يظهر في الصورة رجل ذو كرش يهم بالنهوض. صورة (يورج كارستينسين / برلين 11 أيار (مايو) 2019  ) (Getty Images)
تابعنا

يعتبر الكرش والذي من مسمياته البطنة أو السمنة المركزية من المشاكل الرئيسية التي تواجه الأشخاص خصوصاً والمجتمعات عموماً.

فنسبة الأشخاص الذين يعانون من الكرش في الدول كافة كبيرة جداً، وقد أصبح إحدى المشاكل الصحية البارزة في المجتمع إذ أثبتت بعض الدراسات ومنها دراسة أمريكية بعنوان Increasing trends in waist circumference and abdominal obesity among US adults. Obesity (Silver Spring) 2007- أن نسبة النساء في الولايات المتحدة اللاتي يعانين من الكرش تصل إلى 50% بينما نسبة الرجال الذين يعانون منه تصل إلى 70%.

تعتبر مشكلة الكرش مؤشراً غير صحي؛ إذ أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الكرش يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة احتمالية التعرض للوفاة بسبب أمراض القلب، كما أثبتت ارتباطه بالإصابة بالأمراض المزمنة مثل الضغط والنوع الثاني من السكري ومن هذه الدراسات Abdominal Obesity: The Metabolic Multi-risk Factor". Coronary Heart Disease .

وبناء على ذلك أصبح من الواجب نشر الوعي حول هذه المشكلة في محاولة لتفادي ارتفاع نسب الإصابة بها. كما أصبح من الواجب اتخاذ إجراءات علاجية للحد من هذه المشكلة المؤرقة بعلاجها بطريقة صحية بعيداً عن كل ما يشاع من خلطات عشبية، ومشروبات غير صحية ذات أهداف ربحية.

أنواع الكرش

تعتبر منطقة البطن منطقة ذات طبقات متعددة فسيولوجياً، إذ تحتوي على دهون حشوية من مستودعات دهنية عدة، وهي مستودعات دهنية قابلة للزيادة بالحجم كما أنها قابلة للزيادة بالعدد إذ يقوم الجسم بإنشاء مستودعات دهنية جديدة عند امتلاء المستودعات الموجودة لاستيعاب الدهون الزائدة وحفظها، ما يسبب كبراً وتضخماً في منطقة البطن.

وللكرش أنواع متعددة وهو ما يجهله الكثيرون ولكل نوع منها مسببات مختلفة، وهذه الأنواع هي:

أولاً: الكرش العضلي الذي ينتج من عدم التوازن في الجهاز الحركي إذ تعمل بعض المسببات على إحداث خلل في النمو العضلي تبعاً للحركة. فمثلاً قد ينتج الكرش العضلي من القيادة لساعات طويلة جداً، ما يؤدي إلى كبر حجم البطن، وكمثال آخر يظهر الكرش العضلي واضحاً لدى ذوي الإعاقات الحركية الذين يستعملون الكرسي المتحرك، أو عند أولئك الذين يعملون بوظيفة تتسم بالجلوس معظم الوقت وهو أحد أهم أسباب ظهور الكرش العضلي في مجتمعاتنا إذ تتصف معظم وظائف العصر الحالي بأنها تتطلب الجلوس خلف المكتب معظم الوقت.

ثانياً، الكرش المترهل وهو عبارة عن ترهلات دهنية وجلدية في منطقة البطن تنتج من مسببات متعددة مثل إجراء العمليات الجراحية في منطقة البطن ومنها الولادة القيصرية، كما ينتج من الحمل والولادة المتكررين وكذلك الفتق واكتساب الوزن وفقدانه بشكل متكرر، إذ يتمدد الجلد بفعل كبر منطقة البطن ثم عندما تتخلص من الكرش يبقى الترهل الجلدي ظاهراً.

ثالثاً: الكرش المنتفخ المرتبط بزيادة الوزن والسمنة. وهو عبارة عن انتفاخ في منطقة البطن ينتج من تناول كميات كبيرة من الطعام واتباع سلوكيات غير صحية وخاطئة، مثل تناول الطعام إلى حد التخمة والامتلاء، واتباع نمط حياة الـ1-2 وجبة يومياً الذي يقوم على تناول وجبة أو وجبتين تتصفان بكمية طعام كبيرة تفوق الاحتياجات وتوصل الشخص إلى الشعور بالتخمة، كما قد ينتج من الإسراف في شرب المشروبات الغازية والعصائر المصنعة والمحلّاة، وتناول الوجبات الجاهزة، والمصنعة العالية الدهون.

