مع بدء الغزو الروسي تخطّى سعر برميل النفط الخام برنت مئة دولار أمريكي وذلك لأول مرة منذ عام 2014 (Sergei Karpukhin/Reuters)
تابعنا

انتشرت مخاوف عالمية بشأن كارثة إنسانية وشيكة جرّاء غزو روسيا لأوكرانيا، وتحدّث اقتصاديون وخبراء عن كابوس غذائي واقتصادي يداهم العالم ويزيد التبعات التي خلّفتها جائحة كورونا، وذلك لاحتمالية توقّف إمدادات الحبوب والطاقة من الأراضي الروسية والأوكرانية، والتي تعد موسكو وكييف في مقدمة مصدّريها عالمياً، لا سيّما وأن بعض الدول تعتمد بشكل شبه كلي على القمح والغاز الوارد من تلك الدولتين.

ويأتي هذا إضافة إلى مخاوف حول حدوث تبعات سلبية على أسواق الأسهم العالمية جرّاء الحرب، وهي تداعيات قد لا يتحمّلها العالم.

غير أنّه ومع اكتمال الأسبوع الأول للغزو الروسي، بدأ الحديث عن مكاسب بعض الشركات الكبرى والقطاعات من وقوع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما بسّطه البعض بالمقولة الدارجة "مصائب قوم عند قوم فوائد".

الطاقة

مع تواصل ارتفاع أسعار النفط عالمياً مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وتخطّي سعر برميل النفط الخام برنت 110 دولار أمريكي وذلك لأول مرة منذ عام 2014، حقّقت بعض الشركات العاملة في قطاع الطاقة مكاسب هائلة.

وقفزت قيمة شركة أرامكو السعودية السوقية إلى 2.23 تريليون دولار أمريكي محتّلة المركز الثاني بعد شركة أبل من حيث القيمة السوقية. وذلك بعد تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على إمدادات الطاقة في العالم، فيما أزاحت أرامكو بذلك شركة مايكروسوفت التي كانت تحتكر المركز الثاني عالمياً لفترة طويلة بقيمة 2.1 تريليون دولار.

وحسب خبراء، فإنّ الارتفاع في أسعار النفط سينعكس إيجاباً على دول مجلس التعاون الخليجي ويعوضها عن الخسائر التي تسببت فيها تقلبات الأسعار ووباء كورونا، غير أنّ ذلك لن يدوم طويلاً بل وقد يصحبه نتائج عكسية.

وقيّم الكاتب المتخصص في اقتصاديات الطاقة عماد الرمّال، الوضع في قطاع الطاقة حالياً قائلاً في حديث لشبكة BBC الإخبارية إنّ "التجارب التاريخية أظهرت سابقاً أن الارتفاعات الكبيرة في أسعار النفط ستليها انخفاضات حادة في الأسعار في مرحلة لاحقة".

منصات التواصل الاجتماعي

يتابع مئات الملايين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم تطوّرات الأوضاع في أوكرانيا على مدار الأيام القليلة الماضية، وهو ما يزيد من تفاعل المستخدمين ويدرُّ أرباحاً على كبرى المنصات العالمية مثل ميتا التي تمتلك منصات فيسبوك وإنستاغرام، إضافة إلى غوغل مالك موقع يوتيوب.

وذكرت جريدة بارونز الأمريكية نقلاً عن تريب شودري المحلل المتخصص في بيانات مواقع التواصل، أنّ "الصراع في أوكرانيا زاد متابعة المواقع المذكورة بنحو 3٪ إلى 5٪، إذ حلّ يوتيوب في المقدمة فيما جاء فيسبوك وإنستاغرام ثم تويتر في قائمة المواقع التي زاد حجم التفاعل معها خلال الأزمة الراهنة".

وأشار شودري إلى أنّ زيادة التفاعل مع المحتوى المنشور عبر منصات التواصل الاجتماعي يرتبط مباشرة بزيادة عائدات الإعلانات، وهو ما يعود بأرباح طائلة على الشركات المالكة لتلك المنصات خلال الحرب الروسية-الأوكرانية.

المعادن والذهب

تقود روسيا وأوكرانيا الإنتاج العالمي للمعادن مثل النيكل والنحاس والحديد. كما أنهما يشاركان إلى حد كبير في تصدير وتصنيع المواد الخام الأساسية الأخرى مثل النيون والبلاديوم والبلاتين. وزادت المخاوف من ارتفاع ضخم في أسعار هذه المعادن جراء الحرب الجارية، وهو ما يعود بأرباح طائلة على المنافسين، فذكرت صحيفة إيكونوميك تايمز أن العقوبات المفروضة على روسيا قد تؤدّي إلى تحسين فرص التصدير للشركات العاملة بقطاع الصلب في دول منافسة مثل الصين والهند واليابان والولايات المتحدة.

وارتفع سعر البلاديوم على سبيل المثال إلى ألفين و700 دولار أمريكي للأونصة بزيادة أكثر من 80٪ منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويستخدم البلاديوم في كل شيء تقريباً بدءاً من أنظمة عوادم السيارات والهواتف المحمولة إلى حشوات الأسنان. كما ارتفعت أسعار النيكل والنحاس، المستخدميْن في التصنيع والبناء على التوالي.

كما انعكس غزو روسيا لأوكرانيا على أسعار الذهب، فارتفعت أسعاره مؤخراً نتيجة زيادة العقوبات الاقتصادية على روسيا والتي تشمل تجميد الأصول المالية وإبعاد البلاد عن نظام المدفوعات العالمي (سويفت)، إضافة للتأثيرات الاقتصادية على عملات دول أخرى، وهو ما دفع المستثمرين للتحوّل إلى الذهب كملاذ آمن بديل.

TRT عربي