين وعمال محلات تجارية وغيرها، ولايخضعون في الغالب إلى قائد أوهيكل معين، وقد تربط بعضهم قرابة ما.

وأظهرت العمليات التي قامت بها الفهود الوردية، حرفية إجرامية كبيرة. إذ يتمتع أغلبهم بلياقة بدنية وهم متمكنون من فنون قتالية وعسكرية، تمكنهم من السرقة في بضع ثوان وسط دهشة الجميع.

كما أنهم يملكون دهاءً كبيراً في التخطيط، ورصد الأماكن المحيطة بهدفهم وكافة التحركات الأمنية المتوقعة.

ولمكافحة هذه العصابة والإيقاع بها، أنشأت الشرطة الدولية الإنتربول وحدة خاصة تسمى "مشروع الفهود الوردية"، تمكنت لاحقاً من تحديد أكثر من 300 هجوم في حوالي 35 دولة حول العالم منذ عام 1999. كما يشتبه بانتماء أكثر من 800 شخص إلى الفهود الوردية تمكنوا من جمع ثروات طائلة بشكل مدهش.

وعقب الملاحقات المكثفة والعديد من المداهمات، تمكنت الأجهزة الأمنية المحلية في عدة بلدان، والأجهزة الدولية من إلقاء القبض على بعض العناصر المتورطين في سرقات ضمن مجموعة الفهود الوردية. ولكن بعضهم تمكن من الفرار من السجن بنجاح.

وقد تحدثت في هذا السياق تقارير أمنية، أن أحد الفهود الوردية نجح في الفرار من احد السجون الفرنسية عام 2005 عن طريق التزحلق على أحد السلالم، بعد أن قام بقية الأعضاء بقتل حارس السجن الذي كان يعترض طريقه للهرب.

ولاحقاً عام 2013، أعلنت الشرطة السويسرية أيضاً هروب أحد أفراد العصابة سيئة السمعة، من سجونها شديدة الحراسة، وذلك عبر تسلق الجدران، وتهديد الحراس بالأسلحة، وساعده في ذلك مجموعة من الملثمين.

أشهر سرقات القرن

كان أول ظهور للفهود الوردية عام 2003 في مدينة لندن، عندما سُرقت مجوهرات بقيمة 500 ألف جنيه استرليني. وحفز نجاح هذه العملية أفراد العصابة لتكرارها مرة أخرى في لندن عام 2005، وسُرقت آنذاك مجوهرات تعادل تقريباً مليون جنيه استرليني.

ومن لندن، إلى العاصمة اليابانية طوكيو، حيث غنمت الفهود الوردية من سطوها على متاجر المجوهرات هناك، حوالي 3 ملايين دولار، وكانت تلك إحدى أكبر عمليات السرقة في تاريخ اليابان.

وبما أن عصابة الفهود الوردية كانت بين الشبكات الإجرامية في العالم التي تتقفى العواصم الثرية وتنفذ فيها أكبر عملياتها، فإن الوجهة يوم 15 أبريل/نيسان 2007 كانت إلى دولة الإمارات، وبالتحديد إلى مركز تسوق في دبي يضم أكثر من 30 محلاً للمجوهرات، جُردت في ثوان قليلة، مما يعادل 11 مليون يورو.

وتحدثت العديد من التقارير استناداً إلى التحقيقات الأمنية، أن ثلاثة رجال يرتدون ملابس داكنة وملثمين، هددوا بمسدس ومطرقة عمال محلات المجوهرات، الذين انحنوا إلى الأرض وأفسحوا لهم المجال، خوفاً على حياتهم. فيما كسر اللصوص زجاج المتاجر وانتشلوا المجوهرات والألماسات والقلائد وأخفوها في ملابسهم، ثم غادروا على الفور. واستمر الهجوم الذي سُمي بسرقة القرن، ثلاث دقائق فقط.

ولا تزال التحريات متواصلة إلى اليوم للقبض على المتهمين، وقد نجحت الأجهزة الأمنية والدولية فعلاً في ملاحقة بعضهم والقبض عليهم.

أما في عام 2013، فقد نفذت الفهود الوردية هجوماً على فندق كارلتون بفرنسا، وتمكنت من سرقة مجوهرات وألماس بقيمة 136 مليون دولار.

TRT عربي