دمار مدينة هيروشيما بعد قصفها بقنبلة نووية سنة 1945. (Stanley Troutman/Others)
تابعنا

نشرت وزارة الخارجية الروسية الاثنين تقريرها الشامل حول "عدد الأسلحة الاستراتيجية الهجومية" التي يمتلكها جيشها، في إطار إجراء تتخذه روسيا والولايات المتحدة كل ستة أشهر بحكم اتفاقهما لتخفيض ترسانتهما النووية الذي دخل حيّز التنفيذ منذ سنة 2011.

في المقابل يأتي هذا الإجراء، الذي أصبح روتينياً، في مناخ خاصّ هذه السنة، سمته البارزة هي انطلاق سباق جديد من أجل التسلح، تزامنت معه التوترات المتصاعدة بين موسكو وحلف الناتو بقيادة واشطن، مما دفع مسؤولين في الحلف إلى وصف الوضع على أنه "حرب باردة جديدة".

قنابل موسكو وواشنطن

يهدف الاتفاق الذي وقّعَته موسكو وواشنطن إلى توفير آلية للمراقبة المتبادلة والحدّ من الأسلحة النووية التي تحوزها القوتان النوويتان الكبريان في العالم، فيما كاد يُجهَض إبان فترة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بعد قراره سنة 2018 الانسحاب من المعاهدة الدولية حول الأسلحة النووية، قبل أن تتداركه إدارة بايدن بتوصلها في فبراير/شباط إلى توافق حول تمديده مع الرئيس فلاديمير بوتين.

ووفق التقرير الذي نشرته الخارجية الروسية يوم الاثنين، تتكون ترسانتها النووية الحالية من 1458 بين رأس وقنبلة نووية ثقيلة، إضافة إلى 527 صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، و742 راجمة لإطلاقها. فيما كشف التقرير الأمريكي عن امتلاك واشنطن 1389 بين رأس وقنبلة نووية ثقيلة، و665 صاروخاً بالستياً عابراً للقارات، و800 راجمة.

ويضع الاتفاق الأمريكي-الروسي حداً أقصى للتسلح النووي بين الدولتين بـ1550 رأساً وقنبلة نووية ثقيلة، و700 صاروخ بالستي عابر للقارات، و800 راجمة صواريخ وقنابل نووية ثقيلة.

تهديد بفَناء نووي!

تأتي هذه التقارير في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا وحلف الناتو "أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة" على حد وصف ينس ستولتنبرغ، الأمين العامّ للناتو، بعد إغلاق موسكو مكتب الحلف لديها، عقب طرد ثمانية من أفراد بعثتها لديه واتهامه إياهم بـ"تنفيذ عمل استخباراتي لصالح المخابرات الروسية".

وكانت وزيرة الدفاع الألمانية كرامب كارينباور، صرّحت سابقاً بأن الناتو "يدرس سيناريوهات ردع إقليمية لمنطقتَي البلطيق والبحر الأسود، وربما أيضاً في المجال الجوي، باستخدام أسلحة نووية"، مضيفة أنه "ينبغي للحلف أن يُظهِر لروسيا بكل وضوح استعداده لاستخدام "مثل هذه الوسائل"، وفقاً لما أوردته قناة روسيا اليوم.

تصريحات ردّ عليها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، محذراً من مغبَّة مثل هذه الدعوات بقوله: "يجب أن يعرفوا (الألمان) جيداً كيف سبق أن انتهت مثل هذه التحركات بالنسبة إلى ألمانيا وأوروبا"، مضيفاً أن "الأمن في أوروبا لا يمكن إلا أن يكون شاملاً، بلا مساس بمصالح روسيا". وعلّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على سؤال صحفي حول "العلاقة الكارثية" لبلاده بحلف الناتو، قائلاً: "لا يمكن وصف علاقتنا مع الناتو بالكارثية، لأنه لا علاقة لنا أساساً مع الحلف".

فيما حذَّر الأمين العامّ للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، من أن "البشرية تقترب من فَناء نووي". وأضاف في تغريدة نشرها الشهر الماضي: "ينتشر حول العالم ما يقارب 14 ألف سلاح نووي (...). حان الوقت لأن تُرفع غمامة النزاعات النووية إلى الأبد، نزع السلاح النووي من عالمنا نهائياً، وبناء عهد جديد من الثقة والسلام".

TRT عربي