قيل إنها إيرانية.. ما مُسيرات الكاميكازي؟ وهل تغير مجرى الحرب في أوكرانيا؟ (وسائل التواصل الاجتماعي) (Others)
تابعنا

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن روسيا أطلقت موجة جديدة من الطائرات بلا طيار إيرانية الصنع لمهاجمة وسط العاصمة كييف في الساعات الأولى من يوم الاثنين، تزامناً مع الهجمات التي باشرتها موسكو لاستهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا قبل بداية الشتاء.

وسلطت الضربات الروسية الأخيرة الضوء على التهديد الذي تشكله مسيّرات الكاميكازي التي قيل إنها إيرانية الصنع الطائرات، والتي بدأت موسكو في استخدامها على نطاق أوسع في ساحة المعركة مع خسارة قواتها الأرض أمام القوات الأوكرانية في الأسابيع القليلة الماضية.

وفيما ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بموجة من هجمات الطائرات الروسية بلا طيار وحث بشدة حلفاء البلاد على تزويدها بأسلحة دفاع جوي، حذرت الولايات المتحدة من أنها ستتخذ إجراءات ضد الشركات والدول التي تعمل مع برنامج الطائرات بلا طيار الإيراني بعد أن استخدمت روسيا الواردات في ضربات قاتلة للكاميكازي في كييف، وفقاً لتقرير نشره موقع TRT World.

ما المسيّرات الانتحارية (الكاميكازي)؟ ولماذا تستخدمها موسكو؟ وهل تنجح في حسم الحرب لصالح الروس في أوكرانيا؟

الكاميكازي.. لعبة روسيا الجديدة

هذا الأسبوع، ضربت روسيا عمق أوكرانيا وضربت العاصمة كييف بطائرات كاميكازي بلا طيار. الكاميكازي هي عبارة عن منصات جوية صغيرة وصاخبة بلا طيار جرى تصميمها لتضرب عن بعد. كما أنها ذكية بما يكفي لتفادي عديد من أنظمة الدفاع الجوي.

ورغم "ذكائها" في الهروب من أنظمة الدفاع الجوي، يصفها خبراء عسكريون بأنها "غبية" في التمييز بين الأهداف وخاصة بين الأهداف العسكرية والمدنية، وتتسبب عادة في خسائر فادحة في صفوف المدنيين كونها تستخدم لمرة واحدة وبطريقة انتحارية ولا تتمتع بتقنيات حديثة تمكنها من تجنب إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.

وبينما يثار كثير من التكهنات حول مدى توفر معايير التفريق بين المدنيين والعسكريين في الطائرات الانتحارية الإيرانية، تعمل تركيا على برنامج لصناعة مسيرات كاميكازي وتجري عليها عملية طويلة وعميقة من الاختبارات وترفض تركيا إدخالها الخدمة أو عرضها للبيع قبيل اكمال الاختبارات التي تثبت قدرتها الكاملة على التفريق بين الأهداف العسكرية والمدنية.

وعلى عكس تلك التي تعود إلى القاعدة بمجرد إطلاق الصواريخ، تعتبر الكاميكازي طائرات انتحارية أو ذخائر تنفجر بنفسها من أجل تدمير الهدف. وعلى الرغم من وصفها بأنها طائرات كاميكازي بلا طيار، إلا أنه يمكن اعتبارها صواريخ كروز صغيرة ذات قدرة تدميرية محدودة نسبياً لحمولتها البالغة 50 كيلوجراماً.

وحسب صحيفة الغارديان البريطانية، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "روسيا اشترت 2400 طائرة وهو رقم يبدو هائلاً، لكن هذه الكمية تنضب بسرعة".

وعلى الرغم من أن الكاميكازي التي تستخدمها موسكو حالياً قادرة على الإفلات من الرادارات، نظراً لصغر حجمها وطيرانها على ارتفاعات منخفضة، فإنها مع ذلك لا تعتبر أسلحة متطورة. فليس لديها أنظمة دقيقة التوجيه على متن الطائرة، إذ يُعتقد أن لديها نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية من الدرجة التجارية فقط.

