سحر "إيبيزا".. فضائح أوروبية بالجملة في جزيرة الشمس والبحر والجنس (Getty Images)
تابعنا

أثار الكشف عن مخالفات سياسية وفضائح ارتكبها مسؤولون أوروبيون في جزيرة الحفلات الإسبانية إيبيزا، خلال السنوات الأخيرة، ضجة كبيرة وانتقادات واسعة، لدرجة ارتبط معها اسم جزيرة الشمس والبحر والحفلات، في أعمدة الصحف العالمية، بتجاوزات المسؤولين والرؤساء.

فلا تكاد فضيحة الزعيم السابق لحزب الحرية النمساوي هاينز-كريستيان شتراخه تهدأ حتى عاد اسم الجزيرة ليطفو على السطح مع فضيحة جديدة لوزير التعليم الفرنسي جان ميشال بلانكير، ولا يستبعد في ذلك الناشطون، أن تكون مخالفات وفضائح مزيد من المسؤولين على أرض هذه الجزيرة التي لم يتمكن أكثرهم من مقاومة سحرها، في طي التعتيم والكتمان إلى الآن، على حد تعبيرهم.

واشتدّ بذلك الجدال ساخناً في الأوساط الأوروبية، وسط مطالبات بإقالة المسؤولين المتورطين في هذه المخالفات التي أزاحت عنها الستار التقارير الإعلامية مستندة إلى تسريبات لصور ومقاطع فيديو من الجزيرة.

وزير التعليم الفرنسي.. مكافحة الوباء من جزيرة إيبيزا

في الوقت الذي يواجه فيه كثير من الانتقادات والاحتجاجات حول سياسات إدراته لإجراءات الحماية من فيروس كورونا، أعلن وزير التعليم الفرنسي جان ميشال بلانكي خطته الجديدة لمكافحة الوباء في المدارس والمؤسسات التعليمية.

وكان حينها الجميع يتوقع أنه أعلن عن البروتوكول الجديد، من مكتبه بالعاصمة الفرنسية باريس، ولم يخطر ببال أحد حينها أنه كان بصدد قضاء عطلته في جزيرة إيبيزا رفقة بفريق عمله، كما كشف عن ذلك عديد من الصحف المحلية، لتفجر غضباً متصاعداً، طالبت على أثره الأصوات المعارضة الوزير بالاستقالة من منصبه.

وعلّق بعض الصحف المحلية بأنه بينما كان الفرنسيون يتخوفون من الوضعية الصحية للمدارس والإطار التربوي والتلاميذ، مع استئناف الدراسة بعد العطلة، يعلن في هذه الأثناء الوزير الفرنسي خطته وهو ينعم بالشمس ويستمتع في الحفلات، على حد تعبيرهم.

وتفاعلاً مع الجدل المحموم الذي أثارته هذه القضية، أوضح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، أن "بلانكير كان يعمل من بُعد مع فريقه، وكان في الجزيرة لمدة أربعة أيام بصفة خاصة".

من جانبه ردّ بلانكير على الانتقادات الموجهة إليه قائلا: "أليس لي الحق في قضاء عطلة لبضعة أيام بعد العام الماضي؟"، مؤكداً أنه لم يغب عن أي اجتماع أو قرار مهم خلال الفترة التي قضاها بعيداً، مشيراً إلى أن هذا أيضاً ما كان سيحدث حال البقاء في فرنسا.

ولكن يبدو أن هذه التبريرات لم تكن كافية لإخماد غضب الشارع الفرنسي.

فضيحة إيبيزا تطيح بحكومة النمسا

في عام 2019 اهتزت النمسا على فضيحة مدوية، إذ نشرت وسائل إعلامية مقطع فيديو مسرَّباً لاجتماع سابق لنائب مستشار النمسا كريستيان شتراخه، في جزيرة إيبيزا الإسبانية عام 2017، وحضر الاجتماع آنذاك، كما يُظهِر المقطع المصور، السياسيون المعارضون شتراخه ويوهان جودنوس نائب زعيم حزب الحرية، مع سيدة يُعتقد أنها ابنة السياسي الروسي إيجور ماكاروف.

وحسب ما أكدته التقارير الإعلامية استناداً إلى ما جاء في الفيديو، فإن شتراخه عرض على السيدة منحها عقوداً حكومية مع النمسا مخالفة للقانون بعد فوزه في الانتخابات، مقابل مساندته السياسية، بنشر عناوين مواليه لحزبه في صحيفة "كرونين تسايتونغ"، الصحيفة الأولى في النمسا، مقابل مساعدات مالية.

أثارت الحادثة غضباً وانتقادات شديدة، لم تهدأ إلا بتقديم شتراخه استقالته قائلاً في مؤتمر صحفي وهو يغالب دموعه: "كان تصرفاً غبياً، كان سلوكاً غير مسؤول، وكان خطأً"، وطلب من زوجته والآخرين الصفح عنه، لكنه أصرّ على أنه لم يرتكب أي مخالفة للقانون.

ولم يمضِ أسبوع على الحادثة حتى سحب البرلمان النمساوي الثقة من المستشار سباستيان كورتز، وانهار بذلك الائتلاف الحكومي.

TRT عربي