تحذيرات ودعوات لوقف تطويره.. هل يهدد الذكاء الصناعي صحتنا العقلية؟ / صورة: AFP (AFP)
تابعنا

في اجتماع له مع مجلس مستشاريه للعلوم والتكنولوجيا، يوم الثلاثاء، حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من مخاطر محتملة للذكاء الصناعي، خصوصاً تلك المتعلقة بالصحة العقلية. حاثّاً شركات التكنولوجيا على تحمل مسؤوليتها في هذا الشأن، وضمان سلامة منتجاتها قبل إعلانها.

فيما يأتي هذا التحذير بعد أقل من أسبوع عن تحذير مماثل، أطلقه الملياردير إيلون ماسك، من مخاطر هذه التكنولوجيا الحديثة على المجتمع والإنسانية. هذا في وقت يؤكد فيه خبراء علم النفس هذه المخاوف، مشيرين إلى دور الذكاء الصناعي في زيادة منسوب القلق والتسبب في أمراض الاكتئاب لدى المستخدمين.

بايدن يحذر من الذكاء الصناعي

خلال اجتماع يوم الثلاثاء مع مستشاريه للعلوم والتكنولوجيا سئل الرئيس الأمريكي عما إذا كان الذكاء الصناعي خطيراً، قال: "لم يتضح بعد. لكن يمكن أن يكون كذلك". فيما شدّد على أنه "من وجهة نظري، فإن مسؤولية التأكد من أن منتجاتها آمنة قبل إعلانها تقع على الشركات".

وأشار بايدن إلى أن تجربة وسائل التواصل الاجتماعي كانت كفيلة للإيضاح بالفعل الضرر الذي يمكن أن تتسبب فيه التقنيات الفائقة بلا ضمانات مناسبة. وأضاف أنه "في غياب الضمانات نرى تأثيرها على الصحة العقلية والصور الذاتية والمشاعر واليأس خصوصاً بين الشباب".

هذا قبل أن يكرر دعوته إلى لكونغرس لإقرار تشريع الخصوصية لوضع قيود على البيانات الشخصية التي تجمعها شركات التكنولوجيا وحظر الإعلانات التي تستهدف الأطفال وإعطاء الأولوية للصحة والسلامة في تطوير المنتجات.

وتأتي هذه التحذيرات على بعد أيام قليلة من طلب مركز الذكاء الصناعي والسياسة الرقمية، الذي يعنى بأخلاقيات التكنولوجيا من لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية، منع شركة "أوبن إيه آي" من إطلاق إصدارات تجارية جديدة لتقنية "جي.بي.تي-4"، التي أذهلت المستخدمين بقدراتها الشبيهة بالبشر على توليد ردود مكتوبة على ما يُطلب منها.

وبعد مطالبة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، بإيقاف "السباق الخطير" على تطوير تقنيات الذكاء الصناعي، لما يمكن أن تشكله من "مخاطر كبيرة على المجتمع والإنسانية". مشترطاً أنه "يجب تطوير أنظمة الذكاء الصناعي القوية فقط بمجرد أن نكون واثقين من أن آثارها ستكون إيجابية، ومخاطرها قابلة للإدارة والتحكم".

هل يهدد الذكاء الصناعي صحتنا العقلية؟

لازال الضرر المحتمل للذكاء الصناعي على صحتنا العقلية مسألة خلافية بين خبراء علم النفس والصحة العقلية، لحداثة هذه التكنولوجيا وتطورها المتسارع، بالرغم من الإقبال الكبير الذي تشهده من مستخدمي الأنترنت في نطاقهم الواسع. فإن هذا لا ينفي خروج بعض الخبراء عن صمتهم، محذرين من مخاطر محتملة قد تنتج عن هذا الذكاء.

من بين هؤلاء الخبراء بيلي ويلكرسون، الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية للصحة العقلية، الذي أشار إلى أن احتمالية قدرة الذكاء الصناعي على تعويض عدد من الوظائف وتغيير شكل العمل بتقليل الاعتماد على العامل البشري، سيجعل منه "سبباً قوياً لضغط عميق وخطير مع القدرة على إحداث اجترار يتنبأ بدوره بالاكتئاب".

ويضيف ويلكرسون بأن "التوتر العميق هو أصل الإحباط الشديد والخوف والغضب وعدم اليقين، وهو ما يمكن أن يهدد إحساس الفرد بالهوية الشخصية والوعي الذاتي"، ناهيك عن أنه "قد يضاعف عبء الأمراض العقلية، نظراً لأن احتمال فقدان الوظيفة لصالح الذكاء الصناعي، سيجعل الإجراءات المضادة للمرض العقلي طويلة الأجل".

ومن جانبها، تحذر مديرة العلاقات الإعلامية في مكتب الاتصالات الطبية بجامعة كولورادو لورا كيلي، من المخاطر الطبية المطروحة لأنظمة الذكاء الصناعي المطروحة في السوق، مثل "شات جي.بي.تي"، مشيرة إلى أنها تمنح الوهم للمستخدم بإمكانية أن تحل محل الخبرة الطبية في التعامل مع المرض العقلي، وهو ما قد يؤثر في الحالات المصابة.

وتضيف كيلي أن "تضليل هذه البرامج للأشخاص بالنصائح المتعلقة بالنظام الغذائي أو الوزن قد تؤدي إلى اضطراب فقدان الشهية العصابي، خصوصاً إذا كان شخص ما عرضة لهذا الاضطراب". وتشدد على أن هذا الأمر "خطير جداً، إذ يلعب مباشرة في حساب الهوس بالسعرات الحرارية والنظام الغذائي التقييدي الذي يصيب أولئك الذين يعانون من الأنوركسيا".

TRT عربي