توقيع تركي جديد.. تعرّف مشروع المروحية المسيّرة التي تستعد للتحليق هذا العام (Others)
تابعنا

مع قرب حلول المئوية الأولى على تأسيس الجمهورية التركية شارف عديد من مشاريع صناعات الدفاع الوطنية الكبرى على الانتهاء. فيما يعد مجال المنصات الجوية علامة فارقة في هذا التقويم، لا سيما أن هذا المجال أحد أهم الأعمدة الحاملة لصناعة الدفاع التركية.

ورغم ضغوط "حلفاء" تركيا الغربيين، وبالأخص عمليات الحظر المتتالية التي فرضتها الولايات المتحدة على بيع الأسلحة والتقنيات لتركيا، تمكنت أنقرة من شق طريق جديد يعتمد على الموارد والخبراء الوطنية خطت به خطوات كبيرة في مجال المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs)، وكانت أحدث إضافة هي مسيّرة عنقاء-3 المطورة من شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش".

وبعد فترة وجيزة من الإعلان عن مسيّرة عنقاء-3 وخصائصها الفريدة والمتطورة، ها هي الآن شركة توساش تكشف الستار عن عملها على مشروع واعد جديد يتمثل بتطوير "مروحية هجومية بدون طيار" من المقرر أن تنفذ أول رحلة لها هذا العام وتعد بأن تكون مغيراً لقواعد اللعبة بعالم الطائرات العسكرية دون طيار، وفق ما نقله موقع TRT Haber.

حان وقت المروحيات المسيّرة

عند سؤاله عن ادعاء أن شركة توساش تستعد لتشغيل مروحية هجومية دون طيار، وهي الأخبار التي تدوولت لفترة بكواليس الصناعات الدفاعية الوطنية، قال نائب المدير العام لقسم المروحيات في شركة توساش محمد ديمير أوغلو: "نعم، نحن نعمل حالياً على طائرات هليكوبتر بدون طيار".

وواصل ديمر أوغلو قائلاً: "نحن، في قسم المروحيات، لا نفعل ذلك بمفردنا. نعمل بالتعاون مع قسم توساش لصناعة المركبات الجوية المسيّرة. فبينما هم متفوقون بمجال "التسيّر" (التحليق بالمركبات الجوية بدون طيار)، نحن جيدون في صنع طائرات الهليكوبتر أيضاً".

وأوضح أنهم في هذه المرحلة يجمعون هاتين التجربتين معاً للخروج بمنتج مشترك. وأردف ديمير أوغلو قائلاً: "سننفذ النموذج الأول من هليكوبتر دون طيار. أولاً، ستكون رحلات تجريبية، وبعد ذلك سنبدأ من الصفر ونطور منصاتنا الخاصة إلى عدة طرازات".

وعند سؤاله عن موعد الرحلة الأولى، كانت إجابته كالتالي: "بالطبع، يتساءل المرء متى سيصبح هذا العمل أكثر واقعية. إنه متأخر قليلاً بسبب الأولوية التي نعطيها للمنصات الأخرى، لكننا سنرى المروحية دون طيار تحلق في غضون بضعة أشهر".

توساش: رائدة صناعة الطيران التركي

تأسست شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش" (TUSAŞ) في 28 يونيو/حزيران 1973 تحت إشراف وزارة الصناعة والتكنولوجيا لتقليل اعتماد تركيا على الخارج في صناعة الدفاع.

وإلى جانب توليها برنامج إنتاج المقاتلة الوطنية من الجيل الخامس "قان" وتصنيع مروحتَي "أتاك" و"غوك باي"، تُصنع "توساش" طائرة التدريب والدعم "حر جيت"ومسيّرات من طرازات "عنقاء" و"أق سونغور"، إضافة إلى الطائرات ذات الأغراض الزراعية والأقمار الصناعية. كما تولي اهتماماً بالغاً لتطوير محركات خاصة بطائراتها ومسيّراتها المحلية.

إضافة إلى ذلك، أنتجت الشركة 80% من جسم الطائرات المقاتلة من نوع F-16، ومشاركتها ببرامج تصنيع وتعديل وتطوير الطائرات الحربية بالتعاون مع الشركات الأمريكية والأوروبية لمصر والأردن وباكستان، فقد استمر الإنتاج التسلسلي للطائرة F-16 في منشآت توساش بين 1987-1999.

في هذه الفترة جرى تأسيس الشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية لطائرة F-16 لمدة 25 عاماً، ورسم خريطة الطريق التي اتبعتها الشركة لتصنيع مركباتها الجوية الخاصة، والتي اكتسبت زخماً بخاصة منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تحولت إلى قصة نجاح مختلفة تماماً اليوم.

مروحيات توساش

تستمر اليوم مغامرة توساش، التي بدأت قبل 50 عاماً، لإنتاج طرازات متنوعة من المنصات الجوية الوطنية عالية الجودة والكفاءة على فترات متقاربة. خلال الحفل الذي أقيم في منشآت الشركة في الأيام الماضية في ذكرى تأسيسها الخمسين، حيث تُظهر الطائرات من جميع الفئات المصطفة صورة قيمة للمستقبل.

وفي إطار الصورة هذه، تعد المنطقة التي تُعرض فيها طائرات الهليكوبتر من طرازات "أتاك" و"غوك باي" إحدى أكثر أدوات الحفل لفتاً للانتباه. فيما صرح محمد ديمير أوغلو أنه سيجري تطوير الإصدارات البحرية لكل من "أتاك" و"غوك باي" لتكون ملائمة للعمل على سطح حاملة المسيّرات التركية "تي سي جي أناضولو".

يذكر أنه نهاية أبريل/نيسان الماضي أجرت المروحية الهجومية الثقيلة أتاك-2 أول تحليق لها. وهذا الطراز، الذي بدأ العمل عليه في 17 فبراير/شباط 2019 بالتعاون بين مؤسسة الصناعات الدفاعية وشركة توساش، يتمتع بقدرة على نقل الحمولة وإجراء المناورات في أثناء التحليق، وفق كبير المهندسين في المشروع محمد يلماز.


TRT عربي