تابعنا
من كاسيوس الملاكم الأمريكي إلى محمد علي كلاي الملاكم الأشهر ورمز المسلمين الأمريكيين، مسيرة حافلة عاشها كلاي في مناهضة التمييز والعنصرية ونصرة للإسلام.

تمر الذكرى السادسة على وفاة الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع طويل مع مرض الباركنسون. وقد ولد كلاي لعائلة أمريكية سوداء بولاية كنتاكي، ومارس الملاكمة في سن الـ12 ليفوز بعد ذلك بعدة بطولات ويتوج بألقاب كثيرة كان من بينها رياضي القرن.

فلمع بذلك نجم كلاي في عالم الملاكمة وحقق أرقاماً قياسية وفاز ببطولات كثيرة، حتى أن الكونغرس الأمريكي سن قانوناً سمي بقانون علي من أجل حماية حقوق الملاكمين، لكن هذه المسيرة الحافلة بالانتصارات توقفت بإعلانه الاعتزال عن سن يناهز 39 عاماً.

محمد علي كلاي يفوز ببطولة العالم للوزن الثقيل ضد سوني ليستون في 26 مايو 1965 (AFP)

محمد علي كلاي يعتنق الإسلام

وكان كلاي قد أعلن عقب مباراة فاز فيها على منافسه سوني ليستون سنة 1964 عن اعتناقه الإسلام وانضمامه إلى جماعة أمة الإسلام مع مالكوم إكس. كان هذا الإعلان صادماً للرأي العام وللمتابعين والمشجعين للبطل المقاتل. حتى أن بعضهم هاجمه ورفضوا الاعتراف باسمه الجديد محمد علي كلاي مواصلين مناداته بكاسيوس.

‘’طلبتُ من اللهِ أن أكون غنياً فأعطاني الإسلام’’ مثل اعتناق محمد علي كلاي للإسلام أكثر اللحظات فَرقاً في حياته التي كرس ما تبقى منها لخدمة معتقداته، فخصص دخلاً سنوياً للأنشطة التى تخدم الإسلام، وحول قصره إلى جامع، ومدرسة لتعليم القرآن الكريم، وبنى أكبر مسجد فى شيكاغو تحول بعد ذلك إلى مركز إسلامي.

وأما عن سبب تحوله المفاجئ، يقول كلاي في إحدى المقابلات التلفزيونية: اخترت الدين الإسلامي لأني لم أرَ مثل هكذا حب.. لم أرَ من قبل أناساً كثيرين يحضنون ويقبلون بعضهم البعض.. يصلون خمس مرات باليوم.. وتذهب إلى أي بلد تقول السلام عليكم فيكون لك بيت وأخ.. اخترت العقيدة الإسلامية لأني كمسيحي في أمريكا لم أكن أستطيع دخول كنائس البيض.

محمد علي كلاي ينتصر للإسلام

رغم الاتهامات التي لا يتوقف البعض عن توجيهها للإسلام ووسم منتسبيه بالعنف وخاصة مع تنامي ظاهر الإرهاب، حاول كلاي جاهداً مقاومة تلك الادعاءات وأكد في تصريحاته العديدة بأنه: "مسلم، وليس من الإسلام في شيء قتل الأبرياء فى باريس أو سان برناردينو أو أى مكان آخر فى العالم، المسلمون الحقيقيون يعرفون أن العنف الوحشى يتعارض مع مبادئ ديننا الحنيف".

حتى أن انتصاراته العديدة التي حققها في حلبات الملاكمة، كان ينوي من ورائها الانتصار للإسلام كما عبر عن ذلك في عدة مناسبات، وتحول إلى خادم للدعوة الإسلامية كما وصفه كثيرون.

وعندما جرى تكريمه في إحدى المناسبات بنجمة هوليوود، وهي عبارة عن ممر يتم إضافته لأعظم الشخصيات المؤثرة في هوليوود والتاريخ عليها نجمة تحمل اسم البطل، رفض كلاي وضع النجمة التي تحمل اسمه على الأرض، حتى لا يدوس الناس على اسم الرسول"محمد" صلى الله عليه وسلم ، فجرى بذلك قبول وضع نجمة كلاي على الحائط.

وتأثر كلاي في وقت سابق بأفكار صديقه الداعية مالكوم إكس فانتمى إلى جماعة أمة الإسلام، ولكنه سرعان ما أعلن انفصاله عنها بسبب الاختلاف في التوجهات والأفكار. وواصل جهوده في نشر الإسلام في المجتمع الأمريكي ومحاولة دعم الأقليات السوداء والأقليات المسلمة في الولايات المتحدة، ليتوّجه كثيرون بلقب سفير النوايا الحسنة للمسلمين.

تعدت بطولات كلاي حلبات الملاكمة، ليلعب أدواراً سياسية وإنسانية مناهضة لكل أشكال التمييز والعنصرية وانتصاراً لمعتقداته فكان الأسطورة الملهم والبطل الاستثنائي الذي غادر الحياة في الثالث من يونيو/حزيران عام 2016 و لم يغادر أذهان الكثيرين ممن شهدوا له بمواقفه الإنسانية.

TRT عربي