حروب منصات البث.. تعرّف كيف تفوقت ديزني على نيتفليكس. (Shutterstock) (Others)
تابعنا

تستمر الحروب المتدفقة. عندما كشفت Netflix عن نتائجها ربع السنوية في يوليو/تموز، أظهرت مدى خطورة تعرض ملك بث الفيديو عبر الإنترنت للتغلب عليه من قبل منافسين مثل Amazon Prime و Disney + و Apple TV. في حين أن الوباء خلق فرصاً كبيرة لازدهار عدد كبير من خدمات البث، فقد دخلت معركة المشتركين الآن مرحلة جديدة.

حسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، استغرقت شركة والت ديزني أقل من ثلاث سنوات لتتفوق على نتفليكس في تدفق المشتركين، مشيرة إلى أن طريقها إلى الهيمنة بدأ منذ أكثر من 15 عاماً باستراتيجية مخططة بعناية بقيمة 100 مليار دولار لتنشيط إمبراطوريتها لمشاهدي القرن الحادي والعشرين.

وبعد 16 شهراً فقط من إطلاقها، وصلت خدمة ديزني بلس (+Disney) ذات الأسعار المعقولة إلى 100 مليون مشترك، وهو إنجاز استغرقت نتفليكس (Netflix) عقداً من الزمان لإنجازه. واعتباراً من بداية الشهر الجاري، تمتلك نتفليكس ما يقرب من 220 مليون مشترك، في حين أن ديزني بلس لديها ما يقرب من 152 مليون مشترك.

وبينما تكافح نتفليكس في أول خسارة لها هذا العام، تتوقع ديزني بلس بشدة أن تتفوق نتفليكس في عام 2024، حيث إن أعداد المشاركين في نمو مرتفع، وذلك بعدما تجاوزت توقعات المحللين بإضافتها 14.4 مليون مشترك جديد في الربع الثاني من العام الجاري. فيما يميل بعض المحللين للاعتقاد بأن الانكماش الاقتصادي من شأنه أن يسرع هذه العملية.

حروب البث المتدفق

حتى الآن، كانت حرب البث المتدفق تدور في الغالب في مجال المحتوى. فمن خلال توفير مسلسلات وأفلام عالية الجودة، تمكنت العديد من المنصات من انتزاع شريحة من الكعكة. وهو الأمر الذي دفع كيلبي كلارك من شركة Paramount Studios في عام 2019 للتصريح بأن هذه الحرب لا تختلف عن المعارك الإعلامية التي خاضتها الشركات المتنافسة في الماضي.

وعلى الرغم من أن منصة نتفليكس هي ملكة البث المتدفق وصاحبة أكثر عدد مشاركين حتى اللحظة، فقد أصبحت إلى حد ما ضحية لنجاحها. وفي حين أن نتفليكس كانت واحدة من أولى الشركات التي تقدم خدمة بث الفيديو عبر الإنترنت للاشتراك في عام 2007، ومثلما قدم ذلك لها ميزة المحرك الأول، إلا أنها مهدت الطريق أيضاً لمنافسين مثل أمازون وأبل وديزني.

ومؤخراً، وجهت ديزني ضربة قاصمة لمنافستها اللدود نيتفليكس في حروب البث، حيث تفوق منزل ميكي ماوس على خصمه من حيث عدد المشتركين. فوفقاً لتقريرها للربع الثاني من عام 2022، تمتلك ديزني 221.1 مليون مشترك، ما يعني أنها تجاوزت نتفليكس، التي فقدت 970.000 مشترك في الربع الثاني، ولديها الآن 220.6 مليون مشترك فقط.

مع ذلك، الانتصار ليس واضحاً كما قد يبدو للوهلة الأولى، نظراً لأن الـ 221.1 مليون مشترك الذين جرى ذكرهم سابقاً ليسوا جميعاً على تلك المنصة. بدلاً من ذلك، ينتشر مشتركو ديزني عبر ثلاث منصات بث. لدى +Disney حالياً 152.1 مليون مشترك، في حين أن Hulu لديها 46.2 مليون و ESPN لديها 22.8 مليون، وفقاً للنتائج الفصلية الجديدة.

استحواذات مليارية مهدت الطريق أمام ديزني

في عام 2006، قبل عام من قيام نتفليكس بالانتقال من خدمة تأجير أقراص DVD بالبريد إلى ثورة البث المتدفق عبر الإنترنت، أنفقت ديزني 7.4 مليار دولار لشراء أستوديو Pixar للرسوم المتحركة من ستيف جوبز مؤسس شركة أبل.

تبع ذلك في عام 2009 شراء مفاجئ بقيمة 4 مليارات دولار لحقوق الأبطال الخارقين من Marvel Comics، مما أدى إلى جلب العديد من شخصيات الأبطال والانتقال بديزني إلى منطقة جديدة في عالم الترفيه. فيما جاء الاستحواذ الرقمي الثالث عندما استحوذت ديزني على شركة Lucasfilm، وهي شركة الإنتاج التي تقف وراء امتياز Star Wars وIndiana Jones، مقابل 4 مليارات دولار في عام 2012.

وعلى الرغم من الانتقادات الحادة التي تعرضت لها مع كل عملية استحواذ جديدة، واصلت ديزني استراتيجيتها التي مكنتها في النهاية من مضاعفة سعر سهمها بما يقرب من 10 أضعاف. في عام 2008، قبل إطلاق فيلمها الأول من Marvel - الرجل الحديدي من بطولة روبرت داوني جونيور - كان سعر سهم ديزني حوالي 15 دولاراً، حيث بلغت قيمة الشركة 26 مليار دولار. فيما يتم الآن تداول أكبر شركة ترفيه في العالم بسعر 112 دولاراً للسهم، مما يمنحها قيمة سوقية تبلغ 205 مليار دولار، أي ضعف قيمة نتفليكس تقريباً.

كيف يكون الركود الاقتصادي في مصلحة ديزني؟

يتوقع العديد من الاقتصاديين أن الولايات المتحدة ستدخل في ركود قبل نهاية عام 2022، بينما يعتقد آخرون أن البلاد في حالة ركود بالفعل. في حين أن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، السلطة المختصة بمثل هذه الأمور، لم يعلن بعد أن النمو الاقتصادي قد تقلص، فإن التضخم المرتفع يثير قلق الناس.

في أوقات الركود فإن رخص الأسعار يعد من أهم العوامل التي تساعد على جلب عملاء جدد ويحافظ على الموجودين، وهذا تحديداً ما يميز ديزني عن نتفليكس التي بدأت بسلك مسار الشركات الإعلامية التقليدية، حيث أعلنت أن العام المقبل سيشهد إطلاقها خدمة مدعومة بالإعلانات بسعر أقل، بالإضافة إلى محاولتها تضييق الخناق على مشاركة كلمات المرور.

وبلا أدنى شك، فإن نهاية قيود كورونا جنباً إلى جنب مع أزمة تكلفة المعيشة المتصاعدة قلصت من حجم الكعكة المتاحة، حيث يبحث المشتركون عن طرق لخفض التكاليف. من جهته، قال ستيفان ليدرير، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة Bitmovin للبث عبر الإنترنت، لـ Verdict: "لم يعد بإمكان هذه الخدمات الاعتماد فقط على محتواها في معركة الحفاظ على الصدارة، نظراً لضغط الجيوب بات الناس يتطلعون إلى الأماكن التي يمكنهم تقليصها، سيبحث المستهلكون في معايير رئيسية أخرى في اختيار خدمة البث الخاصة بهم".

TRT عربي
الأكثر تداولاً