جزيرة زلزلة الباكستانية الجديدة (Others)
تابعنا

تنقسم القشرة الأرضية إلى 20 صفيحة تكتونية، منها سبع كبرى تطفو فوق صهارة صخرية. فيما يُجمع علماء الجيولوجيا على أن 15 من أصل 20 من هذه الصفائح متحركة، وفي احتكاك بعضها ببعض تنشأ الزلازل والبراكين.

فيما تعد هذه الحركية أساس تجدد القشرة الأرضية، مساهمة على طول تاريخ الكوكب في تحديد جغرافيته ونحتها على شكلها المعهود.

جزر تونغا الجديدة

غير بعيد عن السواحل الشرقية لأستراليا وعلى الحدود البحرية لأرخبيل التونغا شهدت مياه المحيط الهادي ميلاد جزيرة صخرية جديدة، ذلك إثر ثوران بركان "هوم ريف" البحري في قعر المحيط، الذي صعدت صهارته إلى السطح لتشكل بعد ذلك أرض الجزيرة.

وحسب تقارير إعلامية تقع هذه الجزيرة عند تقاطع ثلاث صفائح تكتونية متداخلة ببطء، مما تسبب في حدوث زلازل تحت الماء أدت إلى نموها بشكل واضح. فقد انتقلت من 4 آلاف متر مربع إلى 24 ألف متر مربع في غضون أسبوع واحد، أي ما يعادل ملعبين إلى ثلاثة ملاعب كرة قدم.

وقالت سلطات أرخبيل تونغا إن الجزيرة الجديدة "تمثل خطراً على حركة الملاحة الجوية والبحرية، بخاصة لدى سكان مجموعتَي الجزر المجاورة كفافاو وهاباي". كما منعت جميع أنواع الملاحة في محيط 4 آلاف كيلومتر حول الجزيرة.

فيما ليست هذه المرة الأولى التي يأتي بها بركان فج "هوم ريف" بجزر جديدة إلى الوجود، وحسب وكالة ناسا الأمريكية "شهد بركان هوم ريف أربع انفجارات مسجلة، لا سيما بين عامَي 1852 و1857، حيث تشكلت على إثرها جزر صغيرة مؤقتة. وخلال ثورات 1984 و2006، كذلك نتجت جزر سريعة الزوال مع منحدرات بارتفاع 50 إلى 70 متراً".

في اليابان أيضاً

وليس تشكيل الجزر الجديدة حكر على البركان المذكور، ففي أغسطس/آب 2021 رصد خفر السواحل الياباني ظهور جزيرة جديدة على بعد 1200 كيلومتر جنوب العاصمة طوكيو، صعدت إلى السطح إثر ثوران بركان بحري في المنطقة.

وبنفس الشكل عام 2013 أدى النشاط البركاني إلى ظهور جزيرة يابانية جديدة، سرعان ما التحمت بجزيرة نيشيونوشيما التي هي الأخرى زادت مساحتها سابقاً إثر بركان 1974.

وشهدت تلك المنطقة ظهور جزر بنفس الطريقة في أعوام 1904 و1914 و1986، لكنها اختفت جميعها بسبب عوامل التعرية. ويعد أرخبيل اليابان أحد الأمثلة البارزة على دور تكتونية الصفائح في تشكيل جغرافية الأرض، إذ نتج عن تداخل صفيحتَي أمريكا الشمالية وأوراسيا الخفيفتين، بالإضافة إلى الصفيحة الفلبينية وصفيحة المحيط الهادي الأثقل.

جزيرة زلزلة الباكستانية

في 24 سبتمبر/أيلول 2013 ضرب زلزال بقوة 7.7 درجة على سلم ريختر إقليم بلوشستان غرب باكستان، مسفراً عن مقتل ما لا يقل عن 350 شخصاً وتشريد أكثر من 100000 شخص. كما أدى إلى ظهور جزيرة في عرض بحر العرب، قبالة ساحل جوادار الباكستاني الذي تبعد عنه بنحو كيلومتر ونصف.

ويتشكل سطح هذه الجزيرة الجديدة من صخور وبراكين طينية، فيما يبلغ عمق المياه حولها ما بين 15 و20 متراً، ووفقاً لعالم الجيولوجيا البحرية آصف إنام من "المعهد الوطني لعلوم المحيطات في باكستان" فإن: "الأرضية في تلك المنطقة مسطحة بشكل عام، لكن التدرج فيها يتغير بشكل مفاجئ".

وحسب بيل بارنهارت الجيولوجي في هيئة "المسح الجيولوجي الأمريكية" الذي يدرس الزلازل في باكستان وإيران فإن "الجزيرة هي في الحقيقة مجرد كومة كبيرة من الطين من قاع البحر جرى دفعها إلى الأعلى". لطبيعة قعر تلك السواحل التي تتوفر على "طبقة ضحلة ومدفونة من الغاز المضغوط كالميثان أو ثاني أكسيد الكربون، والسوائل".

ويضيف الجيولوجي الأمريكي بأنه "عندما تتعرض هذه الطبقة للاضطراب بسبب الموجات الزلزالية، تصبح الغازات والسوائل عائمة فتندفع إلى السطح، جالبة معها الصخور والطين إلى أعلى".

واعتُبرت تلك المرة الثالثة في 15 عاماً، التي تحدث فيها مثل تلك الظاهرة على طول سواحل بلوشستان، وقد كانت بعض الجزر قد ظهرت في 1999 و2011 بنفس المنطقة ثم ما لبثت أن تلاشت بمرور الزمن.

TRT عربي