صواريخ جافلين الأمريكية المضادة للدروع. (AP)
تابعنا

بالتزامن مع الحشود الروسية التي قُدرت بنحو 100 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية، بالإضافة إلى المناورات العسكرية واسعة النطاق مع بيلاروسيا، جارة أوكرانيا المتحالفة مع الكرملين، ووسط الخشية الأوكرانية والغربية من أن تكون هذه التحركات تمهيداً لهجوم روسي عنيف لاحتلال أوكرانيا التي لطالما اعتبرتها موسكو باحة روسيا الخلفية، تتوالى المساعدات العسكرية من أمريكا وحلف الناتو.

فحتى يوم السبت الماضي، سلّم أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر من 90 طناً مما وصفته أمريكا بـ"المساعدة الفتاكة" لأوكرانيا، وذلك بعد يوم واحد من انطلاق محادثات روسية أمريكية لنزع فتيل التوترات مع موسكو التي تطالب بضمانات حقيقية لمنع ضم أوكرانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق الأخرى إلى حلف الناتو.

وبينما تتوالى المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، رفضت ألمانيا تسليم أوكرانيا أسلحة من شأنها أن تأخذ الأوضاع إلى طريق بلا عودة، لكن بالمقابل أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت السبت أن ألمانيا ستسلم أوكرانيا مستشفى ميدانياً في شباط/ فبراير القادم. وقالت الوزيرة الألمانية في مقابلة مع صحيفة دي فيلت: "أستطيع أن أتفهم أننا نريد دعم أوكرانيا وهذا بالضبط ما نفعله". وأضافت: "سنسلم مستشفى ميدانياً كاملاً في شباط/ فبراير مع تأمين التدريب اللازم للعاملين"، موضحة أن كلفة ذلك ستبلغ 5,3 ملايين يورو.

وصول أولى الشحنات

على الرغم من أنها ليست عضواً في الناتو ولا تغطيها اتفاقية الدفاع المشترك لدول التحالف، فإن أوكرانيا تعتمد اعتماداً شبة كلي على الدعم والمساعدات العسكرية القادمة من الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لصد أي غزو روسي جديد قد يحدث في أي وقت.

ولهذا، مرر البيت الأبيض في ديسمبر/كانون الأول الماضي حزمة مساعدات عسكرية بلغت قيمتها 200 مليون دولار لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الصغيرة والذخيرة وأجهزة لاسلكية آمنة، بالإضافة لمعدات طبية وقطع غيار. كما شملت الحزمة معدات فتاكة أخرى، بما في ذلك صواريخ جافلين المضادة للدبابات وقذائف مدفعية أخرى مضادة للدروع، بجانب رشاشات ثقيلة.

من جانبها غردت السفارة الأمريكية في كييف، في وقت متأخر من يوم الجمعة، كاتبة: "وصلت الشحنة الأولى من المساعدة التي وجهها الرئيس بايدن مؤخراً إلى أوكرانيا". وأضافت: "هذه الشحنة تشمل ما يقرب من 200 رطل من المساعدات العسكرية، بما في ذلك ذخيرة لمدافعي الخطوط الأمامية الأوكرانية".

وفيما تتوالى حزم المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، يستبعد المراقبون أن تشمل هذه المساعدات إرسال قوات برية أمريكية على الأرض، وذلك بعدما استبعد بايدن في ديسمبر/كانون الأول إمكانية نشر قوات أمريكية في أوكرانيا أو حولها لردع أي هجوم روسي محتمل.

صواريخ جافلين وستينغر

عقب أن أعلن كل من إستونيا ولاتفيا وليتوانيا الجمعة أنهم بصدد إرسال صواريخ مضادة للدبابات وأخرى مضادة للطائرات إلى أوكرانيا لتتمكن من الدفاع عن نفسها في حال تعرضت لعدوان روسي محتمل، قال وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف: "إن صواريخ جافلين (Javelin) أصبحت في كييف بفضل الشركاء الاستراتيجيين".

من جانبها أشارت دول البلطيق الثلاث إلى أنها سترسل صواريخ جافلين وستينغر الأمريكية الصنع بعدما تلقت إذناً من واشنطن في هذا الصدد بداية الأسبوع الماضي. ووفقاً لبيان مجلس الأمن القومي، فقد سمح بايدن لوزارة الخارجية بنقل المعدات الأمريكية الموجودة بالفعل في أيدي الحلفاء، وذلك لتسريع تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا، وفقاً لموقع ديفنس وان.

صواريخ ستينغر الأمريكية المضادة للطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض. (Others)

ومن شأن صواريخ جافلين أن تساعد القوات البرية في ضرب الدبابات والمركبات المصفحة، فيما ستستخدم صواريخ ستينغر لاستهداف الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، ورغم أن هذه الصواريخ النوعية تعتبر سهلة التشغيل نسبياً، فإن القوات الأوكرانية بحاجة إلى المزيد من الوقت لتعلم كيفية استخدامها.

في المقابل، قالت السفارة الروسية في واشنطن: "إن الأسلحة الأمريكية سينتهي بها المطاف في أيدي المسلحين والإرهابيين في أوكرانيا".

قائمة المساعدات الغربية

إلى جانب حزمة المساعدات الفتاكة التي بعثتها الولايات المتحدة مؤخراً فضلاً عن صواريخ جافلين وستينغر التي أرسلتها دول البلطيق الثلاث بموافقة أمريكية، قدمت دول أخرى داخل حلف الناتو أسلحة فتاكة أخرى رفقة طواقم وخبراء لتدريب العسكريين الأوكرانيين لاستخدامها.

فبينما زودت تركيا أوكرانيا بمسيّراتها المحلية من طراز بيرقدار تي بي 2، والتي أثبتت كفائتها وتفوقها على العديد من الأنظمة الدفاعية الروسية فوق أكثر من ساحة صراع من سوريا إلى أذربيجان مروراً بليبيا، صرح وزير الدفاع البريطاني في وقت سابق من الشهر الجاري، أن "كمية صغيرة من الأفراد ستنضم إلى العملية الحالية لبناء القدرة العسكرية الأوكرانية"، وأشار إلى أنه "سيجرى أيضاً توفير "أنظمة أسلحة خفيفة ومضادة للدروع" والتي بدورها لا تشكل تهديداً لروسيا.

كما تعهدت كندا، التي لديها خطط لزيادة عدد قواتها الموجود على الأرض في أوكرانيا إلى 400 فرد، بإرسال مزيد من المعدات والأسلحة غير الفتاكة، في وقت نشرت به هولندا وإسبانيا طائرات حربية وسفناً حربية في المنطقة لدعم تحركات حلف الناتو.

من جانبه قال أليكسي مورافييف، خبير الأمن القومي في جامعة كيرتن الأسترالية: "أعضاء الناتو ركزوا على تعزيز قدرات أوكرانيا للدفاع عن النفس وتجنبوا إرسال أنظمة أكثر تطوراً"، مضيفاً: "أرادوا تجنب استعداء موسكو".

TRT عربي