أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس استقالتها، الخميس، بعد 45 يوماً من توليها مهامها رسمياً من بوريس جونسون في 6 سبتمبر/أيلول الماضي، لتصبح بذلك صاحبة أقصر فترة حكم لرئيس حكومة في تاريخ بريطانيا.
وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، تأتي استقالة تراس بعد حزمة من القرارات السياسية الفوضوية التي لحقتها مؤشرات اقتصادية غير متوقعة، وصاحبتها زلات إعلامية واستقالات رفيعة المستوى، ناهيك عن استطلاعات الرأي التي شهدت تراجع حزب المحافظين بينما تصاعد حزب العمال المعارض.
في هذا التقرير نسرد قائمة بأقصر قادة العالم حكماً في التاريخ:
- رئيس الوزراء جورج كانينج (بريطانيا - 119 يوماً)
كان رجل الدولة من حزب المحافظين جورج كانينج يحتفظ، حتى اليوم، بلقب أقصر رئيس وزراء بقاء في الحكم، قبل تراس، حيث خدم 119 يوماً في المنصب قبل وفاته بمرض السل في 8 أغسطس/آب 1827. وفقاً للغارديان.
وكان كانينج يشغل العديد من المناصب الحكومية العليا في وقته، بما في ذلك منصب وزير الخارجية. ويُذكر لدوره في مثل هذا المثال المتطرف على الاقتتال الداخلي بين مجلس الوزراء لدرجة أن مشاكل تروس تتضاءل بالمقارنة.
- الرئيس هنري هاريسون (الولايات المتحدة - 32 يوماً)
كان وليام هنري هاريسون هو الرئيس التاسع للولايات المتحدة. وإلى جانب كونه صاحب أقصر فترة في تاريخ الرئاسة الأمريكية، يعتبر أيضاً أكبر من شغل المنصب في ذلك الوقت، في سن 68، بعد تنصيبه في عام 1841. وكذلك أول من مات في المنصب.
ويعزى سبب وفاته، إلى أنه أدى اليمين في 4 مارس/آذار، وهو يوم بارد وممطر امتطى خلاله جواداً وألقى ربما أطول خطاب تنصيب في التاريخ الأمريكي، استغرق حوالي ساعتين. فيما تزعم بعض التقارير أن رفضه ارتداء معطف أو قبعة في ذلك اليوم ساهم في الالتهاب الرئوي الذي أودى بحياته في 4 أبريل/نيسان، على الرغم من أن تقارير أخرى تعزو وفاته إلى حمى التيفود.
- الرئيس بشير الجميل (لبنان - 22 يوماً)
كان بشير الجميل زعيم القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، وانتخب في 23 أغسطس/آب 1982 رئيساً للجمهورية اللبنانية من قبل مجلس النواب.لكنه اغتيل بعد 22 يوماً، وتحديداً في 14 سبتمبر/أيلول، قبل أن يستلم المنصب، عندما انفجرت قنبلة في معقل الكتائب في الأشرفية.
- الملكة ليدي جين جراي (بريطانيا - 9 أيام)
ليدي جين جراي الملقبة بـ"ملكة الأيام التسعة" هي الملكة ذات العهد الأقصر في بريطانيا، أُعلنت ملكة إنجلترا وويلز وأيرلندا في 10 يوليو/تموز 1553 عن عمر يناهز 16 عاماً بعد وفاة ابن عمها البروتستانتي إدوارد السادس، كانت في الواقع في المرتبة الخامسة في الترتيب ولكن جرى اختيارها لأنها كانت بروتستانتية.
ومع ذلك، صعدت البلاد لصالح الأولى في الصف، ماري، التي كانت أخت إدوارد غير الشقيقة وابنة هنري الثامن مع كاثرين أراغون، وهي كاثوليكية. فقد غيّر المجلس الملكي مواقفه لصالح ماري، وإقالة جين، التي جرى إعدامها في العام التالي. وفقاً للغارديان.
- الأمير سعد العبد الله السالم الصباح (الكويت - 9 أيام)
تولى حكم دولة الكويت منذ عام 1756 حتى الوقت الحالي خمسة عشر حاكماً من عائلة الصباح. فيما كان سعد العبد الله السالم الصباح الأمير الرابع عشر للكويت، وذلك بعد توليه السلطة في 15 كانون الثاني/يناير 2006 بعد وفاة والده.
لكن ولدواعٍ صحية، نقل مجلس الأمة في جلسته المنعقدة بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2006 السلطات الأميرية إلى مجلس الوزراء، وذلك بعد 9 أيام فقط من تنصيبه، لتكون فترته أقصر مدة للإمارة في تاريخ الكويت.
- الإمبراطور مايكل الثاني (روسيا - 18 ساعة)
استمر مايكل الثاني أقل من يوم كإمبراطور لروسيا بعد تنازل شقيقه القيصر نيكولاس الثاني عن العرش في 15 مارس/آذار 1917.
وكان منصبه محل خلاف وجعل توليه مشروطاً بقرار الحكومة المؤقتة الجديدة في روسيا. بعد حوالي 18 ساعة من التنازل عن العرش، وقع مايكل على بيان يعترف بالحكومة المؤقتة، وبالتالي إيذاناً بنهاية النظام القيصري في روسيا. لم يجرِ التأكد من أنه إمبراطور، وبعد الثورة الروسية عام 1917، سُجن وقتل.
- المستشار جوزيف جوبلز (ألمانيا - ليلة واحدة)
شغل جوزيف جوبلز منصب وزير الإعلام الحربي وقت هتلر، وبعد قتل الأخير في 30 أبريل/نيسان أصبح جوزيف جوبلز المستشار الألماني لمدة ليلة واحدة فقط، ولكن في اليوم التالي، سمم جوبلز وزوجته أطفالهما الستة، ثم قتلا نفسيهما.
- الملك لويس التاسع عشر (فرنسا - 20 دقيقة)
يعتبر لويس التاسع عشر صاحب أقصر فترة حكم، فقد تُوج لويس التاسع عشر، الذي قضى حياته المبكرة خارج فرنسا لكنه عاد للقتال من أجل الملكيين ضد نابليون خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر، ملكاً على فرنسا بعد تنازل والده تشارلز العاشر عن العرش خلال ثورة يوليو/تموز عام 1830، ومع ذلك لم يجرِ إعلانه على هذا النحو مطلقاً، وحسب ما ورد تنحى بعد حوالي 20 دقيقة من وفاة تشارلز العاشر.
وعلى الرغم من التنازع على التفاصيل، فإن كتاب غينيس للأرقام القياسية يعترف بـ"حكمه" كأقصر فترة حكم في التاريخ. تقنياً، شغل لويس، على ما يبدو، منصب الملك فقط بين وقت توقيع والده على التنازل عن العرش وتوقيعه هو على وثيقة التنازل عن منصب الملك.
