تابعنا
عائلة أردنية عادية، تحولت مع حظر التجوال في الأردن إلى عائلة مشهورة، لها متابعون كُثر ويلتقط الناس مع أفرادها الصور في الشوارع. تعرّف على قصتها.

عمّان ـــ يكسر خالد شحادة أبو عمر (59 عاماً) صورة الأب، والمواطن الأردني، التقليدي صاحب الكشرة، من خلال عشرات مقاطع الفيديو على تطبيق "التيك توك"؛ ينشر خلالها تفاصيل حياته اليومية مع عائلته المكونة من (محمود، وليد، والطفل أمير) في مشهد لا يخلو من الطرافة والكوميديا.

تحولت العائلة التي تعرف بـ"عائلة عمر" إلى نجوم في الشارع الأردني، خلال فترة الحظر الصحي الذي فرضته الحكومة الأردنية في أواخر مارس/آذار الماضي، واستطاعت العائلة حصد نصف مليون متابع، و8 ملايين إعجاب في وقت قياسي.

الملفت في فيديوهات العائلة أنها اتبعت العفوية في تصوير علاقة الأب بأبنائه، وتصويرها في مشهد لم يألف فيه الأردنيون هذا الشكل من العلاقة، وتُبرز الفيديوهات مقالب يقع ضحيتها لاعب كرة السلة محمود القادم من أمريكا، بتخطيط من الأب الملقب بـ"الذيب" وشقيقيه وليد وأمير.

بداية طريق الشهرة، كما يقول أبو عمر، كانت مع حظر التجوال الذي فرضته الحكومة، إذ تحدى الأب أبناءه أنه يستطيع التجول أمام المنزل رغم قرار الحظر، لكنه عاد مسرعاً قبل أن يخرج بعد أن أخبره ابنه وليد أنه رأى رجال الأمن العام، لينهال عليهم المتابعون من الأردن وخارجه.

يقول أبو عمر، وهو لاعب ملاكمة سابق، لـTRT عربي: "كسرت الصورة النمطية حول العلاقة بيني وبين أبنائي. بنيت علاقة صداقة معهم، وما يراه الناس على "التيك توك" هو واقعنا وطبيعة علاقتنا دون تزييف، أحياناً أدخل على ابني محمود وهو نائم وأرسم على وجهه".

يرى وليد أن سبب شهرة مقاطع الفيديو التي يصورها على "التيك توك" نابعة من المرح الذي تتمتع به العائلة، والتي كان ينقصها كاميرا ومنصة لنقل هذا المرح والابتسامة إلى الأردنيين الذين خضعوا لحظر تجوال بسبب فيروس كورونا دام ما يقارب أشهراً ثلاثة، قبل أن تخفف الحكومة إجراءاتها تدريجياً، وتسمح للمواطنين بالخروج من المنزل والتنقل.

وأصبح أفراد العائلة من المشاهير، يلتقط الناس معهم الصور، وبحسب محمود فقد "عزز حظر التجوال إقبال الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق "التيك توك" الذي ينتشر بسرعة في الأردن".

ولم تتوقع العائلة -كما يقول وليد- أن يتحولوا إلى نجوم نتيجة نشر الفيديوهات، لكنهم صُدموا من حجم التفاعل، والتعليقات، داعين العائلات الأردنية لنشر يومياتهم.

ولا تخلو الفيديوهات التي صورتها العائلة داخل منزلهم في العاصمة عمّان من رسائل هادفة أيضاً، مثل التعليم عن بعد والصعوبات التي تواجه الأطفال، والتحديات التي تواجه ابنهم محمود، وصدامه مع الثقافة العربية.

كما تحرص العائلة أن يكون محتوى مقاطع الفيديو التي ينشرونها مناسباً للأطفال، خاصة أن غالبية من يتابع "التيك توك" من فئة المراهقين، كما يقول أبو عمر.

وفي هذا الصدد، يوجه أبو عمر رسالة الى الآباء بضرورة معاملة الأبناء كأصدقاء وتفهم احتياجاتهم، وأن ينشروا الابتسامة والحب بين الناس.

على صعيد متصل، يفسر بروفيسور علم الاجتماع، الأستاذ حسين الخزاعي، في حديث مع TRT عربي، سبب إقبال الأردنيين على تطبيق "التيك توك" بأنه "محاولة للهروب من الضغوط النفسية التي سببها الحظر المنزلي، ومحاولة للترفيه".

ويرى أن "الأردنيين كانوا في أشد الحاجة إلى تعبئة وقت فراغهم الطويل بسبب الحظر بقضايا فيها نوع من الترفيه، خصوصاً مع عدم انتظام الساعة البيولوجية والسهر الطويل؛ لذا استطاع المواطن أن يوظف مهاراته في استثمار وقته؛ كإبراز مهاراته على مثل هذه التطبيقات التي امتازت بروح الفكاهة".

هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الأردنية تقول إنه ووفقاً للإحصائيات الواردة من الشركات المزودة لخدمة الإنترنت في الاردن، فقد زاد استخدام تطبيق "التيك توك" منذ بداية أزمة كورونا بمقدار 25 بالمئة، وأغلب الزيادة من فئة الشباب والمراهقين.

ووصل حجم تنزيل التطبيق عالمياً، وفق آخر إحصاءات العام السابق، إلى ما يقارب 1.5 بليون، وتقدر مدة الاستخدام للتطبيق بنحو 52 دقيقة يومياً، كما يقدر بأن 9 من أصل 10 مستخدمين للتطبيق يدخلونه عدة مرات يومياً، أي إن 90 بالمئة من مستخدمي تطبيق "التيك توك" يستخدمونه عدة مرات يومياً.

أصبح أفراد العائلة من المشاهير، يلتقط الناس معهم الصور، وعزز حظر التجوال إقبال الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي (TRT Arabi)
TRT عربي