صورة نازحين من تسونامي الذي ضرب إندونيسيا (Dian Triyuli Handoko / Epa/AA)
تابعنا

ضرب زلزال بقوة 6.1 على مقياس ريختر، يوم الأربعاء، شرق أفغانستان ومناطق من باكستان. حاصداً، حسب المسؤولين الأفغان، حوالي 1500 شخص. وما زالت الحصيلة قابلة للارتفاع، مع استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض مئات البيوت المدمرة.

وحسب محمد إسماعيل معاوية المتحدث باسم القائد العسكري لحركة طالبان في إقليم بكتيكا، الأشد تضرراً، بأن الزلزال دمَّر ما يفوق 3000 منزل. وستكون عملية الإنقاذ بمثابة اختبار كبير لسلطات‭‭ ‬‬حركة طالبان التي سيطرت على البلاد في أغسطس/آب الماضي، بعد حرب دامت لعقدين، مما أسفر عن قطع كثير من المساعدات الدولية عن أفغانستان بسبب العقوبات المفروضة على الحركة.

وتعاني أفغانستان من نظام صحي متهالك، حتى قبل أن يضرب الزلزال البلاد. ودعا عدد من المنظمات الإنسانية الدولية إلى تخطي الحظر المفروض على أفغانستان، وتقديم الدعم لطواقمها من أجل تخطي تبعات الكارثة. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه وجه إدارته لبحث سبل تقديم المساعدة لسلطات طالبان.

فيما ليست الفاجعة الجارية بالأراضي الأفغانية إلا مثلاً على عشرات الكوارث من النوع ذاته التي زخر بها تاريخنا المعاصر، منها ما هو أكثر فتكاً وأثقل حصيلة، نستعرض خمسة من أبرزها.

زلزال هايتي 2010

حوالي الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي، من يوم 12 يناير/كانون الثاني 2010، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، جنوب غربي بورت-أو-برينس عاصمة جمهورية هايتي. حيث يعد هذا الزلزال الأكثر دموية في تاريخ البلاد، حيث أودى بحياة ما يفوق عن 230 ألف ضحية.

وتقع منطقة بورت-أو-برينس على مقربة من صدع زلزالي يعرف باسم صدع إنريكيو-بلينتين غاردن، فيما حدد الخبراء عمق البؤرة الزلزالية على بعد 6 أميال من القشرة الأرضية، وتلت الهزة الكبرى ثلاث هزات ارتدادية عنيفة تراوحت قوتها ما بين 5 و5.9 درجة على مقياس ريختر.

وتسبب الزلزال كذلك في تفشي وباء الكوليرا في الجزيرة، والذي قضى حسب التقديرات على ما لا يقل عن 7000 شخص. ولمح الأمين العام للأمم المتحدة وقتها بان كي مون، بأن الوباء حمل إلى هايتي عبر قوات الإنقاذ الدولية التي انتشرت عقب وقوع الكارثة.

زلزال المحيط الهندي 2004

في 26 ديسمبر/كانون الأول 2004 ، على الساعة السابعة صباحاً وتسع وخمسين دقيقة بالتوقيت المحلي، ضرب زلزال بقوة 9.1 درجة على مقياس ريختر في عرض المحيط الهندي قبالة سواحل جزيرة سومطرة الإندونيسية، متسبباً في أمواج مد عاتية اجتاحت المحيط، بالغة حتى السواحل الشرقية لإفريقيا.

وتعدى طول الأمواج في بعض المناطق 9 أمتار، حاصدة ما يفوق 227.9 ألف شخص في أربعة عشرة دولة. من بينهم إندونيسيا الأكثر تضرراً والتي فقدت ما لا يقل عن 170 ألفاً من مواطنيها، و31 ألف ضحية في سريلانكا، و16.4 ألف ضحية في الهند، وفي تايلاند 5400 ضحية.

وحسب مختصين في معهد الدراسات الزلزالية الأمريكي، فإن قوة زلزال المحيط الهندي عادلت 500 ميغا طن من الـ "تي إن تي"، أي أقوى بـ12 ألف مرة من القنبلتين النوويتين اللتين ألقيتا على هيروشيما وناغازاكي.

زلزال كشمير 2005

في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2005، ضرب زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر المنطقة التي تديرها باكستان من إقليم كشمير. وأدى هذا الزلزال إلى تدمير أكثر من 32 ألف مبنى، وإزهاق أرواح 79 ألف ضحية، وترك الآلاف بلا مأوى يواجهون برد الشتاء القارس.

وتقع منطقة كشمير على خط تماس الصفيحة التكتونية الهندية بالصفيحة الأوراسية، ما يجعل المنطقة نشطة جيولوجياً. حيث عرفت في سنة 1905 و1934 زلازل مماثلة من ناحية القوة والفتك.

زلزال البيرو 1970

تقع منطقة الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية على خط تماس صفيحتين تكتونيتين، تلك التي تطفو فوقها القارة الأمريكية الجنوبية وصفيحة نازكا، ما يجعل المنطقة ذات نشاط زلزالي وبركاني كبيرين. وفي سنة 1970، ضرب زلزال "عظيم" سواحل البيرو، مخلفاً دماراً هائلاً وحصيلة دموية.

وأدى الزلزال الذي ضرب البلاد، في 31 مايو/أيار تلك السنة، إلى ما لا يقل عن 70 ألف قتيل. وتسبب في انهيار أرضي الأكثر تدميراً من أعلى جبل هواسكارن، غرب وسط سلسلة الأنديز، حيث ابتلع الركام عدة قرى واقعة على سفوحه.

زلزال تانغشان 1976

في 28 يوليو/تموز 1976، ضرب زلزال منطقة تانغشان شمال غربي الصين، محدثاً ما يقال إنها الحصيلة الأثقل لضحايا الزلازل في التاريخ. حيث يقدر عدد القتلى 242 ألف، حسب موسوعة بريتانيكا، يمكن أن تصل التقديرات إلى ما يفوق 650 ألف قتيل.

وبلغت قوة هذا الزلزال 7.5 درجة على مقياس ريختر، ودمر ما يفوق 85% من البنية التحتية للإقليم الصيني. فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 700 ألف جريح، وووصلت قدرته التدميرية لإسقاط مبانٍ في محيط العاصمة بكين.

TRT عربي
الأكثر تداولاً