عادة ما يظهر الوزن الزائد لدى الذكور على شكل التفاحة إذ تتركز الدهون والوزن الزائد في منطقة البطن والجزء العلوي من الجسم، بينما تتركز السمنة لدى النساء على شكل الإجاصة/الكمثرى، إذ يظهر الجسم منتفخاً في منطقتي البطن والأرداف.

يعتبر قياس محيط الخصر مؤشراً إلى الصحة العامة كما يعتبر مقياساً من مقاييس الوزن الزائد والسمنة فيكون القياس أكثر من 88 سم عند النساء، بينما يكون أكثر من 102 سم عند الرجال في حالة السمنة.

التخلص من الكرش

يعتمد التخلص من الكرش وعلاجه وعلاج المشاكل الصحية المرتبطة به على عوامل عديدة، تشمل النشاط الجسمي الحركي، وتغيير نمط الحياة إلى نمط صحي يتضمن سلوكيات صحية تخلصك منه وتحد من ظهوره مستقبلاً.

تعتبر ممارسة الرياضة عاملاً هامّاً وأساسياً لصقل منطقة البطن وشدها، ومن أهم أنواع الأنشطة البدنية التي ننصح بها والتي تعمل على تصغير محيط الخصر الهرولة، وركوب الدراجة الهوائية، والقفز، والركض، وتمارين المقاومة التي تقوم على زيادة اللياقة البدنية وزيادة مقومة الجسم لأي ضغط خارجي ويمكن استعمال الأوزان لزيادة الجهد فيها، وننصح بها بجهد متوسط لا يقل عن 45 دقيقة من ثلاثة إلى خمسة أيام أسبوعياً.

وأما ما يتعلق بالسلوكيات الصحية التي يجب تبنيها للتخلص من انتفاخ منطقة البطن فأهمها:

1. تناول الطعام ومضغه ببطء تجنباً لابتلاع الهواء أثناء المضغ ولتحسين عملية الهضم وتسهيلها، إذ يجب أن لا تقل مدة تناول الوجبة الواحدة عن 20 دقيقة.

2. اعتماد نمط الوجبات الصغيرة والمتعددة. وهو نظام يقوم على تناول 5 وجبات يومياً تجنباً للشعور بالجوع الذي يؤدي غالباً إلى تناول وجبة أو وجبتين على مدار اليوم بحيث تكون الوجبة دسمة وذات كمية كبيرة تؤدي إلى التخمة، ما يسبب إنشاء الجسم مستودعات دهنية جديدة.

3. تجنب النوم والاستلقاء بعد الأكل إذ يعمل الجسم على تخزين الطاقة الفائضة على شكل دهون في الجسم في حالة الخمول، وبالتالي ننصح بممارسة أي نشاط منزلي بسيط بعد تناول الطعام، كما يجب ترك مدة لا تقل عن ساعتين بين الوجبة الأخيرة (العشاء) وموعد النوم.

4. التدرب على تمييز الشعور بالجوع والشعور بالشبع والذي ينتج بسبب سيالات عصبية في الجسم، والهدف هو تجنب تناول الطعام بدافع نفسي أو اجتماعي ولتجنب الوصول إلى حد التخمة والامتلاء عند تناول الوجبة.

5. الحرص على الجلوس جلسة سليمة أثناء تناول الطعام، وتجنب تناول الطعام واقفاً.

6. الحد من شرب العصائر والمشروبات الغازية على مدار اليوم، والحد من تناولها أثناء الوجبات بخاصة، إذ ننصح باستبدال الماء أو مشروبات الديتوكس بها.

7. الحرص على تروية الجسم من خلال شرب 8-12 كوباً من الماء يومياً.

8. الحرص على عدم اتباعك لطرق غير صحية لإنقاص الوزن تؤدي إلى نقصان الوزن وزيادته بشكل متكرر، ما يشكل ترهلات في منطقة البطن.

9. تقليل كمية النشويات التي تستهلكها خلال اليوم بجعلها الجزء الأخير في وجبتك، إضافة إلى استخدام المخبوزات المصنعة من حبوب القمح الكاملة العالية بالألياف وترك المخبوزات البيضاء.

أخيراً، إن العمليات الجراحية والوسائل الطبية للتخلص من الكرش تعتبر طرقاً تجميلية وليست علاجية إذ سرعان ما يعاود الجسم تخزين الدهون في منطقة البطن إن لم يتخذ الإجراء العلاجي المناسب بعد استشارة خبير التغذية.

TRT عربي