في الوقت الذي يشهد به قطاع الطيران في أوروبا والولايات المتحدة إضرابات ومشكلات بسبب زيادة الطلب على السفر وما يقابله من نقص في العمالة الخبيرة والمدربة، مما تسبب في إلغاء مئات الرحلات الجوية في مطارات رئيسية، تستمر المطارات التركية في تحطيم الأرقام القياسية.
وفيما حصل مطار إسطنبول على جائزة "مطار 5 نجوم" وفقاً لتصنيف مؤسسة "سكايتراكس" (Skytrax) الدولية المتخصصة بتصنيف وتقييم خطوط الطيران والمطارات ومقرها لندن، للمرة الثانية على التوالي منتصف الشهر الماضي، حطم مطار أنطاليا الدولي رقماً قياسياً جديداً، الثلاثاء 28 يونيو/حزيران الماضي، بعدد الرحلات الجوية، حيث أقلعت وهبطت على مدرجاته 1003 طائرة، واستقبل 81104 مسافراً، في يوم واحد فقط.
من ناحية أخرى، احتل مطار إسطنبول المرتبة الأولى بين مطارات أوروبا بحوالي 5 ملايين و661 ألفاً و151 مسافراً في شهر مايو/أيار الماضي. تلاه مطار لندن هيثرو بـ 5 ملايين و341 ألفاً و644 راكباً، ومطار باريس شارل ديغول بـ 5 ملايين و227 ألفاً و412 راكباً.
مطار إسطنبول.. قلب أوروبا النابض
منذ تدشينه للخدمة في عام 2019، نجح مطار إسطنبول في التربع على قمة الترتيب الأوروبي، وأصبح ينافس أوروبياً وعالمياً. وعلى الرغم من أن أقسام المطار الأربعة سيكتمل تدشينها بحلول عام 2028، إلا أن المطار ومنذ اللحظة الأولى لافتتاحه استطاع أن يحقق إنجازات على المستوى الدولي، كان آخرها حصوله على 4 جوائز في يونيو الماضي، منها: جائزة "مطار 5 نجوم" و"أفضل مطار دولي صديق للعائلة في العالم" و"أفضل مطار في جنوب أوروبا".
وفور اكتمال جميع مراحل المشروع بحلول العام 2028، والذي يتوقع أن تصل كلفة بنائه الإجمالية إلى نحو 12 مليار دولار أمريكي، وستبلغ مساحة المشروع الإجمالية قرابة 76.5 مليون متر مربع، ما سيجعله أكبر مطار تحت سقف واحد في العالم بطاقة استيعابية ستصل إلى 500 طائرة في آن واحد. فيما يتوقع أن يقدم المطار الجديد خدمات لأكثر من 200 مليون مسافر سنوياً، وذلك في إطار فلسفة "بُني لينمو" التي بُني عليها المطار، كما ويتوقع أن يساهم بتعزيز الاقتصاد التركي بنحو 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025.
ووفقاً لآخر بيان أصدرته الشركة المشغلة لمطار إسطنبول (İGA)، فأن أكثر من 21 مليون مسافر استخدموا مطار إسطنبول الجديد خلال الأشهر الخمس الأولى من العام الجاري، أكثر من 5 ملايين منهم سافروا على الخطوط الداخلية و16 مليوناً سافروا من الخطوط الدولية.
خلطة تركيا السحرية
نفذت الحكومات التركية المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة مشاريع بُنى تحتية عملاقة "مشاريع مجنونة"، وذلك لتحقيق "رؤية 2023" التي وضعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نصب عينيه من أجل النهوض بتركيا واقتصادها.
وخلال العقدين الأخيرين، وبالتزامن مع النهضة الكبيرة التي شهدها قطاع البنية التحتية في عموم البلاد، لم تغفل تركيا عن تعزيز قدراتها في قطاع الطيران والنقل الجوي المدني، كان آخرها افتتاح مطار آرتوين-ريزا العائم قبل شهر، ومن قبلها تدشين مطار إسطنبول العملاق، الذي يعد أحد أكبر مطارات العالم. وبالإضافة إلى ذلك دعمت الحكومة التركية الشركات التركية التي تشغّل هذه المطارات من خلال طواقم مدربة وأنظمة محلية متطورة.
وإلى جانب مشاريع البنى التحتية والمطارات فضلاً عن الشركات المحلية التي باتت رقماً صعباً في تشغيل المطارات حول العالم، اهتمت أنقرة أيضاً بناقلها الجوي "شركة الخطوط الجوية التركية" التي مازالت مستمرة في كتابة قصة نجاحها منذ تأسيسها عام 1933 شركة وطنية تصل رحلاتها اليوم إلى 325 مطاراً في أوروبا وآسيا وإفريقيا والأمريكيتيْن.
شركات وطنية وصلت للعالمية
احتفلت شركة الخطوط الجوية التركية، الشهر الماضي، بمرور 89 عاماً على تأسيسها. وهذا العام حافظت الشركة، التي تعد ثالث شركة طيران لديها أكبر عدد من الرحلات الجوية في أوروبا بعدد يومي يصل إلى 1510 رحلات، على مكانتها كشركة الطيران التي لديها أكبر عدد من الرحلات بين شركات النقل الوطنية. وذلك وفقاً لبيانات صادرة عن المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية "يوروكنترول" بخصوص الرحلات بين 27 يونيو و3 يوليو/ تموز 2022.
وإلى جانب الخطوط التركية، عملاق تركي آخر في قطاع الطيران أيضاً، ألا وهو شركة "تاف" التركية التي تقدم خدمات متكاملة في جميع مجالات عمليات إدارة وتشغيل المطارات، إذ تنتشر في 91 مطاراً في 26 دولة. كما تدير الشركة 15 مطاراً في ثماني دول، هي: تركيا ومقدونيا وجورجيا وكازاخستان وتونس ولاتفيا والمملكة العربية السعودية وكرواتيا.
وكذلك، شركة (İGA) المسؤولة عن تشغيل مطار إسطنبول الجديد، والتي تأسست في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2013 لبناء وتشغيل مطار إسطنبول لمدة 25 عاماً والذي يتوقع عقب الانتهاء من جميع مراحله الأربع أن يوفر رحلات إلى أكثر من 300 وجهة بسعة 200 مليون مسافر سنوياً.
