باستثمار ملياري.. كيف تسعى "علي بابا" الصينية للاستفادة من السوق التركية؟ / صورة: AFP (Greg Baker/AFP)
تابعنا

أعلنت شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة "علي بابا" أنها تخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار في تركيا. وقال رئيس الشركة مايكل إيفانز إن شركته تخطط لإنشاء مركز لوجستي في مطار إسطنبول ومركز بيانات بالقرب من العاصمة أنقرة باستثمار يتجاوز مليار دولار.

وفي مقابلة مع صحيفة صباح التركية، قال إيفانز إن الشركة تتطلع إلى الاستثمار في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، وإنها ترى تركيا قاعدة إنتاج قوية للغاية. وتابع: "لدينا خطة استثمارية جادة في مطار إسطنبول. يمكننا تقييم خطط للصادرات الإلكترونية من هنا إلى أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة الشرق الأقصى. نخطط لاستثمار أكثر من مليار دولار".

وإلى جانب استهداف السوق التركية الضخمة، تنوي شركة التجارة الإلكترونية الصينية العملاقة "علي بابا" إنشاء مركز لوجستي في مطار إسطنبول، الأكبر في البلاد، كما تخطط لبناء أكبر مركز بيانات في تركيا في تيميلي، بالقرب من أنقرة، حسب ما نقلت صباح عن إيفانز.

مركز تجاري وموقع استراتيجي

قال إيفانز، المدير التنفيذي السابق لمجموعة جولدمان ساكس، إن "علي بابا" تستهدف تركيا للتوسع بسبب قدرتها الإنتاجية القوية التي يمكن أن تدعم التجارة الإلكترونية وتصبح جزءاً من سلسلة التوريد الخاصة بالشركة في أوروبا والشرق الأوسط. من المتوقع أن يؤدي التوسع في التجارة والوحدات القائمة على السحابة إلى زيادة إيرادات الشركة.

وأضاف: "توجد قوة إنتاجية كبيرة في تركيا، وهي الدولة الأكثر فائدة في العالم بهذا المعنى". مشيراً إلى أن ثمة دائماً تقلبات في الاقتصادات، وأن ثمة فرصاً عندما ينظر المرء إلى المدى الطويل. وأوضح أنهم سيواصلون الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة (SME) ومع التجار في تركيا.

وأردف بأنهم "سينقلون القوة الإنتاجية التركية وإمكانات التصدير إلى أوروبا والشرق الأوسط". وشدد على أن العديد من دول مجموعة العشرين لديها طاقة استهلاكية، لكن لا توجد طاقة إنتاجية، بعكس تركيا التي تتمتع ببنية تحتية عالية التقنية وقوة إنتاج في المقدمة.

سوق ضخمة

اعتباراً من الأشهر الستة الأولى من عام 2022، زاد حجم التجارة الإلكترونية في تركيا بنسبة 116% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ليصل إلى 348 مليار ليرة تركية (18.7 مليار دولار). فيما ارتفع عدد الطلبات بنسبة 38% من مليار و654 مليوناً إلى 2 مليار و294 مليوناً، وفقاً لبيانات التجارة الإلكترونية الصادرة عن وزارة التجارة التركية.

وفي الفترة نفسها، كانت نسبة التجارة الإلكترونية إلى التجارة العامة 18.5%. وبلغ حجم تجارة التجزئة الإلكترونية 233 مليار ليرة في النصف الأول من العام.

وبينما زادت حصة التجارة الإلكترونية في تجارة التجزئة من 17.6% قبل عام إلى 18.5% في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران من عام 2022، بلغ نصيب الفرد من الإنفاق على التجارة الإلكترونية للفئة العمرية ما بين 18 إلى 70 عاماً 4964 ليرة، مع احتلال إسطنبول الصدارة.

وشاركت نحو 489 ألف شركة في التجارة الإلكترونية في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، إذ نفذت 13400 شركة أعمالاً على مواقع الويب الخاصة بها وفي أسواق التجارة الإلكترونية. وذكر التقرير أنه "في حين أن 83% من الشركات تفضل البيع في سوق واحدة فقط، فإن 8% تفضل سوقين، و4% ثلاثة و5% في أربع أسواق أو أكثر".

تجربة سابقة ناجحة

بعد أن أصبحت مستثمراً استراتيجياً في الشركة التركية منذ عام 2018، تدعم "علي بابا" منصة "ترينديول" Trendyol، التي تُعد واحدة من أشهر منصات التجارة الإلكترونية في تركيا، والتي أصبحت أول "ديكاكورن" Decacorn (عشرية القرون: هو مصطلح اقتصادي يُطلق على الشركات الناشئة الصاعدة التي تخطت قيمة علامتها التجارية حاجز الـ10 مليارات دولار أمريكي) في تركيا بقيمة سوقية بلغت نحو 16.5 مليار دولار أمريكي عقب انتهاء جولة تمويل في يوليو/تموز 2021.

وكانت ديمات موتلو قد أسست منصة البيع بالتجزئة "ترينديول" في مارس/آذار 2010 بمدينة إسطنبول برأس مال مبدئي بلغ 300 ألف دولار أمريكي. وخلال 16 شهراً فقط، نجحت برفع القيمة التجارية لموقعها الإلكتروني لقرابة 150 مليون دولار أمريكي.

وبعد نجاح الشركة الناشئة من جلب استثمارات من داخل تركيا وخارجها، ووصول مدخولات المنصة أكثر من 34 مليون دولار أمريكي منذ العام الأول على تأسيسها، اشترت شركة "علي بابا" الصينية في عام 2018 ما حصته 75% من منصة "ترينديول" بمبلغ قدره 728 مليون دولار أمريكي، وأبقت على ديمات موتلو رئيساً تنفيذياً للشركة.

TRT عربي