"النسور الصاخبة".. تعرَّف الفرقة 101 الأمريكية العائدة إلى أوروبا بعد 80 عاماً. (US Army) (Others)
تابعنا

على الرغم من تأكيدات واشنطن المستمرة أن القوات الأمريكية لن تشارك مباشرةً في الحرب المشتعلة في أوكرانيا منذ ما يقرب من 8 أشهُر، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأنها نشرت الفرقة 101 المحمولة جوّاً في أوروبا للمشاركة في التدريبات العسكرية، بعد أن أعلن قائد الفرقة المذكورة استعدادها لدخول أوكرانيا.

وذكرت شبكة "CBSNEWS" الأمريكية أن الفرقة 101 المحمولة جواً التابعة للجيش الأمريكي، المعروفة أيضاً باسم "النسور الصاخبة"، وصلت إلى أوروبا لأول مرة منذ 80 عاماً، وسط تصاعد التوتر بين روسيا وحلف الناتو العسكري بقيادة الولايات المتحدة بشأن الأزمة الأوكرانية.

وفي أثناء مرافقته صحفيين من "CBS" إلى معسكر التدريب على بعد 3 أميال من الحدود الأوكرانية في رومانيا، أشار جون لوباس نائب قائد الفرقة الجاهزة للقتال على الدوام والمُدرَّبة على الانتشار في أي ساحة معركة في العالم في غضون ساعات، إلى أنهم مستعدون للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو إذا حدث تصعيد عسكري.

"النسور الصاخبة"

تأسست الفرقة 101 المحمولة جواً عام 1918، وشُكّلت لأول مرة كوحدة محمولة جوّاً في 16 أغسطس/آب 1942 في معسكر كلايبورن بولاية لويزيانا. واليوم يقع مقر الفرقة الرئيسي في فورت كامبل بولاية كنتاكي.

وللفرقة تاريخ غني وحافل تعود جذوره إلى الحرب العالمية الثانية، فهي فرقة الهجوم الجوي الوحيدة في الجيش الأمريكي، فضلاً عن كونها فرقة مشاة خفيفة يمكنها تخطيط وتنسيق وتنفيذ عمليات هجوم جوي متعددة بحجم كتيبة للاستيلاء على التضاريس من خلال قتالها خلف خطوط العدو.

أما لقب "النسور الصاخبة" فاستمدّته الفرقة 101 المحمولة جوّاً من شاراتها (نسر أصلع على درع سوداء). يُطلق على النسر الموجود على الرقعة اسم "أولد آبي"، وهو نسر أصلع كان عضواً فخرياً في مليشيا ويسكونسن التابعة لجيش الاتحاد. فقد أحضر النقيب جون إي بيركنز، الذي كان يمتلك أولد آبي، النسر معه إلى 36 معركة خلال الحرب الأهلية، كان فيها صراخ آبي المخيف يُسمَع في جميع أنحاء ساحة المعركة، ومن هنا تحديداً اكتسبت الفرقة لقب "النسور الصاخبة".

تاريخ حافل

على مر العقود الثمانية المنصرمة شاركت الفرقة 101 المحمولة جواً في بعض أهمّ العمليات العسكرية التي نفذتها القوات العسكرية الأمريكية، واكتسبت الفرقة شهرة لدورها المهمّ في غزو قوات الحلفاء شمال غرب أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، المعروف باسم عملية أوفرلورد (إنزال D-Day، والهبوط الجوي في نورماندي في فرنسا)، بالإضافة إلى عملية "ماركيت غارديان" وتحرير هولندا.

وفي حرب فيتنام قاتلت الفرقة 101 المحمولة جواً في عديد من الحملات والمعارك الكبرى، بما في ذلك معركة همبرغر هيل في مايو 1969. فيما أعيد تصنيف الفرقة 101 المحمولة جوّاً مرتين خلال حرب فيتنام، المرة الأولى كفرقة جوية في عام 1968، والثانية كفرقة هجوم جوي في عام 1974.

حركتها الفريدة في ساحة المعركة والمستوى العالي من التدريب جعلتها في طليعة القوات القتالية البرية الأمريكية في النزاعات الأخيرة، بدءاً من العمليات في العراق وأفغانستان، مروراً بلعبها دوراً مهمّاً في عملية "العزم الصلب" في سوريا بين عامَي 2018 و2021، ووصولاً إلى الاستعداد للتدخل الفوري في أوكرانيا إذا ما استدعت الحاجة.

على بعد خطوات من أوكرانيا

مع تصاعد التوترات بين روسيا وحلف الناتو بشأن أوكرانيا، وتحسُّباً لأي توسُّع محتمَل في رقعة المواجهة خارج الساحة الأوكرانية، نشرت الولايات المتحدة في يونيو/حزيران الماضي ما يقرب من 4000 جندي من فرقة "النسور الصاخبة" وفريق اللواء القتالي الثاني في أوروبا لدعم حلفاء الناتو وشركائه في تعزيز الجناح الشرقي لحلف الناتو.

وعن دورها في حماية أوروبا، قال قائد الفرقة الميجور جنرال جي بي ماكجي: "سواء في الحقول التي دمرتها الحرب في نورماندي، أو غابات فيتنام التي لا ترحم، أو جبال أفغانستان، أو الجانب الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي، فإن روح هذه الفرقة تظلّ ثابتة ولا تنتهي".

وأضاف ماكجي: "على مدار 80 عاماً، كان تاريخ فرقتنا حافلاً بالخدمة والشجاعة والعزيمة"، "كل يوم، عندما يرى الأوروبيون شعار الفرقة 101، فإنهم يعرفون أن أمريكا أرسلت أفضل ما لديها".

يُذكر أنه في 16 أغسطس/آب 2022، احتفلت الفرقة 101 المحمولة جوّاً بالذكرى السنوية الثمانين لتأسيسها في منزلها المؤقت الجديد، في قاعدة ميخائيل كوجلنيسيانو الجوية في رومانيا.

TRT عربي
الأكثر تداولاً