أسبيلسان التركية بصدد تدشين أكبر مصنع في أوروبا لإنتاج بطاريات أيون الليثيوم الجديدة. (المصدر: aspilsan) (Others)
تابعنا

تخطو تركيا خطوات جادة في مساعيها الرامية لامتلاك تكنولوجيا تطوير وإنتاج بطاريات أيون الليثيوم الجديدة، وتحقيقاً لهذه الغاية تنشئ "أسبيلسان" (ASPİLSAN) التركية منشأة إنتاج ضخمة لبطاريات أيون الليثيوم في قيصري. فيما سيكون المصنع، المقرر افتتاحه في عام 2022، أكبر وأضخم منشأة لإنتاج بطاريات أيون الليثيوم ليس فقط في تركيا، بل في أوروبا ككل.

وتُستخدم بطاريات أيون الليثيوم في جميع مجالات الحياة تقريباً، من الأجهزة الكهربائية إلى الطائرات بدون طيار في صناعة الدفاع، بالإضافة للسيارات الكهربائية أيضاً.

ومن شأن هذه الخطوة الاستراتيجية أن تعزز جهود تركيا الرامية لتعزيز سوق الطاقة النظيفة والمستدامة بشكل كامل مقابل الحد من اعتمادها على مصادر الطاقة الأحفورية المستوردة من الخارج، والتي تشكل فواتيرها الباهظة ثقلاً كبيراً على كتف الخزينية التركية، خصوصاً وأنها تقدر بأكثر من 40 مليار سنوياً، فضلاً عن كونها إحدى أهم مصادر العجز في الميزان التجاري التركي.

الأكبر في أوروبا

شارفت أعمال بناء أول مصنع بطاريات أيون الليثيوم في تركيا والأكبر في أوروبا على الانتهاء، والذي أنشئ في قيصري بواسطة شركة "أسبيلسان" (ASPİLSAN) التركية التي تأسست بتبرعات المواطنين الأتراك بالمنطقة الصناعية بقيصري عام 1981 من أجل تلبية احتياجات القوات المسلحة التركية (TSK) من البطاريات المستخدمة في الأجهزة والمعدات العسكرية.

ومن خلال المنشأة التي تبلغ مساحتها 25 ألف متر مربع وستدخل مرحلة الإنتاج قريباً، سيجرى تلبية احتياجات كل من الصناعة الدفاعية والقطاع الخاص في المنشأة، إذ ستنُتج كميات كبيرة من بطاريات أيون الليثيوم في أوروبا، من خلال تطوير خلايا البطاريات من مختلف الأنواع والأحجام والتقنيات.

سيوفر المصنع، الذي سينهي التبعية الأجنبية في هذا الصدد، إنتاجاً محلياً بالكامل خصوصاً مع بدء المناجم ومحطات التنقية والتكرير التركية باستخراج المعادن اللازمة وتكريرها لتصبح جاهزة للدخول بعملية التصنيع مثل النيكل والكوبالت والمنغنيز، والتي ستستخدم كمواد خام محلية.

واستكملت الشركة المستثمرة تركيب أنظمة الماكينات في يناير/كانون الثاني الماضي في المصنع، والذي تراوحت تكلفته التقريبية بين 900 مليون ومليار و200 ألف ليرة تركية. كما ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للموظفين في منشأة الإنتاج إلى 300 في عام 2022، وقرابة الـ 400 بحلول عام 2023. فيما ستصل طاقة إنتاجية المصنع لنحو 60 بطارية بالدقيقة.

مساهمتها في السيارة الوطنية

في آواخر السنة الماضية، صرح المدير العام لشركة أسبيلسان فرحات أوزصوي، أن البطاريات الأولى التي تنتجها يمكن أن تصنع بطارية لشركات السيارات التي ستستخدم البطاريات الأسطوانية ، لكنه ذكر أنها ستنتج بطاريات من النوع الذي تستخدمه الشركات الكبرى الرئيسية في المرحلة التالية.

فيما ستكون البطارية الأولى التي تخرج من على خطوط إنتاج المنشأة الجديدة من النوع الاسطواني، بقدرة 2.8 أمبير/ساعة وبجهد 3.6 فولت. ويمكن استخدام البطاريات التي يمكن أن تعمل في درجات حرارة منخفضة في مجموعة متنوعة من أنظمة البطاريات، نظراً لارتفاع معدل C (معدل التفريغ).

وسوف تتمكن "أسيلسان"، التي تستعد للمساهمة في صناعة السيارات التي ستنتجها مجموعة شركات السيارات التركية (TOGG)، من إنتاج بطاريات محلية لسيارة (TOGG) الوطنية عند اكتمال المرحلة الثانية من الاستثمار. حيث تستعد تركيا لإطلاق أول سيارة كهربائية محلية الصنع للمنافسة في الأسواق المحلية والعالمية.

سوق البطاريات العالمي

في ظل الاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية كإحدى أبرز طرق الحدّ من خطورة التغيّر المناخي الآخذة في الازدياد، تشهد أسواق البطاريات ومكوناتها طلباً غير مسبوق على المستوى العالمي. فرغم ظهور السيارات الكهربائية منذ وقت قصير نسبياً، فإن عدد السيارات الكهربائية على الطرقات العالمية حتى نهاية العام الماضي بلغ نحو 10 ملايين سيارة، بزيادة 3 ملايين سيارة على عام 2019، أي بارتفاع سنوي يبلغ 43%.

ولا يقتصر سوق بطاريات أيون الليثيوم على السيارات الكهربائية وحسب، بل يمتد ليصل جميع مجالات الحياة تقريباً، من الأجهزة الكهربائية إلى الطائرات بدون طيار في صناعة الدفاع، بالإضافة إلى محطات توليد الكهرباء من مصادر نظيفة كالرياح والطاقة الشمسية، التي تعتبر أقل تكلفة وضرراً من الطاقة الأحفورية، ممَّا سيجعلها محطّ أنظار ورغبة الجميع في المدى القريب.

وبينما تسيطر الصين على سوق صناعات بطاريات أيون الليثيوم، إذ إن شركة تصنيع البطاريات الصينية (CATL) تسيطر وحدها على نحو 30% من سوق بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، تسعى بعض الدول الأوروبية ومن ضمنها تركيا للاستقلال بصناعة البطاريات وتكنولوجيتها التي تُعتبر العمود الفقري للسيارات الكهربائية والكثير من مناحي الحياة الأخرى.

TRT عربي
الأكثر تداولاً