لماذا تستخدمها موسكو؟

أمطرت موسكو سماء العاصمة الأوكرانية كييف، التي كانت حتى أسبوع مضى بعيدة عن بوصلة القصف الروسي منذ شهور، بطائرات الكاميكازي طول الأيام الماضية.

وظهرت الكاميكازي التي يطلق عليها الروس اسم "إبرة الراعي" أو "جيران-2"، والمعروفة في موطنها إيران باسم "شاهد-136"، لأول مرة حول خاركيف الشهر الماضي، وأُرسلت عبر الخطوط الأمامية في أزواج لضرب أنظمة الأسلحة عالية التقنية التي قدمها الغرب والتي ساعدت في هجوم البرق في أوكرانيا.

ووفقاً لصحيفة التايمز، كان نشر هذا النوع من الطائرات بمثابة أول استخدام واسع النطاق من قبل روسيا لسلاح أجنبي جديد في أوكرانيا، وكذلك هو دليل على الفشل النسبي للطائرات بلا طيار الروسية في مواكبة القدرات المستوردة لأوكرانيا، وفي مقدمتها مسيّرة "بيرقدار تي بي 2" التركية.

وأشارت التايمز أيضاً إلى أنه بعد استخدامها في خاركيف على أهداف خارج نطاق المدفعية، يبدو أن موسكو وظفت نطاقها البالغ 2500 كيلومتر لاستخدامها في ضربات على أهداف استراتيجية بعيدة عن خط المواجهة حتى مع تراجع قواتها البرية إلى الخلف على الأرض.

هل تغير مسار الحرب؟

قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير آخر إن استخدام موسكو المتزايد لطائرات الكاميكازي الإيرانية يعكس القوة والضعف في الوقت نفسه. بالنسبة إلى البعض، فإن استخدام الطائرات بلا طيار بدلاً من صواريخ كروز في الهجمات الأخيرة يعزز الأمل في أن روسيا تنفد من أقوى أسلحتها. إذ قال مسؤولون غربيون يوم الجمعة إنهم اتفقوا على نطاق واسع مع تقييم أوكراني بأن موسكو استهلكت نحو ثلثي مخزونها، ولم يتبق منها سوى 124 من أصل 900 صاروخ "إسكندر" متوسط ​​المدى.

وإلى جانب أن تكلفتها أقل بكثير من صواريخ كروز، نحو 20 ألف دولار، تمثل طائرات الكاميكازي إذا استخدمت في أسراب (كما تفعل روسيا حالياً) تحدياً كبيراً للدفاعات الأوكرانية، وفقاً لما قاله متحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية لوكالة أسوشيتد برس.

وبينما يسارع أعضاء الناتو ودول أخرى إلى توفير أنظمة مضادة للطائرات من شأنها أن تساعد أوكرانيا على مواجهة تهديد أسراب الطائرات بلا طيار، يقول الخبراء إنه من غير المرجح أن يغير ذلك في قواعد اللعبة، خصوصاً وأن التحدي الجديد يأتي مما يسمى عادة بهجمات السرب، إذ يُضرب الهدف بعشرات من الطائرات كاميكازي منخفضة المستوى. يمكن لتلك الطائرات التي تفلت من الدفاعات الجوية أن تتحول إلى قنبلة بوزن 50 كيلوجراماً قادرة على ضرب أهداف مدنية أو عسكرية كبيرة منتقاة، مما يخلق الرعب وكذلك الدمار.

ومقابل الاستخدام الذي يوصف بـ"المتهور" لأطراف مختلفة للطائرات الانتحارية "كاميكازي" تتزايد المطالبات بضرورة أن يتمتع الطرف الذي يستخدم هذا النوع من الأسلحة بمبادئ وحساسية أخلاقية عالية لتجنب إيقاع خسائر في صفوف المدنيين.

ويرى مراقبون أن أوكرانيا تحتاج إلى أنظمة أكثر تقدماً جرى تطويرها لمكافحة الاستخدام المتزايد للطائرات المسلحة بلا طيار في ساحة المعركة وكذلك للتهديدات الجوية الأوسع التي تشكلها الطائرات المقاتلة والقاذفات وصواريخ كروز.

TRT عربي