انطلاق النسخة الخامسة من دورة ألعاب التضامن الإسلامي في حفل مهيب بولاية قونية وسط تركيا. (AA)
تابعنا

انطلقت الدورة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي رسمياً في مقاطعة قونية التركية في حفل افتتاح ضخم، يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب الجاري. وتستمرّ الدورة من 9 إلى 18 أغسطس/آب الحالي، بمشاركة 56 دولة إسلامية، تحت إشراف الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي واللجنة الأولمبية التركية.

وإلى جانب مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حفل الافتتاح الذي عُقد في قونية وسط تركيا، شارك الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، ورئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار، ورؤساء وزراء فلسطين محمد اشتية وألبانيا إيدي راما والجزائر أيمن بن عبد الرحمن، بالإضافة إلى وزير الرياضة السعودي رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة كان من المقرَّر انعقادها في أغسطس/آب 2021، إلا أنها أُجّلَت لتعارضها مع موعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو، وبسبب تفشِّي وباء كورونا آنذاك، حرصاً من الاتحاد على مشاركة جميع الدول الأعضاء.

أصل الحكاية

كانت الفكرة وراء إطلاق دورة ألعاب التضامن الإسلامي، التي استضافتها المملكة العربية السعودية لأول مرة في عام 2005، هي تنمية الرياضيين وتقوية الصداقة الإسلامية وترسيخ قيم الإسلام في المقام الأول للشباب، فضلاً عن تعزيز التضامن والعلاقات من خلال الرياضة بين دول العالم الإسلامي.

يُذكر أن الفكرة الأصلية لألعاب التضامن الإسلامي جاءت من الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز في أثناء القمة الإسلامية الثالثة عام 1981. واليوم باتت دورة ألعاب التضامن الإسلامي تستضيف أكبر عدد من المشاركين في حدث رياضي بخلاف الألعاب الأولمبية.

وعلى الرغم من أنها منافسة رياضية انطلقت بمبادرة 57 دولة إسلامية لتحسين التضامن الإسلامي وتعزيز الهوية الإسلامية في الرياضة والمساعدة على الحدّ من التمييز ضد المسلمين، فإنه يمكن للمواطنين غير المسلمين في تلك البلدان المشاركة أيضاً في الألعاب.

وكما هي الألعاب الأولمبية ومنافسات كأس العالم، تجرى دورة ألعاب اتحاد التضامن الإسلامي كل أربعة أعوام، ويشرف عليها الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي. وقبل غنطلاق الدورة الخامسة بتركيا الثلاثاء، أقيمت النسخة الرابعة في أذربيجان عام 2017، والثالثة في إندونيسيا عام 2013، والنسخة الأولى في المملكة العربية السعودية عام 2005، وألغيت النسخة الثانية التي كان من المقرَّر إقامتها في إيران عام 2009، ومن المقرَّر أن تُقام النسخة السادسة في الكاميرون عام 2025.

4000 رياضي من 56 دولة

ويشارك أكثر من 4 آلاف رياضي ورياضية من 56 دولة في المنافسات التي تشمل 27 لعبة رياضة مختلفة، فردية وجماعية هي كرة اليد وكرة الطائرة وكرة السلة (3X3) وكرة القدم والرماية وألعاب القوى وركوب الدراجات والجمباز والرماية والمبارزة والمصارعة ورفع الأثقال والجودو والكاراتيه والكيك بوكسينغ وكرة الطاولة والقوس والسهم والجمباز الإيقاعي والتايكوندو والسباحة وتنس الطاولة.

ويتنافس المشاركون في الألعاب التي تقام في 12 مكاناً مختلفاً في جميع أنحاء قونية، بما في ذلك الملاعب والمراكز الرياضية، للفوز بنحو 355 ميدالية خُصّصَت هذا العام.

يُذكر أن تركيا تهيمن على صدارة ترتيب الدول الأكثر حصداً للميداليات خلال الدورات الثلاث السابقة، إذ حصدت إجمالي 305 ميداليات، منها 95 ذهبية و101 فضية و109 ميدالية برونزية.

مثال ملموس على التضامن الإسلامي

أعلن الرئيس أردوغان انطلاق منافسات البطولة، مُثنِياً في كلمته على جهود كل مَن ساهم في تنظيم هذه الفاعلية. من جهته، تَقدَّم الأمين العامّ لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، بالشكر للرئيس أردوغان وتركيا على دعم هذه الفاعلية.

وأعرب طه عن تقديره للأهمية التي توليها تركيا للرياضة وأنشطة الشباب، مؤكداً أن الدورة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي تساهم في تعزيز التعددية الثقافية والحوار بين الحضارات من خلال الرياضة.

وأشار طه إلى أن الفاعلية التي تجمع 4 آلاف رياضي من مختلف البلدان والثقافات هي مثال ملموس على التضامن الإسلامي، مضيفاً: "أنا واثق أن هذه الفاعلية ستدعم الرياضة والشباب في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي".

من جهته قال وزير الرياضة السعودي رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل آل سعود، إنهم اجتمعوا حول أخوّة دائمة وهدف عظيم، مُعرِباً عن شكره لكل من ساهم في تنظيم الفاعلية، متمنياً التوفيق والنجاح لجميع الرياضيين المشاركين.

TRT عربي