ملابس رقمية في عالم ميتافيرس. (Getty) (Others)
تابعنا

في ظل التوقعات التي تشير إلى تحول "عالم ميتافيرس" ليصبح مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي، تسارع كبرى العلامات التجارية لحجز مكان لها وأخذ حصتها من عالم المستقبل هذا الذي يقدم تجربة معقدة للواقع الافتراضي المعزز، حيث يمكن للمستخدمين الاتصال واللعب، وحتى استعراض ملابسه الرقمية القابلة للمس.

وبالنسبة للعلامات التجارية، بدأت وضع إستراتيجيات لحملات تسويقية جديدة لاستهداف سوق ميتافيرس الذي يوفر فرصة للوصول إلى جمهور أكبر، فضلاً عن تسخير التكنولوجيا بالشكل الذي يزيد من الإيرادات بشكل ضخم مقابل تقليص النفقات والخدمات التي تستنزف هذه الشركات في العالم الحقيقي.

وفيما يحتدم الصراع بين العلامات التجارية، وبالأخص ماركات الأزياء الكبرى، للسيطرة على أكبر حصة من هذا السوق، ظهرت تركيا، أبرز اللاعبين في دوري صناعة الأزياء والموضة على المستوى العالمي، لتصبح أوفر المرشحين حظاً لريادة مجال الموضة الرقمية بفضل امتلاكه أفضل المصممين والشركات في هذا المجال، بجانب المبرمجين القادرين على تحويل هذه التصاميم إلى موضة رقمية، أو بالأحرى إلى "رموز غير قابلة للاستبدال NFTs" قابلة للبيع والشراء ضمن عالم ميتافيرس.

تركيا تقود الموضة الرقمية

الدراسات في تركيا حول الموضة الرقمية، والتي بدأت مناقشتها مع عالم ظهور عالم ميتافيرس، ليست جديدة. لدرجة أن تركيا بدأت بالفعل في بيع الملابس الرقمية إلى كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، وذلك وفقاً لرئيس جمعية مصدري المنسوجات والموظفين إرجين أيدن الذي تحدث للموقع (TRT Haber) حول الموضة الرقمية في تركيا.

وفي معرض حديثه، أشار أيدن إلى أن العمل في مجال الموضة الرقمية في تركيا مستمر منذ أكثر من 5 سنوات. ولفت إلى أنهم وصلوا إلى مراحل متقدمة جداً، وذلك عندما تسأل "هل يمكنك لمس نسيج الملابس التي ترغب في شرائها دون مغادرة منزلك؟ تخيل أنك تلمسه وتشعر بجودة القماش وتقرر وفقاً لذلك"، ليجيب قائلاً: "على الرغم من أن الوصول إلى هذه التكنولوجيا يبدو وكأنه مستقبل بعيد، إلا أن القفزات التكنولوجية في السنوات الأخيرة أوصلتنا بالفعل إلى ذلك اليوم".

وللوصول إلى مرحلة لمس القماش في التسوق عبر الإنترنت باستخدام الموضة الرقمية، قال أيدن: "بدأنا هذا العمل التجاري منذ 9 سنوات، ونحاول تحسينه كل يوم من خلال وضع معايير عليه. نحن نقدم خدمة رقمية لا تصدق". وأردف: "بدأنا بيع الملابس الرقمية منذ 6 أشهر لكوريا الجنوبية واليابان، بالإضافة إلى الولايات المتحدة. ​​في الواقع، من خلال هذه الخدمة نحن نصدر الملابس الرقمية، حيث لا توجد لوجستيات ولا عينات مادية".

نسيج رقمي قابل للمس

نتاجاً لرواج عالم ميتافيرس، تستعد عادات التسوق للتغيير تماماً من خلال صالات العرض الافتراضية حيث يمكنك ارتداء ملابس ميتافيرس الخاصة بك، التي يقوم المصممون ومطورو البرمجيات الأتراك بالكثير من العمل لتحويلها إلى (NFTs) قابلة للتداول والشراء عبر العالم الافتراضي.

لكن أكثر ما يلفت الانتباه في هذه الأعمال هو أن النسيج يمكن لمسه عبر تقنيات العالم الافتراضي ويعطي شعوراً حقيقياً. وفي هذا الصدد، أكد أيدن إن إعطاء الإحساس بالنسيج ليس بالأمر الصعب كما يبدو، وأضاف: "لدينا الآن فريق يحاول حل مسألة الرائحة أيضاً".

وخلال شرحه لكيفية حل مسألة الملمس، قال أيدن: "أولاً وقبل كل شيء، عليك أن تقرر نوع القماش الذي ستستخدم، ومن ثم رسم الخرائط وتحميل النسيج. من المهم جداً أن نقوم بمسحها ضوئياً بشكل صحيح ونقلها بشكل صحيح".

وتابع قائلاً: "لقد طورنا بعض المشاريع التي تتيح حياكة النسيج رقمياً من خلال استخدام مصانع غزل افتراضية، والتي بدورها تُظهر القماش الذي لم يجرِ إنشاؤه أو تطويره من خلال وصفه على الشاشة. حيث يمكنك الخياطة على الشاشة كما تخيط في الواقع. كما أنه يظهر أنه تمزق عندما ترتكب خطأ ما أثناء الحياكة".

عالم الميتافيرس

من شاهد فيلم (Ready Player One) الذي تدور أحداثه في عام 2045، حيث بشر ذلك الزمان يستخدمون برنامجاً يطلق عليه اسم "الواحة" من أجل الدخول إلى عالم افتراضي هرباً من عالمهم الحقيقي المليء بالمآسي، سيسهل عليه فهم عالم الميتافيرس القريب جداً من عالم الفيلم المبني على محاكاة الواقع الافتراضي.

ومصطلح "ميتافيرس" (Metaverse) ينقسم إلى شقين، الأول "ميتا" (Meta) ويعني الماوراء، و"فيرس" (Verse) وهو اختصار للكلمة الإنجليزية (Universe) التي تعني الكون، ليكون معناه الكلي "ما وراء الكون".

فيما يشير المصطلح إلى الإصدارات المستقبلية من عالم الإنترنت المكون من مساحات ثلاثية الأبعاد لا مركزية ومتصلة بشكل دائم، وتعمل في الوقت الفعلي كالواقع تماماً، والتي يمكن الولوج إليها عبر نظارات الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز والجوالات والحواسب المكتبية ومنصات الألعاب.

ويجري يومياً تطوير العديد من التطبيقات المعنية بعالم الميتافيرس، حيث تتيح هذه التطبيقات والتقنيات للمستخدم أن يخوض أي تجربة أو نشاط وسيكون بمقدوره التعامل مع أي أمر يحتاج إليه من مكان واحد، ويشمل ذلك شخصيته وهويته الشخصية، وعمليات الشراء والبيع، وغيرها من الأمور التي نفعلها في الواقع الحقيقي.

TRT عربي