على الرغم من أن المسيّرات والصواريخ والأسلحة وغيرها كثير من الأنظمة المماثلة هي أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الصناعات الدفاعية المحلية والوطنية، فإن كثيراً من الأنظمة الفرعية بالغة الأهمية وبعض المنتجات التكميلية هي التي تكون وراء الكواليس في رحلة نجاح صناعات الدفاع في تركيا.
أحد أهمّ الأمثلة على هذه الأنظمة الفرعية والتكميلية، نظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية المسمى "Manpack"، الذي بذل المهندسون الأتراك كثيراً من الجهد لتمكنوا من تطوير جهاز حديث بوزن 15 كيلوجراماً فقط قادراً على العمل بلا انقطاع في أصعب الظروف الأماكن، عوضاً عن أجهزة الراديو التقليدية التي كانت تُنقل عادةً بعدة صناديق وتحتاج إلى أكثر من شخص لتركيبها وتشغيلها.
مثل هذه المشاريع التي تُنفَّذ بتنسيق رئاسة الصناعات الدفاعية، لا تقوّي يد تركيا في المجال فحسب، بل تضمن أيضاً تطوير وتوطين منتجات حساسة كانت تركيا حتى وقت قريب تعتمد على الخارج لتأمينها.
لمسة وطنية للتواصل مع المسيّرات
إحدى العبارات الأولى التي ستلفت انتباهك إذا مررت بمنشأة عسكرية هي "لا حرب بلا اتصال". ففي بيئة الحروب التي لا اتصال فيها أو حيث يوفَّر بطريقة غير صحية، يمكن أن تذهب الجهود إلى أماكن غير متوقعة.
ولحل مسألة الاتصالات وتوطين صناعاتها بشكل كامل، عملت شركة "NETA Elektronik"، إحدى أهمّ الشركات المحلية في مجال الاتصالات العسكرية، على تطوير أنظمة وطنية لتوصيل الجنود على الأرض بالمسيّرات المحلقة في السماء.
ولم يكتفِ مهندسو الشركة بتطوير أنظمة وطنية، بل شمّروا عن سواعدهم لإخراج أجهزة الراديو التقليدية من الصناديق وتحويلها إلى أجهزة يمكن حملها في حقيبة الظهر، كما سهّلوا استخدامها بما يتيح أن يشغّلها شخص واحد فقط.
مواصفات الجهاز
خلال مقابلة أجراها معه موقع TRT Haber، تحدث مدير عام شركة "NETA Elektronik" مراد سنجيز عن تفاصيل نظام "Manpack" قائلاً: "جهازنا الذي يزن نحو 15 كيلوجراماً ويسهل أن يحمله ويستخدمه شخص واحد، قطره 67 سم، ويتألف من 6 أجزاء. يُثبَّت على حامل ثلاثي الأرجل، يمكن أخذه في أي مكان في حقيبة الحمل".
وأردف سنجيز: "الميزة الوحيدة لهذا النظام ليست أنه خفيف وسريع الإعداد وحسب، بل يمكنه أيضاً نقل الفيديو والصوت إلى المركز بسرعة، وفي ظل أصعب الظروف، من خلال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. إنها ميزة رائعة للفريق العامل الذي بات بإمكانه إرسال صور عالية الأبعاد إلى المركز على الفور".
كما أشار سنجيز إلى أن نظام "Manpack" تستخدمه حالياً في الميدان القيادة العامة لقوات الدرك. وبصرف النظر عن السرعة والخفة والمعدات التقنية، أكد أن النظام يقدّم بالفعل مساهمة إيجابية ومباشرة في حياة عديد من الجنود، لأن الأنظمة التقليدية تحتاج إلى مشاركة أكثر من شخص للإعداد والتشغيل، مما يزيد المخاطر في منطقة العمليات.
وعن مساهمته في توطين صناعات الدفاع الحساسة قال سنجيز: "الأجزاء المستخدمة في صناعة الجهاز يزيد معدلها المحلي على 80%"، مشيراً إلى أن تقنية المنتج وجودته وقدراته تزيد إمكاناته التصديرية.
الشركة المصنعة
تأسست "NETA Elektronik" كشركة أبحاث وتطوير صناعي عام 1987، ولأكثر من 30 عاماً استمرت الشركة في أنشطتها بما يقرب من 150 موظفاً موزعين على خطوط الإنتاج ومركز البحث والتطوير، بالإضافة إلى وحدة المبيعات المحلية والدولية.
وتطوّر الشركة وتصنّع أجهزة الاتصالات العاملة بالأنظمة الهوائية وتقنية التردد اللاسلكي التي طورتها داخلياً. ومن منتجات الشركة: أنظمة هوائية لاستقبال البثّ عبر الأقمار الصناعية للمركبات الثابتة والمتحركة مثل الحافلات واليخوت والسفن والقوافل، وأنظمة الأقمار الصناعية التي توفر اتصالاً ثنائي الاتجاه، بالإضافة إلى أنظمة استقبال البثّ الاحترافية للمذيعين. وبفضل بنيتها التحتية التكنولوجية والإنتاجية، تطوّر الشركة أيضاً منتجات الهوائي والاتصالات لصناعة الدفاع.
وتصدّر شركة "NETA Elektronik" بانتظامٍ منتجاتها إلى أكثر من 30 دولة معظمها أوروبية، بما فيها إنجلترا وروسيا وأستراليا ودول عربية وإفريقية. وحسب بيانات الشركة فإن معظم الواردات تأتي من مبيعات التصدير.
