"جزيرة الثقافة".. تَعرَّف الموطن الجديد للأوركسترا الرئاسية بالعاصمة أنقرة. (Others)
تابعنا

أعادت الأوركسترا السيمفونية الرئاسية، التي اضطُرّت إلى أخذ استراحة من الحفلات الموسيقية بحضور الجمهور بسبب الإجراءات الوبائية، فتح أبوابها للحفلات الموسيقية مع الجمهور منذ سبتمبر/أيلول الماضي.

ومن مبناها الجديد الذي دشَّنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالعاصمة أنقرة يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، والذي صادف الذكرى 97 لتأسيس الجمهورية التركية، تواصل "جزيرة الثقافة" التركية استضافة محبي الموسيقى من تركيا وجميع أنحاء العالم.

بفضل الصرح المعماري الذي شُيّد بين عامَي 1997 و2020، حازت الأوركسترا السيمفونية الرئاسية موطناً ثقافياً يُعتبر من الأفضل على مستوى العالم.

الأوركسترا السيمفونية الرئاسية

تُعَدّ الأوركسترا السيمفونية الرئاسية من أكثر المؤسسات الفنية تجذُّراً في العالم، إذ تعود جذورها الأولى إلى الحقبة العثمانية. وحتى يومنا الحالي ما زالت الأوركسترا الرئاسية تواصل أنشطتها بلا انقطاع طوال تاريخها الممتدّ إلى ما يقرب من قرنين.

في عام 1826 أمر السلطان العثماني محمود الثاني بتأسيس الأوركسترا تحت اسم "موزيكا إي هميون" لخدمة قصر الإمبراطورية العثمانية. وفي أعقاب تأسيس الجمهورية التركية، أمر مصطفى كمال أتاتورك بنقل الأوركسترا إلى العاصمة الجديدة أنقرة عام 1924، وغيَّر اسمها إلى "الأوركسترا السيمفونية الرئاسية".

خلال سنوات الجمهورية الأولى، شكّلَت الأوركسترا جوهر المؤسسات الفنية للجمهورية التركية الحديثة. وإلى جانب تركيزها الحفلات الموسيقية الإذاعية وكذلك الحفلات الموسيقية، خرجت الأوركسترا الرئاسية في أول جولة خارجية في الحقبة الجمهورية عام 1926، إذ شاركت في جولة 4 أشهر إلى المدن الساحلية في أوروبا، لاقت خلالها اهتماماً كبيراً.

صرح معماري يجمع الماضي بالمستقبل

في أواخر عام 1990، ووفقاً للمادة الرابعة من قانون الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد أتاتورك وإنشاء مركز أتاتورك الثقافي، قرَّرَت "اللجنة الوطنية" بحضور رئيس الجمهورية آنذاك بناء قاعة حفلات جديدة للأوركسترا الرئاسية في المنطقة الرابعة في منطقة مركز أتاتورك الثقافي.

لذلك أعلنت وزارة الأشغال العامة في عام 1992 مسابقة معمارية شارك فيها 46 مشروعاً. في النهاية وقع الاختيار على المشروع الذي صممه الزوجان سمرا وأوزجان أيغور، باعتباره "مبنى لن يتقادم مع مرور الوقت". طُرحت مناقصة إنشاء المشروع عام 1995، فيما أقيم حفل وضع حجر الأساس في عام 1997.

صمَّم المهندسون المبنى ليكون بمثابة محطة بين الماضي والمستقبل، ووضعوه على نفس محور "قلعة أنقرة" التي تعبِّر عن الماضي، وصرح "آنيت كبير" الذي يرون أنه "المستقبل". ووصلوا بين هذين الصرحين بخطّ زجاجي في منتصف أرضية ردهة المبنى.

"جزيرة الثقافة" التركية

بُنيَت القاعة الرئيسية على شكل بيضاوي لاستضافة الحفلات السيمفونية، كما جُهّزت بأحدث التقنيات الصوتية لترحّب بعشاق الفن بسعة 2023 مقعداً مرتَّبة على شكل "قطف العنب"، وهو توزيع الجلوس الذي يتيح تجمهر الحضور على الشرفات حول الأوركسترا، ويمنحهم فرصة مشاهدة الأحداث الموسيقية بشكل بانورامي 360 درجة.

بُنيت القاعة الرئيسية على شكل بيضاوي بسعة 2023 مقعداً مرتبة على شكل "قطف العنب" (Others)

وبينما تتسع القاعة التاريخية لـ683 شخصاً، تتسع "القاعة الزرقاء" التي سُمّيَت على اسم لونها لـ518 شخصاً. وتُستخدم هذه القاعات لاستضافة عديد من الفاعليات كقاعات بديلة للحفلات الموسيقية.

صُمّم البهو على شكل منشور مثلَّث ليربط بين قاعتَي الحفلات الموسيقية، وهو عبارة عن ردهة تتسع لـ1500 شخص.

كما تضمّ "جزيرة الثقافة" مبنى فيه مناطق تدريب الفنانين ومكاتبهم، بالإضافة إلى موقف سيارات داخلي يتسع لـ800 مركبة، ومبنى آخر يُستخدم مركز طاقة أُضيفَ إلى المشروع لسد احتياجات طاقة المبنى.

TRT عربي