لماذا تعتبر دبابة T-90M الروسية صيداً مهماً للغرب؟ (Alexander Nemenov/AFP)
تابعنا

بالتزامن تصاعدت حدة القتال في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا في مايو/أيار الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء تسليم قواتها البرية دبابات T-90M المعدلة "الأكثر ملاءمة لخوض المعارك الحديثة". وقالت الوزارة إن الدبابات الجديدة قادرة على تبادل المعلومات مع الدبابات الأخرى في الوقت الفعلي، وأن القوات البرية الروسية ستتسلم أكثر من 400 دبابة مدرعة جديدة خلال العام الجاري 2022، وفقاً لما نقلته وكالة ريا نوفوستي الروسية.

لكن الهجوم الأوكراني السريع في خاركيف لم يتح استعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية خلال الحرب وحسب، بل منح العديد من الغائم العسكرية الثمينة للغرب، والتي استولى عليها الجيش الأوكراني من الجنود الروس الفارين في شمال شرق البلاد. واحدة من أعظم المفاجآت التي جرى الكشف عنها كانت دبابة واحدة من طراز T-90M، وهي واحدة من 380 دبابة روسية على الأقل جرى الاستيلاء عليها منذ بدء الحرب، لكنها مفيدة بشكل فريد، حسب تقرير حديث نشرته صحيفة "ذا إيكونوميست".

وعلى عكس محاولات الاختراق الأمريكية التي استمرت لأكثر من 14 عاماً من أجل فك أسرار الدبابة الروسية T-72 طوال الحرب الباردة، والتي تكللت بالنجاح بعد أن باع تاجر أسلحة روماني واحدة إلى عملاء أمريكيين في عام 1987 على أنها خردة معدنية، لم يستغرق أسر دبابة T-90M سوى سنتين من دخولها الخدمة في مخزون القوات البرية الروسية بفضل الحرب الأوكرانية المستمرة منذ 7 شهور.

الدبابة الروسية T-90M

تعتبر الدبابة الروسية T-90M- المعروفة أيضاً باسم Proryv-3، ويعني "اختراق" - والتي كشف عنها لأول مرة في عام 2017، أفضل دبابة نشطة تمتلكها القوات البرية الروسية. وهي ترقية لطراز T-90 السابق الذي جرى تقديمه في أوائل التسعينيات. كلا النموذجين، الذي يمتلك الجيش عدة مئات منه، أفضل بكثير من الدبابات السوفيتية التي لا تزال تُستخدم على نطاق واسع من قبل كل من روسيا وأوكرانيا.

ودبابة T-90M، التي شك بعض المحللين في أنهم كانوا محجوزين لحرب محتملة مع الناتو - حتى ظهروا بعد شهرين من الحرب، مزودة بسبطانة من عيار 125 ملم ذات دقة تصويب عالية. وتمتلك الدبابة أيضاً أنظمة "كالينا" الخاصة بالتوجيه والتصويب الإلكتروني، والتي تعتمد على تقنيات بصرية وحرارية متطورة، إضافة إلى مدفع رشاش يمكن التحكم به عن بعد من عيار 12.7 ملم، حسب وكالة ريا نوفوستي.

ويتكون طاقم الدبابة من 3 أفراد، هم: السائق والقائد والمدفعي. أما وزنها فلا يتعدى الـ 50 طناً رغم حمايتها المتطورة وقوتها في إطلاق النار. فيما يولد محرك الديزيل ذو الـ12 أسطوانة قوة دفع قدرها 1130 حصاناً وسرعة قصوى تصل إلى 70 كم/ساعة.

أهم ما يميز T-90M

حسب تقرير حديث نشرته صحيفة "ذا إيكونوميست"، تمتلك دبابة T-90M عدة مستويات من الدفاع. الأبعد هو "رأس خفي" يسمى ناكيدكا، وهي مادة غير معروفة تدعي روسيا أنها قادرة على امتصاص الحرارة والإشارات الراديوية، حيث يحجب هذا الطلاء نظرياً الدبابة من رادارات الناتو المحمولة جواً، والتي تتعقب المركبات الروسية على مسافات بعيدة. كما أنه يعيق استخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي تعتمد على التصوير الحراري لتثبيتها على هدفها.

علاوة على ذلك، تمتلك الدبابة نظام دفاع صاروخي، والذي يطلق قذائف لاعتراض الهجمات على المدى القصير. بالإضافة إلى ذلك يجب أن تخترق الهجمات الصاروخية التي تصل إلى دبابة T-90M درعها التفاعلي المتفجر، الذي تستخدمه العديد من نماذج الدبابات الروسية، والذي يمكن أن يعطل تفجير الصواريخ المضادة للدبابات. أخيراً، هناك الدرع المادي للدبابة، وهو سر يخضع لحراسة مشددة حتى الآن.

وهناك ناسخة خاصة للتصدير من هذه الدبابة عالية التصفيح والحماية تعرف باسم T90-MS، وهي النسخة التي حاولت فيها روسيا قدر الإمكان تجنب كوارث النسخ الماضية، أهمها عزل الذخيرة عن الطاقم وإضافة العديد من التجهيزات المشابهة للدبابات الغربية.

لماذا تعتبر صيداً ثميناً؟

على الرغم من أن القوات الأوكرانية نجحت في تدمير دبابة روسية من طراز T-90M، إلا أن الحصول على واحدة سليمة يعد أكثر فائدة بكثير، وفقاً لصحيفة "ذا إيكونوميست".

فحسب الخبراء، ستساهم أعمال تفكيك الدبابة الروسية وحل ألغازها في إيجاد وتطوير الأنظمة والأساليب اللازمة لتدميرها في المستقبل القريب. وبالإضافة إلى فك دفاعاتها عالية التقنية، ستتيح الدبابة التي جرى الاستيلاء عليها الإمكانية لسبر أسرار أحدث الأسلحة الهجومية الروسية، بما في ذلك نظام محوسب للتحكم في النيران ومدفع قادر على إطلاق قذائف موجهة.

كما ستمنح دبابة T-90M الأسيرة التي جرى التقاطها المحللين العسكريين فرصة لتقييم ادعاءات روسيا حول قدرات هذه الآلة الروسية، وحتى إيجاد الأساليب الدفاعية لتحطيم أسطورتها.

TRT عربي